كيف يمكن تشخيص مرض باركنسون بحاسة الشم القوية؟
طوّر العلماء أول اختبار مسحة من الجلد يمكن أن يشخص مرض باركنسون في ثلاث دقائق فقط، وذلك بفضل امرأة تتمتع بحاسة شم رائعة!
منذ أكثر من 40 عامًا، كانت جوي ميلن من بيرث، اسكتلندا، متزوجة من حوالي 10 سنوات عندما لاحظت أنها بدأت تشم رائحة كريهة، من زوجها خاصة حول كتفيه ورقبته. بينما عرفت جوي أن لديها حاسة شم قوي، بعد أن تم تشخيصها بفرط حاسة الشم الوراثي، لم تستطع التغلب على التغيير المفاجئ في رائحته.
أسقطت جوي الموضوع، ولكن بعد 12 عامًا، كانت الرائحة لا تزال قوية، وعندما ذهب الزوجان إلى الطبيب، تم تشخيص الزوج بمرض باركنسون.
بعد سنوات من مواجهة الاضطراب التنكسي بمفردهما، قررت جوي وليز الانضمام إلى مجموعة دعم للمرضى وعائلاتهم. عند دخول الغرفة لأول مرة، صُدمت جوي بشم نفس الرائحة الكريهة على جميع مرضى باركنسون الآخرين.
قبل مرور عام 2015، قام الطبيب السابق بربط جوي بأستاذ في جامعة إدنبرة لمعرفة كيف يمكن استخدام موهبتها العطرية في المجتمع الطبي. كاختبار، قاموا بشمها بشكل أعمى لقمصان مزيج من الأفراد المصابين بمرض باركنسون وبدونه، حيث أخطأت واحدة فقط.
أو هكذا اعتقدوا، وكانالقميص الذي يُفترض أنها أخطأت في تشخيصه ينتمي إلى شخص انتهى به الأمر بتشخيص المرض بعد ثمانية أشهر.
كرست جوي أنفها منذ ذلك الحين للعلوم، وساعدت الأطباء في جامعة مانشستر في إنجلترا على تطوير طرق جديدة لتشخيص المرض العدواني، معلنة هذا الأسبوع أنهم اكتشفوا ذلك.
تفاصيل الدراسة
وفقًا لدراسة فريق البحث المنشورة في مجلة الجمعية الكيميائية الأمريكية، فإن الأشخاص الذين يعانون من مرض باركنسون يطورون رائحة مميزة بسبب الدهون النشطة للغاية الموجودة في الزهم (مادة دهنية توفر طبقة واقية على الجلد).
يعتبر اختبار مسحة الجلد الأول من نوعه بسيطًا إلى حد ما، حيث يقوم المرضى بتمرير مسحة قطنية على طول الجزء الخلفي من أعناقهم، حيث يتجمع الزهم. من هناك، يتم استخدام مطياف الكتلة لتحديد المركبات في العينة، واكتشاف المرض بدقة 95٪.
قال رئيس الدراسة السريرية، طبيب الأعصاب مونتي سيلفرديل، "هذا الاختبار لديه القدرة على تحسين تشخيص وإدارة الأشخاص المصابين بمرض باركنسون بشكل كبير".
وتأمل جوي في أن يساعد الاختبار في توفير اكتشاف مبكر مشابه للسرطان والسكري، مما يسمح للمرضى بتلقي "علاج أكثر فاعلية ونمط حياة أفضل".