رئيس التحرير
خالد مهران

علي جمعة يحذر من ترك هذه العبادة

النبأ

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن من ترك الدعاء فقد سد على نفسه أبوابًا كثيرة من الخير.

وأضاف: “يقول الغزالي فإن قلت فما فائدة الدعاء والقضاء لا مرد له؟ فاعلم أن من القضاء رد البلاء بالدعاء،  فالدعاء سبب لرد البلاء واستجلاب الرحمة، كما أن الترس سبب لرد السهام، والماء سبب لخروج النبات من الأرض، فكما أن الترس يدفع السهم فيتدافعان، فكذلك الدعاء والبلاء يتعالجان، وليس من شرط الاعتراف بقضاء الله تعالى ألا تحمل السلاح”.

فضل الدعاء 

سد على نفسه أبواب الخير، أوضح «جمعة» عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن  للدعاء أثر عظيم وفائدة بالغة،  فكم من محنة رفعت بالدعاء،  وكم من مصيبة أو كارثة كشفها الله بالدعاء،  والدعاء سبب أكيد لغفران المعاصي،  ولرفع الدرجات،  ولجلب الخير ودفع الشر، منوهًا بأن وللدعاء آداب أرشد إليها الشرع، كتحري أكل الحلال، وتحري الأوقات الفاضلة كثلث الليل الأخير، وساعة صعود الإمام المنبر من الجمعة، ونزول المطر، وسماع صوت الديك، وغير ذلك مما ورد فيه الآثار.

وأضاف أن الله سبحانه وتعالى أمر بالدعاء على أية حال، في السر والعلن، وحثنا ربنا أن نسأله بأسمائه الحسنى، كما أنه قد بشر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من يدعو الله بأن الله لن يرد خائبا بدعائه، مبينًا حقيقة الدعاء، بما قال الخطابي بأنه استدعاء العبد من ربه العناية واستمداده إياه المعونة،  وحقيقته إظهار الافتقار إليه،  والبراءة من الحول والقوة التي له،  وهو سمة العبودية وإظهار الذلة البشرية،  وفيه معنى الثناء على الله،  وإضافة الجود والكرم إليه. 

 وأشار إلى أنه أمر الله عز وجل بالدعاء على أية حال، في السر والعلن، قال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ }، وحثنا ربنا أن نسأله بأسمائه الحسنى، وخص من أسمائه الله والرحمن، لما قال تعالى: "قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا".

وأشار  إلى أنه قد بشر النبي صلى الله عليه وسلم، من يدعو الله بأن الله لن يرد خائبا بدعائه، فقال  -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله حيي كريم، يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين» [رواه أبو داود، وابن حبان]. 

 وأفاد بأنه قد أخبر ربنا بقرب إجابته وعونه ممن دعاه، وحثه على أن يستجيب له حتى يرشد، ويقترب من خالقه، قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}، وبين صلى الله عليه وسلم أن أفضل الأعمال التي يقدمها الإنسان لربه الدعاء، فقال  -صلى الله عليه وسلم- : « ليس شيء  أكرم على الله عز وجل من الدعاء» [رواه أحمد].