رئيس التحرير
خالد مهران

أمير الموت

لماذا يعتبر خبراء الأمن الإفراج عن فيكتور بوت تهديدا للأمن العالمي؟

فيكتور بوت
فيكتور بوت

أشعل قرار السلطات الأمريكية، بالإفراج عن العميل الروسي، فيكتور بوت، المعروف بلقب أمير الموت، ضمن عملية تبادل السجناء بين موسكو وواشنطن، حالة من الجدل العالمي، فضلا عن حالة من الاستياء والغضب بين عملاء وخبراء الأمن داخل الولايات المتحدة.

فيكتور بوت بين اثنين من رجال الأمن الأمريكيين خلال عملية تبادل السجناء

تسليم فيكتور بوت إلى روسيا تهديد خطير للأمن العالمي 

وأعرب مسؤولون سابقون، في إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية، ممن شاركوا في الجهود التي انتهت إلى تقديم فيكتور بوت، المعروف بلقب تاجر الموت، إلى العدالة، عن استيائهم من قرار مبادلته مع روسيا، مقابل حرية نجمة لاعبة كرة السلة الأمريكية بريتني جرينر، واصفين هذه الخطوة بأنها صفعة على الوجه، ووصمة عار، وتهديد خطير للأمن العالمي.
وأُطلق سراح بريتني جرينر، يوم الخميس الماضي، بعد احتجازها في روسيا، منذ فبراير 2022،  
إلا أن المسؤولين السابقين في إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية، أعلنوا معارضتهم لإطلاق سراح  فيكتور بوت، لكونه تاجر سلاح وممنوعات مدان قضائيا.
وأدان عميل خاص سابق بإدارة مكافحة المخدرات، يدعى ديريك مالتس، صفقة تبادل السجناء، ووصفها بأنها ضربة لسيادة القانون، قائلا عبر تويتر: "على الأمريكيين توخي الحذر الشديد عند السفر حول العالم، فهذا القرار يضعنا في خطر كبير". 
 

تغريدة العميل دريك مالتس

وأشرف دريك مالتس على العملاء الذين أمّنوا اعتقال بوت في تايلاند، عام 2008، حيث كان فيكتور بوت، قبل الإفراج عنه يقضي عقوبة لمدة 25 عامًا، في السجن الفيدرالي، بعد إدانته عام 2011 بتهمة التآمر لقتل أمريكيين، وهي قضية تتعلق بدعم منظمة إرهابية كولومبية.
وردا على تقارير ظهرت في مايو، وأشارت إلى أن تبادل بوت كان محتملًا، قال المسؤول السابق إن التبادل سيكون صفعة على وجه أولئك الذين عملوا بلا كلل لوضعه خلف القضبان.
وقال ايكل براون، الرئيس السابق للعمليات في إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية، إن بوت رجل خطير، مضيفا عبر تويتر: "لن يكون تبادل فيكتور بوت مجرد صفعة على وجه ضباط إنفاذ القانون، ورجال الشرطة السرية، الذين بذلوا جهدًا مضنيًا للإيقاع به، حيث خاطروا بحياتهم في هذه العملية فقط، وإنما سيشكل تهديدًا خطيرًا للأمن القومي للولايات المتحدة وحلفائها".

ضابط مخابرات سابق

وأوضح أن فيكتور بوت كان ضابط مخابرات روسي سابق، انخرط في تجارة الأسلحة والممنوعات، في التسعينيات من القرن الماضي.
وأضاف براون: "بحلول عام 2003، أصبح أبرز تاجر أسلحة في العالم، وباع الأسلحة للمنظمات الإرهابية المصنفة، من جانب الولايات المتحدة، والجماعات المتمردة، وعصابات المخدرات، والأنظمة المارقة في جميع أنحاء العالم".
وتابع: "نشاط بوت الدولي الضخم، يمكنه نقل الدبابات والمروحيات والأسلحة بالأطنان، إلى أي نقطة في العالم تقريبًا، وفقًا للحكومة الأمريكية". 
وواصل: "لقد تسبب في وقوع خسائر محددة في إفريقيا، حيث ذبح المتمردون والجماعات الإرهابية، مئات الآلاف من الأبرياء بأسلحته، كما تم تجسيده في فيلم نيكولاس كيج "أمير الحرب". 
واستُخدمت الأسلحة التي باعها فيكتور بوت لطالبان ضد القوات الأمريكية، وحلف شمال الأطلسي في أفغانستان.
واستهدفت الحكومة الأمريكية بوت، بالعقوبات في عام 2004، وفي عام 2006 أصدرت تعليماتها لإدارة مكافحة المخدرات، بالسعي إلى اعتقاله بموجب قوانين مكافحة الإرهاب. 
وبعد ذلك بعامين، نفذت إدارة مكافحة المخدرات عملية سرية بالشراكة مع الشرطة التايلاندية أدت إلى القبض على بوت في بانكوك، حيث أيدن بناءً على تصريحات صريحة أدلى بها حول التآمر لبيع أسلحة، بما في ذلك صواريخ سطح - جو المحمولة، لاستخدامها ضد الأفراد الأمريكيين في كولومبيا، معلنا أنه كان "يقاتل الولايات المتحدة، لمدة 15 عامًا".
وتوقع براون أنه إذا تم إطلاق سراحه، فقد يصبح بوت أحد الأصول الروسية إذ يخطط وينفذ مهام إمداد سرية لدعم الوكلاء الروس، مثل: مجموعة فاجنر في إفريقيا وفنزويلا، وغيرها من النقاط الساخنة.
وحذر براون من أن: "تبادل بوت سيشجع أيضًا موسكو والأنظمة المارقة الأخرى على احتجاز الأمريكيين كرهائن، مما يفاقم السابقة التي أرساها بايدن حين تم تبادل الأمريكي تريفور ريد المحتجز في روسيا بمجرم روسي آخر مسجون في الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا العام".
وتابع: "يمكننا أن نتوقع من موسكو أن تضاعف جهودها لأخذ الأمريكيين رهائن من أجل مبادلتهم بمجرمي الإنترنت الروس، وهم غالبًا ما يعملون أيضًا لصالح المخابرات الروسية، الذين يتم تسليمهم إلى الولايات المتحدة عبر دول حليفة".