كيف تعتني بصحتك النفسية خلال أزمة غلاء المعيشة؟

مع وصول غلاء المعيشة إلى أعلى مستوى لها منذ عقود، ومعاناة العديد من العائلات والأسر حول العالم من غلاء المعيشة وارتفاع التضخم إلى أعلى مستوى له منذ 50 عامًا، يشعر الكثير من الناس بالقلق بشأن مواردهم المالية وقد يبدأون في رؤية صحتهم العقلية ورفاههم العام تتأذى نتيجة لذلك.

تشير الإحصائيات العالمية إلى إن ارتفاع أسعار فواتير الطاقة وأسعار المساكن والنفقات اليومية مثل الطعام والبنزين قد ترك بالفعل ما يقرب من أربعة من كل 10 أشخاص 38%، قلقين بشأن مواردهم المالية وأكثر من النصف 51%، يشعرون بقدر أقل من السيطرة على صحتهم العقلية.

ما هي أزمة غلاء المعيشة؟

الأزمة المالية بعبارات أبسط عبارة عن ارتفاع التكاليف الأساسية، من حيث الإسكان والفواتير والضرائب بمعدلات غير مسبوقة، وغالبًا ما تكون أسرع من زيادة أجور الناس.

ويرجع هذا إلى حد كبير إلى ارتفاع تكلفة الطاقة حيث ترفع مشكلات الإمداد أسعار البيع بالجملة وتدفع الأسعار إلى الارتفاع. لا يمكن لهذا الأمر أن يجعل الغاز والكهرباء وملء السيارة أكثر تكلفة للناس فحسب، بل له تأثير على كل شيء نشتريه إلى حد كبير حيث تصبح سلسلة التوريد أكثر تكلفة.

بالنسبة إلى الشخص العادي، هذا يعني أنه سيكون لديه دخل أقل في نهاية كل شهر مما يعني أنه سيتعين عليه خفض الإنفاق، وقد يضطر بعض الأشخاص إلى اللجوء إلى اقتراض الأموال.

كيف تكون أكثر هدوءًا خلال أزمة تكلفة المعيشة؟

لمساعدة الناس على أن يصبحوا أكثر صحة نفسية، في خضم الأزمة المالية، ومن أجل الاعتناء بصحتهم العقلية على المدى الطويل، فيجب أن تكون الخطوة الأولى، هي التعامل مع أموالك، حيث يجب أن تعلم أين تذهب أموالك كل شهر - بما في ذلك أي خطوط ائتمان وديون مستحقة – حيث يمكن أن يساعد في البدء في تحديد أين يمكن تحقيق المدخرات.

كما يجب عليك الاستفادة من الأدوات المتوفرة التي تجعل إدارة الأموال أكثر وضوحًا، مع استخدم الميزات المتاحة في الخدمات المصرفية عبر الإنترنت للمساعدة في وضع الميزانية، أو تطبيقات الأموال المجانية؛ لتتبع أفضل الصفقات وتزويدك بالمعلومات بناءً على درجة الائتمان الخاصة بك إذا كنت بحاجة إلى اقتراض المال.

مزيد من التفاصيل

الشيء الأساسي هو الحصول على أكثر التفاصيل دقة حتى تعرف ما يحدث، بدلًا من أن تصدم بفواتير أو تدفن رأسك في الرمال، حيث يمكن التنبؤ، بمستوى الإنفاق، وكيف ستتغير هذه التكاليف بمرور الوقت ونصيحته هي أن تكون واقعيًا بشأن وضعك المالي، وهو ما يشجع الناس على وضع خطة للنفقات المنزلية، وتوفير المال على الضروريات من خلال التسوق.

لا ترهق نفسك

القلق الشديد بشأن المال يمكن أن يؤدي إلى القلق والاكتئاب وحالات صحية جسدية مثل الصداع النصفي أو متلازمة القولون العصبي، كما يمكن أن يؤدي تفاقم الأعراض بدوره إلى صعوبة التفكير في المال وحل المشكلات التي قد تجد نفسك فيها.

وإضافة إلى هذه الأمراض المزمنة أو حالات الصحة العقلية الموجودة مسبقًا، يمكن أن تولد عاصفة مثالية يصعب الهروب منها، حيث إنها حلقة مفرغة.

ومع ارتفاع تكلفة المعيشة، قد يكون من المغري العمل كل الساعات للحصول على ما يكفي، ومع ذلك، فإن قلة النوم، وعدم ممارسة الرياضة، وعدم أخذ إجازات وعدم قضاء وقت فراغ، كلها تؤثر على قدرتنا على التعامل مع الأمور اليومية مما يزيد من تعقيد المشكلة ويضعف قدرتنا على الصمود في وقت الأزمات.