العراق يدين قصف إيران لمناطق بإقليم كردستان
أدان العراق، اليوم الإثنين، قيام إيران بقصف مناطق بإقليم كردستان بالطائرات المسيرة والصواريخ.
بيان وزارة الخارجية العراقية
وذكر بيان لـ وزارة الخارجية العراقية، أن "حكومة جمهورية العراق ترفض رفضا قاطعا، وتدين بشدة القصف الإيراني بالطائرات المسيرة والصواريخ على
إقليم كردستان العراق".
وأكد بيان الوزارة على أن الهجمات المتكررة التي تنفذها القوات الإيرانية والتركية بالصواريخ والطائرات المسيرة على إقليم كردستان، تعد خرقا لسيادة العراق، وعملا يخالِف المواثيق والقوانين الدولية التي تنظم العلاقات بين البلدان كما يخالف مبدأ حسن الجوار الذي ينبغي أن يكون سببا في الحرص على القيام بالعمل التشاركي الأمني خدمة لجميع الأطراف.
وذكر البيان، أن الحكومة العراقية تؤكد على أن لاتكون أراضي العراق؛ مقرا أو ممرا لإلحاق الضررِ والأذى بأيٍ من دول الجوار، كما ترفض أن
يكون العراق ساحة للصراعات وتصفية الحسابات لأطراف خارجية".
قتيل في العراق في ضربات شنها الحرس الثوري الإيراني
وكانت إيران شنت، ليل الأحد الإثنين، ضربات جديدة استهدفت فصائل معارضة كرديّة إيرانيّة متمركزة في كردستان العراق أدت لمقتل أحد عناصرها، بعد أقلّ من أسبوع على ضربات مماثلة استهدفت هذه الفصائل التي تتهمها طهران بإثارة التظاهرات التي تشهدها الجمهورية الإسلامية.
وقالت أجهزة مكافحة الإرهاب في كردستان العراق إنّ "الحرس الثوري (الإيراني) استهدف مجدّدًا أحزابًا كرديّة إيرانيّة"، من دون أن تُعطي حصيلة للخسائر البشريّة جرّاء الضربات التي شُنّت حوالى منتصف الليل.
بيان الحرس الثوري
وقال الحرس الثوري في بيان إن الضربات استهدفت معسكرات في جيزنيكان وزرغيز وكويسنجق متحدثًا عن إيقاع ضحايا في صفوف من يتهمهم بأنهم يتلقون الدعم من "الاستكبار العالمي" في إشارة إلى الولايات المتحدة وحلفائها.
في 14 نوفمبر، خلّف قصف صاروخي وضربات شنّتها إيران بطائرات بلا طيّار ضد المعارضة الكرديّة الإيرانيّة قتيلًا وثمانية جرحى في كردستان العراق الذي شهد ضربات مماثلة في 28 سبتمبر.
وقال علي بوداجي العضو القيادي في الحزب الديموقراطي الكردستاني لفرانس برس إن "عنصرا من البشمركة يُدعى بهزاد قتل في قصف إيراني في منطقة كويسنجق".
وأكّد الحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني وتنظيم "كومله" القومي الكردي الإيراني أنّ الضربات استهدفت منشآت لهما.
وأفادت وكالة الأنباء العراقيّة الرسميّة عن "تعرّض مقارّ ثلاثة أحزاب إيرانيّة مُعارضة داخل إقليم كردستان لقصف بالصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانيّة".
واستنكرت حكومة كردستان العراق في بيان رسمي الضربات الإيرانية.
وجاء في البيان إن "الانتهاكات الإيرانية المتكررة التي تمس سيادة العراق وإقليم كردستان العراق غير مبررة، وتشكل انتهاكًا صارخًا للأعراف الدولية وعلاقات حسن الجوار".
وأضاف "نؤكد أن الاستقرار لن يتحقق من خلال العنف على الإطلاق".
وأكّد الحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني، وهو أقدم حزب كردي في إيران تأسس في العام 1945، إنّ "هذه الهجمات العشوائيّة تأتي في وقت يعجز النظام الإيراني الإرهابي عن وقف التظاهرات الجارية في كردستان". ونشر على حسابه في تويتر مقاطع فيديو تُظهر كرات نار تتصاعد في السماء ليلًا.
وتتّهم الحكومة الإيرانيّة الفصائل الكردية المعارضة بإثارة الاضطرابات التي تشهدها إيران منذ 16 سبتمبر إثر وفاة مهسا أميني بعد أن أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم التزامها بقواعد اللباس الصارمة.
وكان عدد من كبار المسؤولين الإيرانيّين قد وجّهوا تحذيرات في هذا الشأن إلى السلطات في بغداد وأربيل، مطالبين إيّاها بتحييد الفصائل الكرديّة الإيرانيّة التي تمركزت في العراق منذ ثمانينات القرن الماضي.
ويقول خبراء إن هذه المجموعات التي قادت تمرّدًا مسلّحًا لفترة طويلة، أوقفت تقريبًا أنشطتها العسكريّة.
ودانت القيادة العسكريّة الأمريكيّة للشرق الأوسط (سينتكوم) في بيان "الضربات الإيرانيّة عبر الحدود".
واعتبرت أنّ "هجمات عشوائيّة وغير قانونيّة كهذه تُعرّض المدنيّين للخطر وتنتهك السيادة العراقيّة وتُقوّض أمن العراق والشرق الأوسط واستقرارهما".
وكتبت بعثة الأمم المتحدة في العراق على تويتر "يجب أن تتوقف الهجمات المتكررة وانتهاكات السيادة العراقية".
وسبق للحرس الثوري الإيراني أن أعلن أنّه سيُواصل شنّ هجمات ضدّ الفصائل الكردية المعارضة في إقليم كردستان.
وقال المحلّل السياسي العراقي الكندي حمزة حدّاد على تويتر إنّه "أيًّا تكُن نيّة طهران لاستهداف كردستان العراق، فإنّه لمن الفشل لكلّ من بغداد وأربيل أن تسمحا بأن تكون أرضهما عرضة لهجمات أجنبيّة".
وكانت أنقرة أعلنت صباح الأحد أنّها شنّت عمليّة عسكريّة جوّية ضدّ المقاتلين الأكراد في سوريا والعراق أسفرت عن مقتل نحو 30 شخصًا، بعد أسبوع على هجوم دام في اسطنبول اتّهمت كلًا من حزب العمّال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكرديّة في سوريا بالوقوف خلفه.
ونشرت الدائرة الإعلامية جدول أعمال جلسة المجلس النواب للجلسة الذي يتضمن "مناقشة موضوع حفظ سيادة العراق".