إيدي موييريدج رائد الصور المتحركة بالسينما العالمية.. حياة مضطربة أنتجت مصور رائد!
يعد المصور والمخرج البريطاني إيدي موييريدج أحد أشهر علامات السينما الغربية، والذي ابتكر فكرة الصور المتحركة لأول مرة في القرن التاسع عشر، ورغم حياته المضطربة ونجاته من إصابة دماغية صعبة، وعلاقة سرية لزوجته، واتهامات بالقتل، إلا أنه خلق بمفرده التطور السينمائي الرائد في العالم.
إليك ما تحتاج لمعرفته حول بائع الكتب غريب الأطوار الذي تحول إلى مصور، ومحاكمة القتل الخاصة به التي هزت الساحل الغربي..
يونيو 1878
في يونيو 1878، جلست مجموعة من المراسلين في ذهول، بعد أن شاهدوا للتو أول صورة متحركة. مندهشين، لم يعرفوا ماذا يفعلون بها، حتى أن البعض أعلن أنها خدعة.
ومع ذلك، فقد استحوذت على المعلومات التي أرادها المخرج ليلاند ستانفورد، حيث تساءل عشاق خيل السباق منذ فترة طويلة بالضبط كيف تتحرك حوافر الخيول على الأرض أثناء السباق. إنها حركة تحدث بسرعة كبيرة، ولا تستطيع العين البشرية تمييزها.
ومع ذلك، كان فهم كيفية تحرك الخيول على الأرض أمرًا حيويًا لتحديد أفضل خيول السباق، وقد عرف ستانفورد ذلك. على الرغم من أن ما أراد أن يعرفه كان مستحيلًا نظريًا، فقد اقترب من المصور الشهير إيدي موييريدج على أي حال. في الواقع، أثبت المصور الشهير أن حوافر الخيول الأربعة تنطلق من الأرض أثناء ركضهم، مما يضعهم في رحلة لحظية.
لكن المعالجة الذهنية للأدلة قد تستغرق وقتًا في القرن التاسع عشر، وبالنسبة للنقاد، بدا المقطع الذي تبلغ مدته ثانيتين وكأنه سحر حقيقي - كما لو أن مويبريدج قد عثر على السر لإبقاء الوقت ثابتًا.
رهان أم صفقة؟
تقول بعض المصادر إن ستانفورد وإيدي موييريدج راهنا بمبلغ 25 ألف دولار قبل تسوية الأمر. كما زعموا أن استخدام مويبريدج للكاميرا ضمن فوزه. في حين أنها قصة ملونة، يشك معظم العلماء في صحتها. ولكن ما لا يمكن إنكاره هو الأطوال التي قطعها مويبريدج في مهمته لحل مسألة حوافر الحصان.
القرن التاسع عشر
في ستينيات القرن التاسع عشر، حجز مويبريدج عربة ركاب إلى الساحل الشرقي، كجزء من رحلته إلى لندن لزيارة عائلته، ولسبب غير معلوم، فزعت الخيول، وتم إلقاء مويبريدج، وحطم رأسه ودخل في غيبوبة قصيرة، وتوقع طبيبه المعالج أنه لن يكون أبدًا كما كان، استمر مويبريدج في لندن، وبقي هناك لمدة نصف عقد. خلال هذا الوقت، أكدت عائلته البريطانية أن التغييرات التي طرأت على شخصيته قد حدثت بالفعل، وبحلول سبعينيات القرن التاسع عشر، عاد مويبريدج إلى كاليفورنيا، حيث عمل في ستانفورد لالتقاط صور للخيول وهي تسير.
توقف الوقت
في القرن التاسع عشر، كان مصورو القرن التاسع عشر يعانون من فترات التعرض الطويلة، حيث تتطلب تقنية التصوير الفوتوغرافي أن يظل الأشخاص ثابتون تمامًا لثوانٍ متتالية، حيث أن أقل حركة تجعل الصور ضبابية وغير مركزة. بالطبع، ثبت أن هذه التقنية غير مجدية لالتقاط الحركة.
لكن ايدي مويبريدج صنع مصاريع ميكانيكية باستخدام نوابض مطاطية وخشب وزناد. سمحت له هذه المصاريع المؤقتة بتقليل أوقات التعرض إلى جزء واحد فقط من الألف من الثانية. لقد كانت قفزة هائلة في الاتجاه الصحيح والتي سمحت لمويبريدج بالوصول إلى قاع جدل حوافر الحصان.
بدت الصور الأولى التي التقطها وكأنها كوارث ضبابية، لكن مع الوقت استطاع بتركيزه الدؤوب على التطور في أجزاء من الثانية أنه مهووس لدرجة أن البعض ربط هذه الجهود بآثار إصابة دماغه السابقة، وهو ما يمكن أن يكون صحيحًا ليثبت أن بعض من الحياة المضطربة قد تكون سببًا في تفوق وتميز ريادي.