رئيس التحرير
خالد مهران

علي جمعة يكشف فضل زيارة آل البيت

النبأ

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إنه قد أمرنا رسول الله بحب آل بيته والتمسك بهم، ووصانا بهم - عليهم السلام أجمعين - في كثير من أحاديثه الشريفة.

وأورد علي جمعة، بعض هذه الأحاديث، ومنها قوله: « أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربى فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين؛ أولهما: كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ». فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: «وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي». فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد ؟ أليس نساؤه من أهل بيته ؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. قال: ومن هم ؟ قال : هم آل على، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس. قال: كل هؤلاء حرم الصدقة ؟ قال: نعم» (مسلم)، وقوله: « يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا؛ كتاب الله، وعترتي أهل بيتي »(أحمد). 

وتابع علي جمعة: نحن نحب الله حبًا كبيرًا، وبحبنا لله أحببنا رسوله الذي كان نافذة الخير التي رحم الله العالمين بها، وبحبنا لرسوله أحببنا آل بيته الكرام الذين أوصى بهم وعظمت فضائلهم وزادت محاسنهم. 

محبة أهل بيت رسـول الله

وأكد أن موقع محبة أهل بيت رسـول الله من كل أعماق قلب المسلم، وهو مظهر حب رسول الله فبحبه أحببتهم، كما أن محبة النبي هي مظهر محبة الله، فبحب الله أحببت كل خير، فالكل في جهة واحدة وسائل توصل للمقصود والله يُفهمنا مراده.

وشدد على جمعة  أن المغالاة لا تكون في المحبة، وإنما تكون في الاعتقاد، فطالما أن المسلم سليم الاعتقاد، فلا حرج عليه في المحبة لرسول الله وأهل بيته، فنحن نعتقد أنه لا إله الله، وأن سيدنا محمد هو رسول الله، وأن الأنبياء معصومون، وغير الأنبياء من العترة الطاهرة والصحابة الكرام ليسوا بمعصومين وإنما هم محفوظون بحفظ الله للصالحين، ويجوز شرعًا وقوعهم في الآثام والكبائر، ولكن يحفظهم الله بحفظه. فطالما أن المسلم سليم الاعتقاد في هذه النواحي فيحب أهل بيت رسول الله من كل قلبه، وهي درجات يرزقها الله لمن أحبه، فكلما زاد حب المسلم لأهل البيت ارتقى بهذا الحب في درجات الصالحين؛ لأن حب أهل البيت الكرام علامة على حب رسول الله، وحب رسول الله علامة على حب الله عز وجل.

وأوضح علي جمعة، أن زيارة آل بيت النبوة من أقرب القربات وأرجى الطاعات قبولًا عند رب البريات ؛ لأن في زيارتهم ومودتهم برًّا وصلة لرسول الله كما قال تعالى: ﴿  قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ﴾، بل إن زيارة الإنسان لقبورهم آكد من زيارته لقبور أقربائه من الموتى، كما قال سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَرَابَةُ رَسُولِ اللَّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَصِلَ مِنْ قَرَابَتِي »، وقال رضي الله عنه أيضًا:« ارْقُبُوا مُحَمَّدًا فِي أَهْلِ بَيْتِهِ ».

واستشهد علي جمعة، بقول الله تعالى: ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾، وصح عن سعيد بن جبير رحمه الله أن قال في معنى هذه الآية: « لم يكن بطن من قريش إلا كان له فيهم قرابة، فقال إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة »(البخاري)، فهذه توصية بقرابته يأمره الله أن يبلغها إلى الناس.