روسيا تهدد بنقل المواجهة العسكرية مع الغرب في أوكرانيا إلى الفضاء
حذر ليونيد سلوتسكي، رئيس لجنة مجلس الدوما للشؤون الدولية، من نقل المواجهة العسكرية بين الروس والغرب في أوكرانيا إلى الفضاء، في حال استمر الغرب في تجاهل تحذيرات روسيا.
وكتب سلوتسكي على "تلغرام": "يمكن للأقمار الصناعية التجارية المدنية التي تنفذ مهام قتالية بحتة أن تصبح أيضا أهدافا مشروعة لتدميرها الجوابي".
وأضاف، حسب وكالة نوفوستي،: "حذرت وزارة الخارجية الروسية من ذلك مؤخرا، وإذا استمر الغرب في تجاهل التحذيرات الروسية، كما تجاهل مطالبنا الأمنية قبل انطلاق عمليتنا العسكرية في أوكرانيا، قد يؤدي ذلك إلى انتقال المواجهة العسكرية إلى الفضاء".
وأشار- كما نقلت روسيا اليوم-، إلى أن استخدام الغرب للأقمار الاصطناعية لنقل البيانات إلى القوات الأوكرانية ينتهك الاتفاقيات الدولية حول سلمية الفضاء.
وأكد أن لدى وزارة الخارجية الروسية معلومات عن استخدام الغرب للأقمار الاصطناعية لنقل البيانات إلى القوات الأوكرانية، في انتهاك صارخ للاتفاقات الدولية لمنع عسكرة الفضاء.
والشهر الماضي، أكد قنسطنطين فورونتسوف، وهو مسئول كبير بوزارة الخارجية الروسية، أن الأقمار الصناعية التجارية يمكن أن تكون أهدافًا مشروعة في زمن الحرب إذا استخدمت لأغراض عسكرية.
جاء هذا التصريح ردا على اعتماد أوكرانيا على شبكة "ستارلينك" التابعة لشركة "سبيس إكس" لتأمين الإنترنت، بعد أن قطعت روسيا خدمة الإنترنت عنها، حيث تطوع الملياردير الأمريكي إيلون ماسك بهذه المنظومة لتأمين هذه الخدمة للجيش الأوكراني عن طريق تبرعات.
وقد جاء الرد الأمريكي على هذا التصريح من خلال السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارين جان بيير، التي أكدت على أن أي هجوم على قمر صناعي أمريكي تجاري من شأنه أن يثير ردًا من الولايات المتحدة، مشددة على أن الولايات المتحدة سوف تسعى بكل الوسائل لاستكشاف وردع ومحاسبة روسيا على أي هجمات من هذا القبيل.
وفي شهر سبتمبر الماضي، قال كونستانتين فورونتسوف، عضو وزارة الخارجية الروسية ورئيس الوفد الروسى لدى مكتب الأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح، أن استخدام الولايات المتحدة وحلفائها لأصول الأقمار الصناعية التجارية والمدنية خلال الحرب مع أوكرانيا يشكل تورطًا غير مباشر فى النزاعات العسكرية سواء أدركوا ذلك أم لا، وأن ما يسمى بـ "البنية التحتية شبه المدنية قد تصبح هدف مشروع للرد ".
وأضاف: "على أقل تقدير، فإن هذا الاستخدام الاستفزازى للأقمار الصناعية المدنية أمر مشكوك فيه بموجب معاهدة الفضاء الخارجى، التى تنص على الاستخدام السلمى فقط للفضاء الخارجى، ويجب أن يدينها المجتمع الدولى بشدة".
وحسب الكثير من الخبراء العسكريين والاستراتيجيين، فإن الفضاء أصبح جزءًا أساسيًا من القتال الحربي، فالأقمار الصناعية توفر عينًا جوية للجيوش تراقب عبرها الأوضاع الميدانية وكذلك تؤمن الاتصالات بين الوحدات العسكرية.
كما أصبحت شبكات الأقمار الصناعية الخاصة التي تساعد الجيوش في زمن الحرب أهدافًا محتملة لقوات العدو بمعزل عن هويته، وهو ما يُثير مخاوف من أن الصراعات الأرضية قد تمتد إلى الفضاء.
ولعبت الأقمار الصناعية دورا كبيرا في كشف التحركات العسكرية الروسية على الأرض، قبل أشهر من بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
ونقلت صحيفة «ذا تايمز»، عن ستيفن وود، أحد كبار المديرين في شركة ماكسار للأقمار الصناعية، قوله، أن الصور التي التقطت بواسطة الأقمار الصناعية لعبت دورا كبيرا في الحرب الروسية الأوكرانية، مشيرا إلى أن الصور كشفت تقدما سريعًا للقوات الروسية في سبتمبر وأكتوبر 2021، حيث أظهرت المعدات العسكرية الروسية على عربات السكك الحديدية.
واشار، إلى أن صور الأقمار الصناعية تمكنت كذلك من مطابقة المعلومات المرتبطة باتهامات وجهها عمدة ماريوبول عن وجود مقابر جماعية على مشارف المدينة.
يذكر أن شركة ماكسار ترصد كل شبر من الكرة الأرضية باستخدام أقمارها الصناعية، حيث تمر أربعة منها من الشمال إلى الجنوب عبر وجه الأرض.