هل يخوض ترامب انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024؟
كل المؤشرات تؤكد على أن الجمهوريين في طريقهم للسيطرة على مجلس النواب، ولكنها ستكون سيطرة بسيطة، مقابل أن الديمقراطيين في طريقهم للسيطرة على مجلس الشيوخ.
ويقول بعض الخبراء، أن الانتخابات النصفية الأمريكية تتعلق بتحديد لمن سيكون السيطرة على الكونجرس، واختيار حكام الولايات، إلا أن انتخابات هذا العام، ستحسم المصير السياسى لعدد من الأسماء، على رأسهم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
قبل أيام قليلة من انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، ألمح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى نيته الترشح للانتخابات الرئاسية في 2024، ويراهن على هزيمة كبيرة للديمقراطيين.
وقال الرئيس الأمريكي السابق، أمام حشد من المناصرين المجتمعين في ولاية أيوا "من المرجّح جدًا جدًا جدًا أن أترشّح (للانتخابات الرئاسية في عام 2024). استعدّوا".
وأضاف "سنستعيد الكونجرس، سنستعيد مجلس الشيوخ"، مؤكدًا أنه "في العام 2024، سنستعيد بيتنا الأبيض الرائع".
وأورد موقع أكسيوس (Axios) الإخباري الأمريكي -نقلا عن 3 مصادر مطلعة- أن الدائرة المقربة من ترامب تجري مشاورات بشأن اختيار 14 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي موعدا للإعلان عن إطلاق حملته للانتخابات الرئاسية المقررة.
وذكر تقرير أكسيوس أن ترامب لم يحسم بعد قراره بشأن توقيت إطلاق حملته لرئاسيات 2024.
وفي شهر أغسطس الماضي، قدم الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، أقوى تلميح بشأن نيته الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2024.
وقال ترامب لزملائه في الحزب الجمهوري إن أوان الإعلان عن ترشحه للسباق مجددا نحو البيت الأبيض قد اقترب.
وأضاف أنه يعتقد أن "الشعب سيكون سعيدا للغاية" من قراره الترشح مرة أخرى، وفق ما أوردت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
ولم ينس ترامب توجيه سهام النقد إلى خصمه، الرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن، قائلا إن "أمريكا خسرت كل شيء تحت قيادته".
وكشف استطلاع جديد أن الرئيس السابق هو "المرشح الأوفر حظا"، لنيل ترشيح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة عام 2024.
وقالت شبكة «سي إن إن»، إن فوز الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي يعني عودة ترامب مرة أخرى إلى السلطة.
وفي شهر يوليو الماضي، ذكرت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، أن هناك 5 جمهوريين شرعوا بالفعل في الاستعداد للحملات الرئاسية الخاصة بهم وبعضهم أكثر علانية من البعض الآخر، ويتوقع أن ينافسوا ترامب للفوز ببطاقة الحزب في الانتخابات الرئاسية المقبلة، والمقررة في 2024.
وقالت الصحيفة إن الخمسة هم: حاكم ولاية فلوريدا، رون دي سانتيس، ونائب الرئيس الأمريكي السابق، مايك بينس، ووزير الخارجية الأمريكي السابق، مايك بومبيو، وحاكم ولاية ميريلاندـ لاري هوغان، والسيناتور الجمهوري عن ولاية تكساس، تيد كروز.
ونقل تقرير لـ "فوكس نيوز" عن مسؤولين رفيعي المستوي من الحزب الجمهورى اعتراضهم على ترشح ترامب المزمع، مقللين من فرصه الواقعية في الفوز.
وفي أعقاب جلسات الاستماع الأخيرة في احتجاجات الكابيتول، قال حاكم ولاية نيو جيرسي السابق كريس كريستي إن الناخبين "قلقون" بشأن ما إذا كان ترامب يمكن أن يحقق فوزًا في الانتخابات في عام 2024.
وأضاف كريستي: "الناس قلقون من أننا قد نخسر.. ونريد التأكد من أننا لا نرشح شخصا قد يكون معيبا بشكل خطير".
وأشار حاكم ولاية ميريلاند لاري هوغان، الذي قالت تقارير إنه يعتزم الترشح للرئاسة في عام 2024، إلى أن ترامب قد يخسر الانتخابات.
وقال هوغان "إن شعبيته بين الناخبين الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية قد تضاءلت إلى حد ما"، فكان ترامب أقل الرؤساء شعبية في التاريخ الأميركي حتى جاء جو بايدن.
واتفق مع هذا الرأي مارك شورت، الذي شغل منصب رئيس موظفي نائب الرئيس السابق مايك بنس، وهو أيضا مرشح محتمل لعام 2024.
وقالت شورت: "اعتقد النشطاء الجمهوريون أن دونالد ترامب هو المرشح الوحيد الذي يمكنه التغلب على هيلاري (فانتخبوه) لكن الآن، الواقع تغير.. فترامب هو الوحيد الذي خسر أمام جو بايدن".
وفي شهر أكتوبر الماضي، قال الرئيس السابق لمجلس النواب الأمريكي، بول راين، إن إمكانية عدم إعادة ترشيح الرئيس السابق دونالد ترامب ستكون ملموسة بحلول 2024، وأن المرشح الجمهوري من المحتمل أن يكون شخص آخر.
وقال راين الذي ينتمي للحزب الجمهوري: "أعتقد أن عدم قابلية ترامب للانتخاب ستكون واضحة بحلول ذلك الوقت. نعلم جميعا أنه سيخسر.... نعلم جميعا أنه من المرجح أن يخسر البيت الأبيض أكثر من أي شخص آخر يرشح نفسه للرئاسة من قبل حزبنا، فلماذا نرغب في المضي في ذلك؟".
واعتبر أن "السبب الوحيد لبقائه في مكانه هو أن الجميع يخافون منه. إنهم يخشون أن يلاحقهم ويضر بطموحهم"، مشيرا إلى افتقار ترامب للقوة في استطلاعات الرأي التي تعتبره المرشح الجمهوري الافتراضي لعام 2024.
وأضاف راين: "سواء كان ترامب مرشحا للرئاسة أم لا.. فأنا لا أعتقد أنه سيكون مرشح الحزب الجمهوري"، لافتا إلى أن "الانتخابات التمهيدية للجمهوريين ستغمر بالمرشحين، مما سيؤدي إلى تقسيم الأصوات حتى يحصل ترامب على التعددية".
وتوقع راين أن "الديمقراطيين سيعملون على جعل السباق يتمحور حول ترامب حتى يتمكنوا من الوصول إلى قاعدتهم في صناديق الاقتراع "، معتبرا أن "ترامب هو سلاح الديمقراطيين ضدنا، خاصة في الولايات المتأرجحة".
يقول المحلل السياسي، أندرو بويفيلد، إن ترامب يواجه انتكاسات متتالية خلال الآونة الأخيرة كان أحدثها خسارة عدد من المرشحين المحسوبين عليه في الانتخابات التمهيدية.
وأضاف بويفيلد لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن ترامب حاول التأثير على الناخبين الجمهوريين وإثبات أنه يتمتع بنفوذ، لكن الخسارة في أيداهو وجورجيا ونورث كارولينا بدأت تروي قصة مختلفة وهبطت أسهمه بشكل كبير.
وأوضح أن النتائج صدمت الرئيس السابق وأثارت مخاوفه، لأنها أدت إلى فهم الجمهوريين أنه فقد قبضته على الحزب، الأمر الذي يعرض وضعه مرشحا محتملا للانتخابات المقبلة للخطر.
وأشار إلى أن مايك بينس يعد أحد أكثر الشخصيات تأثيرا في فريق إدارة البيت الأبيض خلال فترة رئاسة دونالد ترامب وهو محبوب في الجناح البروتستانتي للحزب الجمهوري، وبرز نجمه أخيرا خلال زيارته إلى الحدود البولندية الأوكرانية ولن يمانع في منافسة ترامب بعد معارضته جهود الرئيس السابق لإلغاء نتائج انتخابات 2020.
في السياق، اعتبر أن بومبيو قد يكون بديلا لترامب وليس منافسا له، لافتا إلى أنه لديه خبرة كبيرة نظرا لتوليه رئاسة المخابرات المركزية الأميركية وحقيبة الخارجية في عهد ترامب، وهو يقدم نفسه بطريقة تقليدية للغاية، من خلال دعم مرشحي الحزب في انتخابات التجديد النصفي التي ستجرى في نوفمبر المقبل لاستعادة الأغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب.
ومنذ ساعات قليلة، حذر الرئيس السابق دونالد ترامب، حاكم ولاية فلوريدا الجمهوري رون دي سانتيس من الترشح في الانتخابات المقررة في عام 2024، معتبرا أن ذلك سيضر بالحزب.
وقال ترامب في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية بثتها أمس الأربعاء: "أعتقد أنه (دي سانتيس) سيرتكب خطأ. أعتقد أن القاعدة (الجماهيرية للحزب) لن تحب ذلك".
وتابع: "لا أعرف ما إذا كان سيترشح. أعتقد أنه إذا ترشح، فقد يؤذي نفسه بشدة. أعتقد حقًا أنه قد يؤذي نفسه بشدة".
ومضى قائلا: "لا أعتقد أنه سيكون في صالح الحزب".
وشدد ترامب على أنه في حال إعلان دي سانتيس عن ترشحه للرئاسة، فإنه سيكشف "أشياء عنه لن تكون جيدة للغاية"، قائلا: "أعرف عنه أكثر من أي شخص آخر، ربما بخلاف زوجته".
وقال الدكتور سامي نادر، مدير مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية، إن هذه الانتخابات قد تكون الأهم منذ عقود في الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف نادر، هذه الانتخابات مهمة للغاية وقد تقرر مصير انتخابات الرئاسة، والنظام السياسي في الداخل الأمريكي”. مشيرا إلى أن تقدم الجمهوريين على الديمقراطيين يؤكد أن هناك تحولا يحدث في الولايات المتحدة.
ويعتقد نادر أن الحزب الجمهوري إذا واصل تقدمه في الانتخابات وفاز في هذه الانتخابات فإنه سيقف في وجه أي تشريع ديمقراطي، وسيصبح الرئيس جو بايدن كـ”البطة العرجاء”.