لازم تسددوا المصروفات الدراسية..
قرار مع وقف التنفيذ.. معاناة أولياء الأمور مع المدارس لـ رفض تسليم الكتب
حالة من الغضب سيطرت على أولياء الأمور بعد رفض تسليم الكتب من قبل بعض المدارس لأبنائهم، وربطت تسليم الكتب بدفع المصروفات الدراسية ضاربة بقرار وزير التعليم عرض الحائط.
لم يجد أولياء الأمور سوى الاستغاثة بوزير التعليم عله ينقذهم من براثن إدارات تلك المدارس، متسائلين هل هناك تعليمات تصل إلى المدارس بخلاف القرارات التي يعلن عنها الوزير؟
رفض تسليم الكتب مخالفة للقرار
6 أكتوبر الجاري قرر وزير التعليم عدم ربط تسليم الكتب بالمصروفات الدراسية، وأنه يجب تسليم الطلاب الكتب المدرسية مباشرة حتى في حالة دفع المصروفات الدراسية.
لم يكن ذلك القرار الأوحد الذي أراد به الدكتور رضا حجازي، التخفيف على أولياء الأمور، لا سيما وأنه قبل بدء العام الدراسي قرر تقسيط المصروفات الدراسية على 3 دفعات.
والتزمت بعض المدارس بالقرارين وبدأت في تسليم الطلاب الكتب بعد سداد الدفعة الأولى من المصروفات الدراسية.
الزموا المدارس
«أنا عندي 3 عيال في المدارس، وما أقدرش أدفع المصاريف مرة واحدة، وفرحت بقرار الوزير بتسليم الكتب للطلاب حتى لو ما دفعوش المصاريف»، بهذه الكلمات بدأت أمل علي، ولية أمر، حديثها بشأن أزمة الكتب والمصروفات الدراسية.
لم تكن تعلم «أمل» أن أبنائها سيواجهون مشكلة عندما تحين لحظة تسليم الكتب، «اليوم اللي العيال استلمت فيه الكتب، ولادي رجعوا قالوا لي ما سلموناش الكتب علشان ما دفعناش المصاريف».
تستغيث «أمل» بوزير التعليم، مطالبة بضرورة الرقابة على المدارس وإلزامها بقرار عدم ربط تسليم الكتب بسداد المصروفات الدراسية، لا سيما وأن حجة المدارس -حسب وصفها- أنه لم تأت إليهم أي تعليمات بتسليم الكتب للطلاب دون سداد المصروفات الدراسية.
الدفع إجباري
«أصلًا دفع المصروفات الدراسية، إجباري عند استلام الملف وشهادة النجاح بأثر رجعي»، بهذه الكلمات يشير أيمن محمد، «ولي أمر»، إلى مشكلة أخرى متعلقة بأزمة ربط تسليم الكتب بسداد المصروفات الدراسية.
حجة مدراء المدارس الرافضين لتنفيذ قرار وزير التعليم تتمثل في، أن الإدارة التعليمية التابعة لها المدرسة لم ترسل نشرة تفيد بتطبيق قرار الوزير وعدم ربط تسليم الكتب بسداد المصروفات الدراسية.
يقول جمال قرين «ولي أمر»: "المهم المتابعة؛ لأن مديرين المدارس رافضين تنفيذ القرار، وحجتهم إن الإدارة لسه ما بعتتش نشرة، وهي بتكون في درج مدير المكتب الكاذب".
عجز وتقصير
لم يقتصر الأمر على رفض تسليم الكتب فحسب، فبعض أولياء الأمور يشتكون من عدم تسليم أبنائهم الكتب المدرسية رغم تسديد المصروفات الدراسية كاملة، وآخرين يشتكون من عجز المعلمين رغم تسليم أبنائهم الكتب.
«احنا دفعنا المصروفات، وبردوا ما استلمناش الكتب، علشان الموظف اللي بيسلمها بييجي يوم واحد في الأسبوع، أو ساعة في اليوم»، هكذا أشارت أسماء فوزي «ولية أمر»، إلى مشكلة أخرى متعلقة بتسليم الكتب المدرسية للطلاب.
بينما تشتكي شيرين ناصر «ولية أمر»، من عجز المعلمين، رغم استلام أبنائها الكتب: "استلمنا الكتاب بس مفيش مدرسين، فيه عجز في مدرسين الصفوف الأولى في مدرسة جمال عبد الناصر ف2".
طلب إحاطة
ولكن حالة غضب أخرى تنتاب أولياء الأمور بشأن، قرار الوزير بعدم تسليم الكتب المدرسية للطلاب الذين لم يتمكنوا من سداد المصروفات الدراسية الأعوام الماضية.
الأمر الذي دفع بعض البرلمانيين للتحرك بشأنه، وتقدم وكيل لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، ورئيس الهيئة البرلمانية للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، المهندس إيهاب منصور، بطلب إحاطة، موجه إلى وزير التعليم الدكتور رضا حجازي، بشأن قرار آخر عدم تسليم الكتب المدرسية للطلاب الذين لم يتمكنوا من سداد المصروفات الدراسية الأعوام الماضية.
ووصف «منصور»، القرار بأنه تجاهل الأسباب التي أثرت ليس على مصر فحسب، بل على العالم أجمع ومنها جائحة فيروس كورونا وتأثيراتها السلبية على الاقتصاد المصري والعالمي، فضلا عن الارتفاع الكبير في الأسعار الذي أثقل كاهل الأسر المصرية، مُشيرًا إلى أن المادة رقم (19) من الدستور نصت على أن التعليم إلزامي حتى نهاية المرحلة الثانوية أو ما يعادلها وتكفل الدولة مجانيته بمراحله المختلفة في مؤسسات الدولة التعليمية.
وتابع، فإنه طبقًا لنص الدستور فإن التعليم إلزامي ومجاني، وعلى الرغم من ذلك فوزارة التربية والتعليم لم توفر المدارس الكافية لاستيعاب الطلبة.
الدفع قبل الاستلام
تجدر الإشارة إلى أن قرار عدم ربط تسليم الكتب المدرسية بسداد المصروفات، يطبق على الطلاب من الصف السادس الابتدائي وحتى الثالث الإعدادي.
وبالنسبة للصفوف من رياض الأطفال وحتى الصف الخامس الابتدائي، يطبق عليها نظام التعليم الجديد 2.0، والذي يشترط على أولياء الأمور دفع المصروفات قبل استلام الكتب.