رئيس التحرير
خالد مهران

الأبحاث الطلابية تسيطر على جروبات الماميز

بزنس الأبحاث الطلابية يزيد من معاناة الأسر المصرية

النبأ

حالة من إلارتباك سيطرت  على جميع الأسر ممن لديها طلاب فى المراحل  التعليمية المختلفة  من الصف السادس الابتدائي حتى الصف الثاني الثانوي (باستثناء الشهادة الاعدادية ) لصفوف النقل فقط  ،تزامنا مع قيام المدارس بتطبيق القرار الوزارى الصادر من وزارة التربية والتعليم بإلزام الطلاب بمراحل التعليم المختلفة بإجراء الأبحاث وتسليمها قبل نهاية الترم،وهو ما انعكس بصورة واضحة على  جروبات الأمهات (الماميز) لإيجاد حل لهذه المشكلة وذلك فى ظل غياب دور المدرسة.
وردت لإدارات التعليمية على مستوى الجمهورية نشرة بتعميم وتنفيذ القرار الوزارى رقم (١٦٨)بتاريخ ٢٠٢٢/٩/١٥بشأن تقييم صفوف النقل من الصف السادس الإبتدائى إلى الصف الثانى الثانوى للمشروعات البحثية على أن يتم اختيار أحد الموضوعات البحثية التى تخدم المجتمع المدرس والوطن.
تضمنت النشرة الموضوعات البحثية لكل مرحلة  
موضوعات المرحلة الإبتدائية تضمنت ثلاث إقتراحات الموضوع الأول  الممارسات السلبية التى يتعرض لها التلميذ وتؤثر على المجتمع (التنمر- التحرش- العنف) المقترح الثاني دور التلميذ فى ترشيد الاستهلاك (الكهرباء والمياه)،الموضوع الثالث  المبادرات القومية التى ترعاها الدولة (زراعة مليون ونصف فدان-الحفاظ على المساحة الخضراء) كما حددت النشرة الموضوعات البحثية للمرحلتى الاعدادية والثانوية وهم ٤موضوعات الأول المبادرات القومية التى ترعاها الدولة من حياة كريمة (تطوير قرى الريف المصري)،الموضوع الثانى اختيار أحد المشروعات القومية التى ترعاها الدولة بعنوان إنجازات الوطن (مدينة العلمين الجديدة -الرمال السوداء-العاصمة الإدارية الجديدة -تطوير الطرق والكبارى )،ثالثا اهم الإنجازات في مجال (الطاقة الشمسية -طاقة الرياح)،الموضوع الرابع التغيرات المناخية وتأثيرها على (الزارعة -المياه-الطاقة -الصحة )
وأشارت النشرة إلى قيام الطالب ببحث كل  ترم يسلم  الأول  قبل امتحان نصف العام بأسبوعين وأخر قبل امتحان آخر العام بأسبوعين.

وحددت النشرة شروط ومعايير محددة للبحث،منها أن يتم إختيار إحدى الموضوعات بمعرفة المعلم رائد الفصل وبالتعاون مع معلم المادة ويفضل مناقشة المشروعات والإنجازات المتعلقة بالدولة المصرية وكذلك  التحديات التي تواجهها وطرق مواجهة تلك التحديات  وربطها بالمواد الدراسية المقررة على الطالب مع الإلتزام  بالموضوعات  التى حددتها الوزارة،كما يتم تقسيم طلاب الفصل الواحد إلى مجموعات لاتقل عن ( 3 طلاب  و لا تزيد عن خمسة طلاب) بهدف  تنمية مهاراتهم البحثية وبث روح التعاون،على أن يتولى رائد الفصل مسؤولية تقسيم المجموعات  . (مع التنبيه على أن جميع أعمال البحث تتم بداخل المدرسة) .
وأشار المنشور إلى إستبعاد أي بحث تم شراؤه من المكتبات أو لم يتم داخل المدرسة تحت إشراف المعلم ومن يفعل ذلك سوف يعرض نفسه للمسائلة ورفض البحث وإعادته.

.كما يقوم المعلم "رائد الفصل" بمناقشة الطلاب والتعرف على مدى التعاون بين أعضاء المجموعة وتوزيع المهام عليهم والمصادر التي تمت الاستعانة بها والتحديات التي واجهتهم، وكيف أمكنهم التغلب عليها.

وأضاف القرار تلتزم كل مجموعةبتقديم  مشروعين طوال العام الدراسي يسلم البحث الأول قبل إمتحانات الفصل الدراسي الأول بإسبوعين، والبحث الثاني قبل إمتحانات الفصل الدراسي الثاني بأسبوعين.

-  كما شدد القرار ضرورة اشتراط  النجاح في المشروع البحثي والحصول على (50%) على الأقل من الدرجة المخصصة له على الا تحسب درجاته ضمن المجموع الكلي وفي حالة عدم تحقيق المستوى المطلوب من المجموعة يتم إعادة البحث مرة أخرى ويتم تقديمه أثناء فترة إمتحانات الدور الثاني.
_تلتزم المدرسة بإعداد كشف بأفضل ١٠ أبحاث لكل صف دراسي وأثابة. المجموعات المشاركة بها وإخطار الإدارة التعليمية بها  لإجراء تصفيات على مستوى مدارس الادارة  للتصعيد على مستوى الادارة  لتحديد المراكز الثلاثه الأولى على مستوى  المديرية.
ومن جانبه أكد الدكتور  الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس التربوي بكلية التربية جامعة عين شمس والخبير التربوي بنظام التعليم أن المشروعات البحثية تمثل أحد الأدوات المهمة والمتطورة في التعليم، والتي تتوافق  مع التوجهات الحديثة في التعليم فيما يُعرف " بالتعلم النشط"،  بل أن  التعليم في مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا STEAM في الولايات المتحدة ومصر  يقوم علي فلسفة المشروعات البحثية،  والتي فيها يختار الطالب بالاشتراك مع محموعة من زملائه ( من ثلاثة إلي خمسة طلاب)  مشروعا بحثيا من  عدد من المشروعات  التي تتم اتاحتها لهم للاختيار  منها،  بحيث  يتناول المشروع  أحد المشكلات أو القضايا الكبري التي تواجهها  مصر (   مثل   مشكلات توفير استهلاك الطاقة،  والتغير المناخي، ونقص المياه، والانفجار السكاني  وغيرها )،  وتقوم المشروعات البحثية علي فكرة تكامل المواد الدراسية المختلفة ( مثل  الرياضيات، والعلوم، واللغة الانجليزية، والدراسات الاجتماعية ) في تناول تلك المشكلات من زاوية كل مادة من هذه  المواد الدراسية واقتراح حلولا لها بشكل تكاملي.   وبالتالي تحقق المشروعات البحثية   العديد من الفوائد التربوية  التي لا يمكن تحقيقها من خلال التعليم العادي داخل الفصول مثل اكساب التلميذ   القدرة علي التفكير  المنظومي الشامل  في المشكلات المختلفة، بدلا من النظر إلى كل مشكلة من زاوية صغيرة لا تسهم في الوصول إلي حلول  حقيقية له، كما تنمي قدرة الطالب علي الوصول إلي حلول إبداعية للمشكلات، كما تراعي الفروق الفردية بين الطلاب حيث تتيح  لهم فرصة اختيار المشروع الذي  يتوافق مع ميولهم دون إجبار، كما تنمي لديهم مهارات البحث العلمي في سن صغيرة، أيضا للمشروعات البحثية العديد من الفوائد المتصلة بتنمية الجوانب الاجتماعية من شخصية الطلاب مثل روح العمل الجماعي والتعاون،  وتحمل المسؤلية، والانضباط الذاتي وغيرها.  
ورغم هذه الفوائد الكبيرة  للمشروعات البحثية  فإن تطبيقها في المدارس المصرية  قد يواجه العديد من العقبات ما يقلل من فرص تحقيق أهدافها تأتى فى مقدمة هذه العقبات عدم تدريب وإعداد المعلم على كيفية تنفيذ تلك المشروعات، وأهدافها، ومحاكات تقييم الطلاب المشاركين فيها،وهو مايزيد إحساسه بالعبء ومتابعة الفعالة لمشاركة الطلاب  فى البحث،مع ضيق وقت المعلم  لتصحيح تلك المشروعات وخاصة مع ارتفاع أعداد الطلاب وبالتالي كثرة المشروعات البحثية المقدمة له..

وأشار شوقى إلى  ان الطلاب أنفسهم لم يتم تعليمهم كيفية اجراء البحث وخطواته، بل أن الكثير منهم ليس لديهم أي معلومات متصلة بمشكلات المشروعات البحثية،وزاد من معاناة الطلاب  كثرة المناهج وضغوط الامتحانات الشهرية التى لا  تتيح أي وقت اضافي للطلاب لإجراء مثل تلك المشروعات البحثية بكفاءة.
وأكد شوقى على أن عدم إضافة درجات المشروع البحثي إلى المجموع الرسمي للطالب في الامتحانات قلل  من الدافع  لإنجاز  البحث   بالكفاءة  المطلوبة. 
ومن هنا ستلجأ الكثير من الأسر للمكتبات لشراء الأبحاث  .  
وبالطبع ستشكل تلك المشروعات البحثية عبئا علي الأسرة من حيث، تكاليف الاشتراك في الإنترنت للبحث عن المعلومات المتصلة بالمشروع، وتكاليف كتابة البحث علي الكمبيوتر ما يضيف عليهم أعباء إضافية علي أعباء الدروس الخصوصية والكتب الخارجية. 
وفي ضوء الأعداد كبيرة من الطلاب في المدارس حيث يتجاوز عدد الطلاب في مراحل التعليم العشرين مليون مدرسة سيكون من الصعب علي الوزارة مراقبة المكتبات التي ستبيع تلك الأبحاث جاهزة للطلاب مثلما حدث في أزمة كورونا.. 

ومن جانبها أوضحت سامية عرفه وليه أمر لطالبين بالمرحلة الاعدادية والثانوية بأن لايوجد وقت لعمل هذه الأبحاث ووصفتها بالمضيعة للوقت وأنها أصبحت حديث جروبات الماميز واغلبهم أجمع على اللجؤ للمكتبات،واكدت أن المكتبات وفرت الأبحاث الطلابية،يختلف أسعار البحث من منطقة لأخرى وتتراوح الأسعار مابين ٥٠إلى ١٠٠جنيه.