رئيس التحرير
خالد مهران

تبرع الفنانين بأعضائهم بعد الوفاة.. بين إنسانية الطب ورفض الشيوخ

إلهام شاهين
إلهام شاهين

 

إلهام شاهين وعمرو أديب ورانيا يوسف أبرز المرحبين.. وعبير صبري: «هوس لتحقيق البروباجاندا»

 

أثارت قضية التبرع بالأعضاء حالة قوية من الجدل داخل الأوساط الفنية، خلال الفترة الأخيرة، لا سيما بعد إعلان فريق من النجوم عن تأييدهم للفكرة، في مواجهة فريق آخر، رفضها تمامًا.

كانت الإعلامية منى عبد الغني هي الأحدث، إذ أعلنت عن تأييدها للفكرة، وأنها كانت تفكر فيها منذ سنوات طويلة.

وتابعت، خلال برنامجها «الستات ميعرفوش يكدبوا»، أن الموضوع أصبح أكثر سهولة حاليًا، وأنها ستتبرع بأعضائها بعد الوفاة، من أجل مساعدة الناس.

وأضافت أنه يجب على الشخص المتبرع أن يكتب، في وصيته، أنه يقبل التبرع بالأعضاء عقب رحيله.

وأعربت الفنانة إلهام شاهين، في الكثير من اللقاءات الصحفية والتلفزيونية، عن موافقتها على التبرع بأعضائها، مشيرة إلى أن الجسد سيفنى، وسيكون مكانه التراب، وأن التبرع سيفيد الكثيرين، وأن القلب هو أول عضو ستتبرع به بعد وفاتها.

كما أكدت أن التبرع بالأعضاء يساعد على تخفيف آلام المرضى، وأنه بذلك، يساهم في زيادة شعور الإنسانية في قلوب الأشخاص، مطالبة الدولة بإنشاء وتخصيص بنك لحفظ ودعم وزراعة الأعضاء.

ولم يختلف الحال كثيرًا بالنسبة للكاتب محمد الغيطي، الذي أعلن على الهواء، في برنامجه، عن ترحيبه بالتبرع بأعضاء جسمه السليمة بعد وفاته، وقال، وقتها، إنها وصيته.

أما الإعلامي عمرو أديب، فـ أبدى موافقته المبدئية عن الفكرة، وقال إنه لا يمانع في أن يستفيد شخص مريض بأعضائه بعد الوفاة.

من جهتها، أيدت الفنانة إنتصار فكرة التبرع بالأعضاء، في إطار إنقاذ حياة شخص آخر، أو منحه فرصة للحياة من جديد، مؤكدة أن هذا الفعل سيكون ثقلًا في ميزان حسنات الأشخاص، الذين قاموا به، يوم القيامة.

الفنانة رانيا يوسف هي الآخرى، كانت من الموافقين على التبرع بأعضائها بعد الوفاة،  لافتة إلى أن كل شخص حر، وأن ما يرى أن هناك حرمانية، في ذلك، لا يفعله.

وعلى الهواء، خلال تقديمه إحدى حلقات برنامجه «مانشيت» على شاشة قناة «Cbc»، أكد الإعلامي جابر القرموطي أنه لا يمانع، أبدًا، في التبرع بأعضائه بعد الوفاة، ما دام أن إجراءات التبرع صحيحة.

ونوه أن فريق عمل البرنامج بالكامل، موافقون على الأمر، وأنه كلام نهائي.

وأشار «القرموطي» إلى أنه لا يسعى إلى ركوب «التريند» أو عمل «فرقعة»، من حديثه، وأن هدفه الوحيد هو مساعدة من يحتاج للأمر.

في سياق متصل، دشن الكاتب والإعلامي خالد منتصر والكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي، أكبر مبادرة للتشجيع على التبرع بالأعضاء، موضحين أنها من أعظم ظواهر الإيمان، وأن مساعدة المرضى والمحتاجين بهذه الأعضاء أفضل من أن يأكلها «السوس» بعد تحلل الجسد، مؤكدين أنهما سيوثقان ذلك، في الشهر العقاري، بشكل رسمي.

وعلى الجهة الآخرى، كان هناك مجموعة من الفنانين والمشاهير الذين رفضوا التبرع بالأعضاء بعد وفاتهم، على رأسهم: الفنانة عبير صبري، التي قالت إن الجسد والروح ملك لله وحده، وأنه لا يمكن لأي شخص التصرف فيهم كما يريد.

وأيضًا شقيقتها مروة صبري، وبررت ذلك أن كل ما يقوله الموافقين على الفكرة، ليس إلا هوس و«مجرد كلام»، من أجل تحقيق «بروباجاندا» وإثارة الجدل فقط.

شيخ أزهري: جسم الإنسان له حرمة وكرامة حتى بعد الموت.. ومؤيدو الفكرة يبحثون عن «الفرقعة» الإعلامية

من ناحيته، قال الشيخ أحمد سمير الأزهري لـ«النبأ»، إنه لا بد أن نعلم أن الله هو المالك الحقيقي والوحيد، وإن الإنسان، بعد وفاته، تنتقل ممتلكاته إلى غيره.

وتساءل: «إذا كانت الممتلكات المادية تؤول بعد وفاة صاحبها إلى شخص آخر، فكيف يمكن للإنسان أن يتصرف في جسمه وأعضائه، التي وضعها الله، مجرد أمانة عنده، حتى يوم البعث؟».

وتابع «الأزهري» أن جسم الإنسان له حرمة وكرامة حتى بعد الموت، وأن هذه الحرمة أعظم من الكعبة عند الله.

كما أشار إلى أنه لا يجوز أبدًا بيع الإنسان لأي عضو من أعضائه، مهما كان السبب.

وأوضح أن التبرع ينقسم إلى جزأين؛ الأول: في حالة الحياة، قائلًا إنه يجوز في حالة أن العضو الذي يتبرع به الشخص، يستطيع هذا الشخص العيش بدونه، ولا يلحق به الضرر البالغ إذا استغنى عنه، مثل: «اليدين، والكلى، والكبد»، والجزء الثاني، في حالة الموت؛ فهو غير جائز.

وعن حديث بعض النجوم والمشاهير حول ثواب التبرع بالأعضاء عند الله، أكد أحمد الأزهري أن هؤلاء الأشخاص لا يسعون إلا إلى تصدر «التريند»، ولا يبغون إلا إثارة الضجة والفرقعة الإعلامية، وأن تظل أسمائهم على ألسنة الجمهور.

وأضاف أن أغلب هؤلاء الفنانين والإعلاميين أصبحوا يتبعوا فكرة «خالف تعرف»، وأنهم يتبعون كل ما هو مستورد من الخارج، بغض النظر عن كونه متناسبًا مع عادات وتقاليد المجتمع المصري أو لا.

وأنهى الشيخ حديثه منوهًا أنه إذا كان هناك خيرًا من وراء فكرة التبرع بالأعضاء، كان سبقنا إليه أهل العلم والدعوة، حتى نسير على خطاهم.

عضو الجمعية العربية لزراعة الكبد: رضا المتبرع أساس العملية

وأوضح الدكتور محمد المتيني، عضو الجمعية العربية لزراعة الكبد، لـ«النبأ»، أنه لا بد من وجود حالة رضا تام من الشخص المتبرع عن تبرعه بأي عضو من أعضائه لغيره، لافتًا إلى أنه لا يمكن أن يكون هناك إجبارًا من أي نوع في مثل هذه الأمور.

وأكد أن عمليات التبرع التي تجرى، حاليًا، تكون بين الأحياء فقط، وأنه لم يتم إجراء أي عملية تبرع من شخص متوفي إلى آخر حي حتى الآن، منوهًا أن هذه العمليات تزيد من الحب والإنسانية بين الأفراد.