عمرو المغربى لـ«النبأ»: الاستثمار فى الذهب أفضل من العقارات.. والإقبال حاليًا على السبائك بشكل «هستيرى»
قال عمرو المغربى عضو مجلس إدارة شعبة الذهب بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن ارتفاع الأسعار كل ساعة يحدث ارتباكا في الأسواق، لافتًا إلى أن وقف استيراد الذهب تسبب في نقص المواد الخام لدى المصانع، وأصبح الاعتماد على الكميات التي تباع من المواطنين والذهب المحلي.
وأضاف في حواره لـ«النبأ»، أن سوق الذهب يتوزع بين حوالي 20 مصنعا كبيرا، و30 ورشة متوسطة و50 ورشة صغيرة، موضحًا أن هناك نسبا قليلة من الورش خرجت من السوق نتيجة عدم قدرتها على تحمل الخسائر أو الضغوط الاقتصادية الحالية وإلى نص الحوار..
في البداية.. حدثني عن وضع سوق الذهب؟
الذهب هو الملاذ الآمن للاستثمار، وهذا ما أثبتته الأيام الأخيرة فبعدما كان البعض يرى أن الأسعار المتداولة مبالغ فيها، أصبح مع وصول الذهب لأكثر من 1200 جنيه لعيار 21 بعد تحرير سعر الصرف، هناك شريحة كبيرة من المستهلكين تشعر بالندم لعدم شراء الذهب؛ لذلك أصبح الإقبال على الذهب بشكل «هستيري شوية» حيث يعتقد المواطن أن الأسعار ستستمر في الارتفاع وستصل إلى مستويات لم يتخيلها أحد، ما تسبب في انخفاض المعروض وزيادة الطلب وارتباك السوق، هو الأمر الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار، بجانب الحروب بين روسيا وأوكرانيا، والصين وتايوان، وفي نفس الوقت أُصدر قرار بوقف استيراد الذهب، نتيجة عجز في الدولار والأزمات الاقتصادية العالمية، وبالتالي أصبح هناك نقص في المواد الخام واعتماد المصانع على الكميات التي تباع من المواطنين والذهب المحلي، بالعكس أصبح التخلي وبيع الذهب أمرا صعبا؛ لأنه أصبح استثمارا آمنا وأفضل من العقارات.
لماذا يرتبط سعر الذهب برفع الفائدة الأمريكية؟
جميع الدول احتياطيها النقدي يتمثل في الذهب أو الدولار، المستثمر يدخر في الذهب أو الدولار أيضًا، وعندما ترفع أمريكا الفائدة يتجه جميع المستثمرين إلى شراء الدولار وإيداعها في البنوك، ما يؤثر على جميع الدول المحيطة لذلك يرفعون الفائدة للحفاظ على المستثمرين في بلادهم، بجانب أن هناك علاقة عكسية بين الذهب والدولار عالميًا، فإذا زاد الدولار ينخفض الذهب، ولكن في الأيام الأخيرة لم يحدث ذلك، لعدد من أسباب أبرزها أنه الاستثمار الآمن للأفراد، وعدم الثقة في الدولار بعد الأزمات التى تواجهها أمريكا.
كيف يتعامل التجار مع ارتفاع أسعار الذهب المستمر؟
ارتفاع الأسعار بشكل يومي، وأحيانًا يتغير كل ساعة، يحدث نوع من الارتباك، وخاصة أثناء التعامل مع المستهلك حيث يتغير السعر في نفس لحظة البيع أو الشراء، هو ما يثير القلق لدى البائع والمشتري، ولكن التاجر مضطر إلى البيع بأي سعر معلن لضمان دورة رأس مال التى أساسها الذهب، مع حالة الركود التى يشهدها السوق.
أيهما أفضل للاستثمار المشغولات أم السبائك والجنيهات؟
السبائك والجنيهات، فلا يوجد إقبال على المشغولات الذهبية بالرغم من أنها تستخدم «كزينة وخزينة»، والإقبال على السبائك والجنيهات الذهب فقط، لذلك يتم سحبهم من السوق بشكل سريع، والمصانع تحتاج ذهب جديد لتغطي احتياجات السوق.
دائما يقارن بين الاستثمار في الذهب أم شهادات الإدخار.. ما الأفضل من وجه نظرك؟
الذهب لأنه قيمة العملة مهما تم وضعها في شهادات تنخفض، ولكن الذهب لا تقل قيمته ولكن الشهادات أفضل في حالة حاجة المواطن إلى عائد شهري، بينما لن يأتي الذهب بعائد الاستثمار فيه قبل سنة فهو استثمار على المدى البعيد.
هل هناك ارتباط بين سعر الدولار في السوق السوداء وارتفاع الذهب؟
قديمًا كان يتعامل التجار بالدولار في السوق الموازي وهذا الأمر انتهي منذ 3 أو 4 سنوات، ويرجع ذلك إلى استيراد الذهب من الخارج وعدم قدرة البنوك على توفير العملة الخضراء، ولكن الآن الاستيراد موقوف ولسنا في حاجة إلى الدولار في سوق الذهب.
بعد انخفاض المعروض.. هل هناك تحركات للحكومة؟
نعم، حيث سيتم إنشاء أول مصفاة معتمدة للذهب بمرسى علم فى نطاق محافظة البحر الأحمر، فالمعروف أن منجم السكري ومناجم الأخرى التي يجمع منها ذهب في مصر مليئة بالشوائب ويتم سفره إلى الخارج للتنقية وعودته إلى مصر كمادة خام للتصنيع، ومع بدء عمل الـ«مصفاة»، سيتم تنقيته في البلاد وتوريده للمصانع مباشرة هو ما سيؤثر على الأسعار، والمعروض.
تسعى بعض شركات الذهب إلى التصدير بالرغم من قلة المعروض في الأسواق.. ما رأيك؟
ما سيتم تصديره هو المشغولات الذهبية والتي لا يحتاجها السوق، حيث هناك خطة للشركات والمصانع تُجهز منذ العام الماضي، وبدأنا بتطوير المعدات والأجهزة واستيراد بعضها من الخارخ، بالإضافة إلى تقليل الأوزان مع تعديل الأشكال المعروضة لتناسب ارتفاع الأسعار، بجانب إقامة معرض الذهب الدولى تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، بمشاركة أكثر من 50 شركة ومصنعا فى مصر، وأكثر من 35 شركة أجنبية من الإمارات وتركيا والهند وإيطاليا، وبعثة مشترين تجار من جميع الدولة وخاصة العربية من تونس والمغرب ولبنان والجزائر وجنوب إفريقيا، والهدف منهم الإطلاع على المنتجات المصرية وفتح أسواق جديدة في الخارج، حيث نسعى إلى التصدير في أسواق تتميز بنفس روح مصر.
كم عدد مصانع الذهب في مصر؟
يتوزع سوق الذهب بين مصانع وورش متوسطة وصغيرة، حيث يوجد حوالي 20 مصنعا كبيرا، و30 ورشة متوسطة و50 ورشة صغيرة، كما أن هناك مصانع عالمية لها أفرع في مصر، فسوق الذهب يجذب الاستثمار الخارجي.
مع استمرار الأزمات الاقتصادية العالمية والمحلية.. هل تعمل هذه الورش والمصانع بكامل طاقتها؟
لا يوجد أي مصنع في مصر يعمل بكامل طاقته وليس في قطاع الذهب فقط، حيث وقت الركود المصنع الذي لديه 20 ماكينة، يُشغل 10 ماكينات فقط، ولكن نحن كتجار ومصانع ذهب، لم يحدث لدينا تسريح عمالة أو تخفيض مرتبات، لأن مزاولي المهنة مرتبطون ببعض ويوجد بهم أقارب ومعارف وليس فيها أي دخلاء إلا قليل.
ولكن هناك بعض الورش خرجت من السوق؟
نعم، ولكنها ورش صغيرة لم تتحمل الخسائر أو الضغوط الاقتصادية، حيث هناك بعض الورش تضررت بالكامل وتوقف نشاطها ونسبتها قليلة، ولكن كمصانع ما زالت تعمل بشكل جيد ومستمرة في الأسواق، بالنسبة للورش المتعثرة هناك مبادرة الـ100 ورشة من وزارتي التموين والتجارة، وتتمثل في أعطاء قروض لورش صغيرة وهو ما يشجع صناعة الذهب.
بعد ارتفاع الأسعار الأخير.. وصف البعض تجار الذهب بالجشع؟
وصف الجشع، يطلق على التاجر الذي يشتري السلعة ويبيعها فقط، بالإضافة إلى أنه يأخذها بسعر أقل من السلع التي يبيعها به، وليس لسلعة تباع وتشترى نفس السعر المعلن، حيث إن سعر بيع الذهب ارتفع بنفس نسبة الشراء، ونحن كتجار ليس لدينا مكسب في سعر الذهب.
كيف تمت الاتفاقية التحاسبية بين مصلحة الضرائب وتجارة المصوغات بالتجزئة؟
يفرض على الذهب ضريبة مبيعات وهي 14% يدفعها المستهلك وتضاف إلى المصنعية عند شراء الذهب، والضريبة العامة أو الدخل تحسب من سعر الذهب، في ظل الأزمات الاقتصادية وعدم ربح التاجر من قيمة الذهب أصبح الأمر ضغطا على التجار وتكلفة عالية؛ لذلك تواصلنا مع مصلحة الضرائب بعد مناقشات ومنازعات منذ 2016، لتوقيع هذه الاتقاقية التاريخية، التي تمثلت في فرض الضريبة على إجمالي الأرباح السنوية وليس على قيمة الذهب.
هل تتوقع استمرار ارتفاع الذهب؟
الذهب دائما في زيادة مستمرة، وسنجد أن الذهب كل سنة أعلى من السنة التي قبلها، وفي بعض الأحيان ينخفض سعر الذهب، ثم يرتفع ليصل إلى معدل تاريخي، وفي الفترة الحالية من المتوقع هدوء وانخفاض قريب في الأسعار، ولكن سيعاود الارتفاع مرة أخرى.
كيف يتم حساب المصنعية؟
المصنعية تحدد وفقًا للمصانع ولا يتدخل فيها التاجر، حسب تكلفة كل منتج، ويتم توزيعها إلى تجار الجملة ويضع هامش ربحه وثم إلى تجار التجزئة ويضع هامش ربحه، حيث يضع كل تاجر هامش الربح المناسب له، وليس بنسبة كبيرة لأن السوق المصري وخاصة في الذهب يتميز بالمنافسة.
ما الوقت المناسب لشراء الذهب؟
ما دام المواطن يمتلك فائضا من المال عليه التوجه لشراء الذهب «حتى ولو وصل إلى جرام واحد»؛ لسببين أولهما سرعة إنفاق الفائض لدى المستهلك بسبب غلاء المعيشة، وثانيهما انخفاض قيمة العملة المحلية، وكلما زادت قيمة الذهب الذي يخزنه المواطن ارتفعت نسبة الاستثمار.