رئيس التحرير
خالد مهران

«طهارة الأطفال» الباب الخلفي للموت بالمجان في أسوان

ارشيفية
ارشيفية

لقي طفل فى عمر الزهور مصرعه، نتيجة جريمة الإهمال القاتل، بعد إجراء عملية «الطهارة» على يد «تمرجى» في إحدى المنازل بمحافظة أسوان، ثم فارق الحياة.

تلقى اللواء عاطف أبو الوفا، مدير إدارة البحث الجنائى بمديرية أمن أسوان، إخطارًا من النقيب مصطفى همام، معاون أول مباحث قسم ثانٍ، مفاده وصول طفل فى الشهر الرابع من عمره، إلى المستشفى الجامعى، جثة هامدة، بعد اجراء عملية الطهارة، وعليه تم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة.

«طهارة الاطفال» الباب الخلفي للموت بالمجان في أسوان

وكشف شاهد عيان، تفاصيل الواقعة المأساوية، مشيرًا إلى أن «التمرجى» الذى أجرى العملية للطفل الذى لم يتجاوز أربعة أشهر من ميلاده وهو الأبن «البكر» لدى أبويه، فى منزل خاص بمنطقة «خور عواضة» شرق مدينة أسوان، ولم تكن داخل مركز طبى أو مستشفى.

مضيفًا، أن الواقعة تكشف عن جريمة إهمال بطعم الموت وتبين ذلك بعد قيام التمرجى باعطاء جرعة مخدر للطفل عن طريق الفم بدافع التيسير على اجراء عملية الطهارة، لكن فجأة تغير لون الطفل وشدة بكاءه وازدياد النزيف، مما ترتب عليه وفاته فى الحال.

وشدد الشاهد خلال حديثه لـ«النبأ»، أن القضية تعتبر من القضايا المجتمعية تعكس ثقافة متراكمة لدى الاباء نتيجة التوجه إلى بعض الشخصيات غير المعلومة طبيًا لاجراء عمليات «الطهارة» فى المنازل على يد غير متخصصين، ويصل الحال إلى قيام شخص «سباك أو سائق أو بقال» أو غيره من المهن التى لا علاقة لها بالطب الامن.

مرجعًا، السبب وراء ذهاب الاباء إلى غير المتخصصين طبيًا، أولًا نتيجة وجود ثقافة متراكمة لقيام الشخص باجراء عده عمليات لبعض أفراد العائلة أو المنطقة أو القرية، ثم بدافع الهرب من المغالاة فى تكاليف عمليات الطهارة داخل المستشفيات أو المراكز الطبية، مؤكدًا أن الإهمال يدفع ثمنه الطفل الذى يصبح ضحية ويفارق الحياة قبل أن يراها.

مناشدًا، من جميع الاباء بضرورة التوجه إلى المراكز الطبية أو المستشفيات المسؤولة والخاضعة إلى وزارة الصحة وعدم التفريط والإهمال فى حياة «هدايا السماء» من فلذات أكبادكم على يد معدومى الضمير ثم تتبدل الفرحة إلى مأتم.