بعد افتتاحه بـ«9» ملايين.. قسم فى المستشفى الجامعى فى أسوان «بلا أطباء»
بتكلفة تتخطى 9 ملايين من الجنيهات وتضم حوالى 22 سريرًا ما بين العناية المركزة والمتوسيطة بالإضافة إلى أحدث أجهزة أشعة تلفزيونية وغيرها من الإمكانات المتطورة، كل ذلك يبث فى قلبك الطمأنة إلى مستقبل طبى أفضل وآمن، لكن الواقع نحن الآن نتحدث عن قسم «جراحة المخ والأعصاب» بالمستشفى الجامعى بمحافظة أسوان، دون أطباء.
قسم جراحة المخ والأعصاب بين الواقع والمأمول
هذا القسم الحيوى الذى تم افتتاحه داخل الصرح الطبى الكبير لجامعة أسوان، منذ حوالى «7» أيام على أقل تقدير زمنى، كان يشكل حلمًا تحول إلى حقيقة للمرضى الذين يتوافدون إلى المستشفى من كل صوب وحدب سواء فى المحافظة أو على نطاق محافظات الصعيد، باعتبارها أيقونة الخبرة والتقدم الطبى والملاذ الوحيد بسبب وجود نقص ملحوظ فى الخدمة الطبية بعدد من المستشفيات التابعة لوزارة الصحة داخل المحافظة.
اللافت والصادم إلى أن القسم الذى جاء بتمويل وتجهيز على أعلى مستوى من مؤسسة بنكية كبرى بتكلفة إجمالية تتخطى 9 ملايين من الجنيهات، بهدف واضح لعلاج وإنقاذ «800» طفل سنويًا تقريبًا، وكان ذلك بحضور كوكبة ونخبة من قيادات جامعة أسوان، على رأسهم الدكتور أيمن عثمان، رئيس الجامعة، ورافقه الدكتور محمد عبدالعزيز مهلل نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث والدكتور محمد زكى الدهشورى عميد كلية الطب، والدكتور أشرف أحمد معبد المدير التنفيذى لمستشفيات جامعة أسوان والدكتور عصام أبو المجد مدير مستشفى الجراحة، والدكتور محمد صلاح مدير المستشفى الباطنة.
كما حضر مراسم الافتتاح، الدكتور شريف فراج، نائب المدير التنفيذي لمستشفيات جامعة أسوان والدكتور خالد إسماعيل، رئيس قسم جراحة المخ والأعصاب والدكتور أحمد هانى، عبد العليم، مدير المشروع ومدرس جراحة المخ والأعصاب، ولفيف من ممثلى المؤسسة البنكية.
جميع الأسماء اللامعة سالفة الذكر من قائمة «الرؤوس الكبيرة» فى جامعة أسوان، كانت شاهده على أن القسم «جراحة المخ والأعصاب» الذى تم افتتاحه بأحدث الإمكانات تساوى ملايين الجنيهات لإنقاذ المريض، دون أطباء، مما يشير إلى وجود شبهة إهدار مادى وغياب الرؤية فى اتخاذ القرارات حتى لا يغتال القسم بالإهمال قبل أن يصبح متنفس جديد.
وكشف مصدر خاص لـ«النبأ»، تفاصيل جديدة، مشيرًا إلى أن القسم الضخم يعمل على كاهل الدكتور خالد إسماعيل والدكتور أحمد هانى، وإشادة من الجميع للدكتور وليد قناوى، بأنه «خلية النحل» فى خدمة المرضى دون كلل ومعد الدكتور حمادة رمضان، وتفاقم العجز بقوة بعد نقل الدكتور أحمد بكير، إلى مستشفيات مديرية الصحة، وأيضًا رحيل الدكتور «إبراهيم فرج» لتأدية الخدمة العسكرية الذى كان لا يعرف طعم النوم.
وأكد المصدر، أنه بسبب عدم وجود الكوادر البشرية من الأطباء بصورة كافية أدى إلى تأثير سلبى على نجاح القسم فى إجراء عمليات الجراحة، مضيفًا أن القسم يحتاج إلى «15» طبيبًا أو أكثر نظرًا لأن القسم يقوم بإجراء العمليات المتخصصة لجراحة العمود الفقري وحالات التشوهات الخلقية للجهاز العصبي للأطفال وأيضا حالات أورام المخ المختلفة، بالإضافة إلى أنه يخدم حالات الطورائ والحوادث ويجري العمليات الجراحية المختلفة والتعامل مع كافة حالات الإصابات.
وفى ذات السياق، قال أحد مسؤولى المؤسسة، أنه تم المساهمة في إنشاء أول مركز لجراحات المخ والأعصاب للأطفال فى صعيد مصر، مشيرًا إلى أن القسم يتكون من رعاية مركزة بقوة 6 سراير ورعاية متوسطة بقوة 6 سراير وقسم داخلى يضم 10 سراير، بالإضافة إلى تجهيز القسم بجهازين أشعة تلفزيونية أحدهما خاص بجراحة المخ والأعصاب والآخر للرعاية المركزة وتم تجهيز الوحدة بجهازتعقيم خاص بها.
وأشارت، إلى أن الرعاية المركزة تضم أجهزة تنفس صناعى وأحدث الأجهزة لمتابعة الوظائف الحيوية وأحدث أجهزة ضخ المحاليل وتشمل الوحدة غرفة لأعضاء هيئة التدريس وسكرتارية وغرفة للطبيب المقيم وغرفة تمريض، منوهة أن البنك خصص 1.5% من صافي أرباحه سنويًا لخدمة الأطفال منذ الولادة وحتى 18 عامًا فى ضوء إسهامات المؤسسة على صعيد أنشطة المسؤولية المجتمعية.
ومن جانبه، أوضح الدكتور محمد زكي الدهشوري، أن التطور الذي شهدته المستشفي الجامعي الذي بدأ بزيادة عدد أقسام المستشفى إلى 33 قسم طبي متخصص يضم عدد من التخصصات الدقيقة داخل كل تخصص، وبالتالي كان مكان جراحة المخ والأعصاب مشترك مع باقي الجراحات إلى أصبح له قسم مستقل لخدمة مرضي المخ والأعصاب.
كما شكر رئيس الجامعة والدكتور أشرف معبد، مساهمة المؤسسة لإنشاء أول مركز لجراحة المخ والأعصاب للأطفال في صعيد مصر بالمستشفى الجامعى.