سم قاتل.. ظاهرة جمع زيت الطعام المستعمل خطر داهم يهدد صحة الملايين
انتشرت في شوارع مصر خلال الفترة الأخيرة، ظاهرة جمع زيت الطعام المستخدم من المنازل، وبأسعار تتراوح ما بين 12 و15 جنيها للكيلوجرام، الأمر الذي وضع الكثير من التساؤلات بين المواطنين حول انتشار تلك الظاهرة؟ ولماذا يتم جمع تلك الكميات من الزيوت التي تعتبر غير صالحة للاستهلاك الآدمي؟
تصريح رئيس شعبة الزيت بالغرفة التجارية
وفي هذا السياق قال أيمن قرة رئيس شعبة الزيوت بالغرفة التجارية، إن المصانع المعتمدة لا تعيد إنتاج الزيوت، وأن ما يحدث من جمع لزيت الطعام المستخدم هو لمصانع لا تخضع للرقابة.
وأضاف قرة لـ "النبأ": “أو أن المصانع الجادة والمعتمدة تقوم بإعادة تصنيع هذه النوعية من الزيوت فيتم قطع رقبتها، أما من يقومون على مثل هذه الصناعات، هي مصانع غير معتمدة، وهؤلاء بعيدين عن الصناعة واتحاد الصناعات”، مشيرا إلى أن هناك سوق رسمية وأخرى موازية، وأن من مصلحة هؤلاء العمل بهذه الطريقة نظرا لعدم خضوعهم للرقابة.
وأوضح أن الدولة في هذا الإطار تنتج ما يقرب من 70 مليون زجاجة زيت، وتمنح كل مواطن زجاجة زيت سليمة جيدة بسعر الكلفة، مضيفا: "أنت كمواطن في يدك تذهب لشراء السليمة، أو غير السليمة، لافتا إلى أنه معروف لدى الجميع الشركات المحترمة السليمة التي تنتج هذه الزيوت.
وأما على مستوى الدور الرقابي من قبل الدولة، فأشار قرة إلى أن الدولة تعمل جاهدة على تضييق الخناق على هؤلاء الذين ينتجون مثل هذه النوعية من الزيوت، من خلال تكثيف الدور الرقابي، ولفت إلى أن هؤلاء لا يخضعون للرقابة الجيدة نظرا لعدم اتباعهم الإجراءت القانونية.
وفي وقت سابق تقدم أحد نواب البرلمان بطلب إحاطة، حول أضرار طريقة التخلص من الزيت المغلي بسكبه داخل أحواض المنزل، ومدى تأثير تلك الطريقة على البيئة وخاصة المجاري المائية.
وأيضا بيع تلك الزيوت لبعض الأشخاص، الذين يجمعونه ويباع لبعض التجار لإعادة تصنيعه وطرحه في الأسواق مرة أخرى، وهذا يشكل خطرا داهما على صحة الإنسان.
أما عن طريقة للتخلص من الزيت المستعمل بسكبه داخل حوض المنزل، فهذه الطريقة تسد مواسير الصرف الصحي لأن الزيت يطفو ويتجمع ونتيجة للزوجته العالية، يتسبب في بطء تصريف المواسير، بجانب كونه مصيدة لأغلب المواد الصلبة العالقة فيكوِّن بذلك كتلا ضخمة.
أيضا الزيت المستعمل يمثل ضغطا كبيرا على معالجة الصرف الصحي، لأنه حمل عضوي غير قابل للتحلل السريع بيولوجيا، وبالتالي عملية تنقية مياه الصرف تكون أعقد وأكثر كلفة وضررا بالبيئة، وهو ما أدركته وزارة البيئة خلال السنوات الأخيرة فأطلقت حملات، لتجميع زيت الطعام المستعمل للتخلص منه بطريقة آمنة، مقابل أو إعادة استخدامه مرة أخرى في غير أغراض الطهو، مقابل حوافز تشجيعية.
وبدأت الفكرة في النمو، لكن اقتحم المجال ما يعرف بمصانع "بير السلم"، التى دخلت في تجميع الزيت المستعمل من المنازل مقابل حوافز مالية، وإعادة تدويره لاستخدامه في الطهي مرة أخرى، وهو ما يعتبر سما قاتلا يعرض حياة الناس للخطر.
وقالت “هـ.أ.ع” ربة منزل، إن هناك بعض أنواع الزيوت التي تباع عبر السوبر ماركت، وبعض الأماكن الأخرى، لا تكون جيدة الاستخدام رغم أن أسعارها مقاربة لبعضها البعض، مشيرة إلى أن عند استخدامها مرتين فقط تبدأ في تغيير لونها.
وأضافت أن هناك بعض الأطعمة عندما يتم طهيها بالزيت أكثر من مرة، على سبيل المثال البطاطس، لا تكون جيدة، مثل: أول مرة، وهذا يدل على أن نوعية الزيت ليست جيدة.
وعن طريقة التخلص من الزيت، أشارت إلى أنها تلجأ في كثير من الأحيان للتخلص من بواقي الزيت المستخدم، في أثناء غسل أدوات الطعام، واستبعدت فكرة بيعها لأنها ليست بالكميات الكبيرة، وأيضا لمنع إعادة تدويرها مرة أخرى.