علي الهواري يكتب:بعد خروج السعودية وتونس وقطر..لماذا يلعب العرب دور الكومبارس في كأس العالم؟
قبل انطلاق بطولة كاس العالم في قطر رشح خبراء الكرة عدد من المنتخبات للفوز بها هي، البرازيل والأرجنتين وفرنسا وأسبانيا وانجلترا وألمانيا.
كما توقع الكثير من الخبراء، أن تخرج كأس العالم في قطر من القارة العجوز هذه المرة وتعود أدراجها إلى أمريكا الجنوبية، وتحديدا إلى البرازيل أو الأرجنتين، بعد أن كانت البرازيل هي أخر دولة من أمريكا الجنوبية تفوز بهذه البطولة، وكان ذلك عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان.
لم يتوقع الخبراء فوز منتخب عربي أو أفريقي أو أسيوي بهذه البطولة العالمية، وهذا جعلني أطرح سؤالا: لماذا تحتكر أوربا وأمريكا الجنوبية أكبر وأقوى بطولة عالمية على مر التاريخ؟، ولماذا تكتفى المنتخبات العربية والأفريقية والأسيوية بلعب دور الكومبارس، لدرجة أن صعود هذه المنتخبات للدور الثاني يعتبر إنجازا تاريخيا؟، ومتى يأتي اليوم الذي نجد فيه منتخبا عربيا أو أسيويا يفوز بهذه البطولة ويكسر هيمنت القارة العجوز وأمريكا الجنوبية على المونديال؟.
تاريخ الكبار في البطولة العالمية
منذ انطلاق بطولة كأس العالم 1934، هيمنت المنتخبات الأوربية وأمريكا الجنوبية على كأس العالم، حيث أقيمت البطولة العالمية 21 مرة، فاز بها 8 منتخبات فقط وهي البرازيل "5 ألقاب"، ألمانيا "4 ألقاب"، إيطاليا "4 ألقاب"، الأرجنتين "لقبين"، أوروجواي "لقبين"، إسبانيا "لقب واحد"، فرنسا "لقبين"، وإنجلترا "لقب واحد".
حيث يعد المنتخب البرازيلي الوحيد الذي شارك في جميع نسخ كأس العالم منذ انطلاق أول بطولة عام 1930، كما أنه صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة بواقع 5 مرات، (أعوام 1958 بالسويد، 1962 بتشيلي، 1970 بالمكسيك، 1994 بالولايات المتحدة، 2002 بكوريا الجنوبية واليابان).
وتوج المنتخب الإيطالي "الآزوري" بلقب كأس العالم لأول مرة في تاريخه عام 1934 في النسخة التي استضافتها إيطاليا، ثم فاز بلقب مونديال 1938 بفرنسا للمرة الثانية على التوالي، وعاد إلى منصة التتويج بعد 44 عاما بالفوز بلقب مونديال إسبانيا عام 1982، وحقق اللقب الرابع والأخير في تاريخه في نسخة 2006 بألمانيا.
وتوج منتخب "المانشافت" الألماني باللقب العالمي 4 مرات أعوام (1954 و1974 و1990 و2014)، وخسره 4 مرات أيضا أعوام (1966 و1982 و1986 و2002)، وهو سجل لا يضاهي فيه حتى البرازيل حاملة الرقم القياسي في عدد الألقاب العالمية (5 مرات).
منتخب فرنسا توج باللقب لأول مرة عام 1998 بفرنسا، وبعدها بعشرين عاما أحرز لقب المونديال الأخير 2018 بروسيا بعد فوزه على كرواتيا في النهائي 4 - 2.
أما منتخب إنجلترا "الأسود الثلاثة"، فقد توج ببطولة كأس العالم مرة وحيدة عام 1966، عندما استضافت إنجلترا المونديال، ومنذ ذلك التاريخ لم يحصد أي لقب سواء كأس العالم، أو حتى كأس الأمم الأوروبية التي فشل الإنجليز في التتويج بها من قبل.
ومثله منتخب إسبانيا، الذي حقق لقب المونديال مرة واحدة في تاريخه في نسخة عام 2010 بجنوب إفريقيا بعد فوزه على نظيره الهولندي بهدف الأسطورة أندريس إنيستا الشهير.
وتوج منتخب الأرجنتين أو "راقصو التانجو" بلقب كأس العالم في نسختين، الأولى عام 1978 عندما استضاف النهائيات، وفاز على هولندا في النهائي (3 ـ1)، والثانية في 1986 بالمكسيك بعد فوزه على ألمانيا في النهائي (3 ـ2)، غير أنه خسر النهائي في 3 مناسبات، أعوام 1930 أمام أوروجواي و1990 أمام ألمانيا، و2014 أمام ألمانيا أيضا.
أما منتخب أوروجواي صاحب التاريخ العريق في نهائيات كأس العالم، فقد توج باللقب الأول في تاريخ البطولة عندما استضافها عام 1930، كما حقق اللقب للمرة الثانية والأخيرة على حساب البرازيل عام 1950.
وكان آخر عهد لمنتخبات أمريكا الجنوبية للفوز بكأس العالم تتويج منتخب البرازيل بلقب نسخة عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، كآخر منتخب غير أوروبي يتوج باللقب، ومنذ ذلك الحين، فرضت المنتخبات الأوروبية هيمنتها على ألقاب كأس العالم، وفازت بالنسخ الأربع التالية (2006 بألمانيا و2010 بجنوب إفريقيا و2014 بالبرازيل و2018 بروسيا) منتخبات إيطاليا وإسبانيا وألمانيا وفرنسا على الترتيب.
الملاحظ أن كل المنتخبات التي فازت بكأس العالم تقع في قارتي، أوربا وأمريكا الجنوبية.
تاريخ مشاركات العرب في كأس العالم
شاركت 8 منتخبات عربية في بطولة كأس العالم، وكانت منتخبات السعودية والجزائر والمغرب وتونس هي أكثر المنتخبات العربية مشاركة في بطولة كأس العالم «4 مرات»، كما تعتبر منتخبات السعودية والمغرب والجزائر هي الأكثر تحقيقا للإنجاز في بطولة كأس العالم، حيث تأهلت جميعها إلى دور الـ16 في البطولة.
وتأهل المنتخب الجزائري إلى دور الـ 16 في بطولة كأس العالم الأخيرة في البرازيل عام 2014، قبل أن يخرج على يد المنتخب الألماني الذي توّج باللقب.
كما خرج المنتخب السعودي من دور الـ 16 لبطولة كأس العالم 1994.
أما المنتخب المغربي، فقد خرج من دور الـ 16 في مونديال 1986، بعد خسارته أمام منتخب ألمانيا الغربية بهدف نظيف.
ويعود أول ظهور عربي في نهائيات كأس العالم إلى نسخة 1934، بمشاركة مصرية فقط، قبل أن يغيب العرب بعدها عن الظهور في المحفل الكروي العالمي، حتى نسخة 1970، حيث ظهر المنتخب المغربي في الصورة ليكون الممثل العربي الوحيد.
فيما يلي تاريخ المشاركة العربية في بطولة كأس العالم منذ انطلاق المسابقة:
منتخب مصر: 1934، 1990، 2018.
منتخب المغرب: 1970، 1986، 1994، 1998، 2018.
منتخب تونس: 1978، 1998، 2002، 2006، 2018.
منتخب الجزائر: 1982، 1986، 2010، 2014.
الكويت: 1982
العراق: 1986
الإمارات: 1990
منتخب السعودية: 1994، 1998، 2002، 2006، 2018.
لماذا لا يفوز العرب بكأس العالم؟
طرح موقع «euronews» هذا السؤال على النقاد والمحللين الرياضيين: لماذا لا يفوز العرب بكأس العالم؟.
حيث يرى نديم ناصيف، المتخصص في العلوم الرياضية، أن الدول العربية قد بدأت بإنشاء هياكل مهنية خاصة بكرة القدم بعد فترة طويلة من الحراك المشابه لدى الأمريكيين الجنوبيين والأوروبيين، ولذلك لديها ضعف في تنظيم المسابقات واكتشاف المواهب وتوظيفها وتدريب المدربين وتسويق ودعم البطولات الوطنية. ويضيف أنه وعلى الرغم من التقدم في مستوى التدريب مؤخرًا إلا أنه لا يزال بعيدًا كثيرًا عن اللحاق بركب الأوروبيين والأميركيين الجنوبيين، كما أن الترويج الضعيف للمسابقات والبطولات المحلية يخلق حالة من عدم الاهتمام لدى الجماهير، مما يحول دون تدفق الأموال والرعاة، فبصرف النظر عن عدد قليل من الأندية في دول الخليج، تبقى رواتب اللاعبين منخفضة وهو الأمر الذي لن يؤدي في النهاية إلى استقطاب المواهب.
ووفقًا لناصيف، فإن بلدان المنطقة تعيش في حلقة مفرغة لا يمكن أن تخرج منها إلا باستراتيجيات وطنية أو عابرة للوطنية وكذلك إصلاح السياسات التي تحكم الرياضة والفرق، ويجب على الأندية العربية تطوير القدرات الشبابية، وعلى الاتحادات الوطنية تنظيم المزيد من المسابقات للسماح لهؤلاء الشباب بالتقدم.
10 أسباب تقف عائقًا أمام تقدم الكرة العربية
حدد رياضيون وخبراء عرب في مجال كرة القدم 10 أسباب أساسية وصفوها بأنها وراء تأخر وتراجع المنتخبات العربية في كرة القدم بشكل عام، وعدم وجود تأثير مهم لها في خريطة الكرة العالمية، وإخفاق بعضها حتى في مجرد الوصول إلى كأس العالم لكرة القدم، وعدم قدرة من يصل منها للنهائيات في البطولة على المنافسة في بلوغ أدوار متقدمة فيها، ناهيك عن الفوز باللقب في أعظم حدث كروي على مستوى العالم.
وقال عدد من الرياضيين المتخصصين، إن «هذه الأسباب تتمثل في غياب التنظيم والخطط الاستراتيجية قصيرة وطويلة المدى في الاتحادات العربية المسؤولة عن ادارة شؤون اللعبة، وضعف البطولات والمسابقات المحلية في المنطقة، وغياب منظومة الاحتراف الفني والاداري وغياب الفكر الاحترافي للاعب العربي، وعدم تشجيعه في الاحتراف الخارجي، خصوصًا في اوروبا، بجانب أن البيئة المحلية غير مهيأة للاعب العربي للإبداع، فضلًا عن الفوارق الكبيرة بين الدوريات العربية ونظيراتها في الدول الاخرى المتقدمة في مجال اللعبة خصوصًا في اوروبا، بجانب عدم اهتمام بعض الحكومات العربية باللعبة وغياب الاستقرار الفني والاداري، وانعدام الطموح عند المنتخبات العربية التي يتمثل أقصى طموح لها في الوجود فقط في المونديال دون ان تفكر في بلوغ أدوار متقدمة أو المنافسة على اللقب».
ووصفوا ما يحدث حاليًا لكرة القدم في المنطقة بالتخبط والعشوائية، مؤكدين إنه لاتزال اللعبة تدار بعقيلة الهواة رغم إنه ا باتت تدار على مستوى العالم بطريقة احترافية، كونها تعد استثمارًا في مختلف المجالات، لافتين إلى ان استمرار مثل هذه الممارسات سيؤخر لحاق الكرة العربية بركب الامم المتقدمة في هذا المجال، رغمأ أنها تمتلك مواهب من اللاعبين الذين اثبت بعضهم وجوده بقوة خلال احترافهم في الخارج خصوصًا في أوروبا.
وأشاروا إلى انهم لا يتوقعون وجود مؤثر للعرب في خريطة الكرة العالمية، لا سيما على صعيد المونديال على المدى القريب في حال استمر وضع اللعبة في المنطقة على ما هو عليه دون حدوث اهتمام حقيقي بعملية التطوير ووضع الخطط الاستراتيجية.
وحسب خبراء الكرة، فإن هناك الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى عدم تقدم بلد ما في كرة القدم منها، ثقافة البلد، والحضور الكروي فيه، والفساد، حيث تنتشر الرشاوى والتلاعب في نتائج المباريات بمعدلات مرتفعة، والتدخل الحكومي في الرياضة.