البرلمان الإسرائيلي يؤدي اليمين.. ونتنياهو يستعد لولاية سادسة
عقد البرلمان الإسرائيلي جلسته الافتتاحية، اليوم الثلاثاء، بعد أسبوعين من الانتخابات التي شهدت عودة بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الأسبق وربما المستقبلي وحلفائه اليمينيين.
سيطرة اليمين المتطرف
وفي بداية مراسم أداء اليمين في الكنيست الذي يشهد أكبر سيطرة لليمين المتطرف في تاريخ إسرائيل، دعا الرئيس اسحاق هيرتزوج إلى التماسك وسط انقسامات سياسية عميقة.
وقد شهدت البلاد إجراء خمس انتخابات فيما يقرب من حوالى أربعة أعوام.
وقال إن الإسرائيليين فخورون ببلادهم لكنهم في الوقت نفسه "منهكين من الاقتتال الداخلي وتداعياته".
وتابع أن مسؤولية النواب المنتخبين هي الاستمرار في "تعزيز الشراكة بين كل طبقات المجتمع الإسرائيلي وجميع الأديان".
وكلف هيرتزوج نتنياهو بتشكيل حكومة جديدة يوم الأحد. وإذا نجح في ذلك فستكون هذه سادس ولاية له كرئيس للوزراء.
غضب في حزب الليكود من نتنياهو
في ذات السياق.. أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أن الغضب يسيطر على قادة حزب «الليكود» الإسرائيلي بعدما تعززت احتمالات أن يتولي رئيس حزب «شاس»، أرييه درعي، حقيبة المالية، ورئيس حزب «الصهيونية الدينية»، بتسلئيل سموتريتش، حقيبة الدفاع، وإيتمار بن غفير رئيس حزب «القوة اليهوية»، حقيبة الأمن الداخلي، في حين يعمل نتنياهو على تعيين السفير السابق في واشنطن، رون ديرمر، وزيرًا للخارجية، وهو التوجه الذي فاقم الغصب.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد كشفت عن تسليم الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوج، بنيامين نتنياهو خطاب التفويض بتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، مشيرة لوجود صعوبات في المفاوضات الائتلافية يمكن أن تؤدى إلى تأخير في إعلان إتمام التشكيلة الحكومية.
وقالت القناة الـ "12" الإسرائيلية، إن مصادر مُقربة من المفاوضات بشأن تشكيل الحكومة رجحت أن يحتفظ حزب "الليكود" بوزارة الدفاع.
وأضافت القناة، أن المصادر - التي وصفتها بالعليمة - أبلغتها بأن بنيامين نتنياهو زعيم الليكود المُكلف بتشكيل الحكومة أن هناك احتمالات تتزايد بأن تبقى وزارة الدفاع من نصيب "الليكود"، وستذهب وزارة المالية لزعيم حزب "الصهيونية الدينية" إلى بتسلئيل سموتريتش.
وكان سموتريتش يريد الحصول على وزارة الدفاع، لكن مسؤولين عسكريين إسرائيلييين سابقين وحاليين حذروا مرارًا من حصوله على هذه الوزارة الحساسة، نظرًا لمواقفه اليمينية المتطرفة.
يقول المحلل السياسي عكيفا إلدار إن نتنياهو بعد حسم الصندوق في انتخابات الكنيست وتوجهه لتشكيل الحكومة الإسرائيلية وتثبيت ولايته السادسة في سدة الحكم؛ حصل على دعم غير مسبوق من قبل معسكر اليمين المتطرف بعد 5 معارك انتخابية امتدت بين 2019 وحتى الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
وعلى الرغم من محاكمته بتهم الفساد وخيانة الأمانة، فإن نتنياهو -كما يقول إلدار "تمكّن من الفوز على كافة منافسيه من القوى الأخرى، وأطاح بكل من يحاول مزاحمته على رئاسة حزب الليكود، واستطاع تفكيك أية بوادر للتمرد الداخلي في الحزب، ليبقى زعيما لمعسكر اليمين بلا منازع".
وأوضح المحلل السياسي أن نتنياهو وخلال الجولات الانتخابية الخمس الأخيرة، ثبّت ذاته زعيما مهيمنا على حزب الليكود، والزعيم "صاحب القول الفصل" في معسكر اليمن المتطرف، ولدى تحالف "الصهيونية الدينية"، والتيار الاستيطاني الديني، والأحزاب الحريدية؛ إذ نجح في الإبقاء على هذه التيارات في فلكه حتى أطاح بحكومة الائتلاف برئاسة يائير لبيد.
وفي طريق العودة إلى الحكم -يقول إلدار- "دأب نتنياهو على تعزيز التحالف في معسكر اليمين المتطرف ليبقى متماسكا، في المقابل عمد إلى تفكيك معسكر الوسط، قبل أن يُنهي على معسكر اليسار الصهيوني الذي فقد تمثيله البرلماني في الانتخابات الأخيرة".