رئيس التحرير
خالد مهران

علي جمعة يوضح حكم تجسيد القصص القرآنية في الأعمال الفنية

النبأ

أجاب الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، على سؤال يقول "هناك بعض الكُتاب أخذوا القصص القرآني وساقوه في شكل حوار قصصي أو سرد قصصي فما رأيكم في هذا ؟

وقال علي جمعة، في فيديو له، إن هذا نوع من أنواع الأدبيات والفنون، والواقدي فعل هذا مع السيرة النبوية، وأهل التوثيق لا يعتبرون هذا مرجعا وإنما هو لتوصيل الصورة للعوام من الناس، ولا ينبغي لأهل الخواص الاستدلال بهذه الأعمال ويستخرجوا من الأحكام.

وذكر أن أحد العلماء ألف كتابا سماه "تحذير الخواص من أكاذيب القصاص" فلا يوجد عالم يفكر أن يأخذ من عمل فني أحكاما فقهية.

وأوضح أن أحاديث القصاص يمكن أن تندرج في هذا الأمر من أجل توصيل الصورة للعوام من الناس فقط. 

كما قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن النبي  -صلى الله عليه وسلم- أسمى من حوله من المؤمنين بالصحابة لأنه صاحبهم ؛ صاحبهم في حضرهم وفي سفرهم في قيامهم وجلوسهم في جهادهم وسلامهم في علمهم وحياتهم فسموا بالصحابة الكرام لحسن الصحبة.

 

وأوضح « علي جمعة» عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه مما أمر به سيدنا رسول الله  -صلى الله عليه وسلم-  حسن الصحبة ويقول النبي  -صلى الله عليه وسلم-: «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل» أمرنا أن نختار الأصحاب لأن الصاحب يؤثر في الإنسان سلبًا وإيجابا ؛ فإن كان طيبا أمر بالمعروف ونهى عن المنكر ونصحك في نفسك وفي دينك، وإن كان غير ذلك أمر بالمنكر ونهى عن المعروف ولم ينصحك في دينك ولا دنياك.

وأضاف علي جمعة  أن الصاحب مهمٌ في الحياة والنبي  -صلى الله عليه وسلم-  يضرب لنا الأمثال ويقول: «مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل حامل المسك وصاحب الكير» حامل المسك هو بائع المسك وصاحب الكير هو هذا الفرن الذي يستعمله الحداد في مهنته يقول رسول الله  -صلى الله عليه وسلم-: «فإن صاحب المسك تشم منه رائحةً طيبة أو تبتاع منه شيئًا فينفعك في طيبك أو يحذوك» أي يعطيك «يحذوك بشيءٍ من مسكه».

وتابع:  كله فوائد إما أن تشم منه الرائحة الطيبة وإما أن يعطيك شيئًا على سبيل الهدية وإما أن تبتاع منه، وكذلك الجليس الصالح فالجليس الصالح إما أن ينصحك وإما أن تسمع منه الكلام الطيب وإما أن يأمر بمعروفٍ وينهى عن منكر ويرشد إلى الخير ولذلك فهو كحامل المسك، أما صاحب الكير فإما أن يحرق بدنك أو ثيابك وإما أن تشم منه رائحةً كريهة، وكذلك الجليس السوء فإنه إما أن تسمع منه الغيبة والنميمة والكذب والبهتان وإما أن يأمرك بالمنكر وإما ألا يرشدك وألا ينصحك لوجه الله تعالى.

وأشار إلى أن النبي  -صلى الله عليه وسلم-  يقول: «الدين النصيحة» قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: «لله ولرسوله ولعامة المسلمين وأئمتهم»، منوهًا بأن النصيحة هي الدين ولذلك يجب عليك أيها الأب في بيتك أن تراقب أبناءك وأن تراقب صحبتهم وأن تعلمهم الخير وحقائق الحياة، تعلمهم مثل الجليس الصالح والجليس السوء أن هذا كحامل المسك وأن هذا كصاحب الكير، الولد أو البنت إذا تركناهم مع صحبتهم وكانت سيئة فإن الندم يصل إلينا ويصل إليهم قريبًا وليس بعيدا.

واستطرد: «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل» الصحبة مهمة ولذلك كان النبي  -صلى الله عليه وسلم-  يهتم بها ويرشد إليها جاء أحدهم وقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحبتي قال: «أمك»، قال: ثم من؟ قال: «أمك»، قال: ثم من؟ قال: «أمك» قال: ثم من؟ قال: «أبوك» في هذا الحديث لو علمناه أبناءنا وعرفوا أن خير صحبةٍ لهم الأب والأم وقام الأب والأم بما عليهما من واجب الرقابة والتربية والتوجيه والإرشاد لوصلنا إلى جيلٍ مبارك يخلو إلى كثيرٍ من المشكلات التي تكتنف عصرنا ومصرنا.

 

وشدد قائلًا: علينا أن نراقب أبناءنا وأن نتدخل في حسن الصحبة، النبي  -صلى الله عليه وسلم-  لما وصل إلى المدينة آخى بين الأنصار وبين المهاجرين آخى بينهم فجعل لكل رجلٍ من المهاجرين أخًا من الأنصار ؛ هذه الأخوة جعلت غربة المهاجرين في المدينة سهلة وجعلت المدينة فيها صحبة طيبة وأخوة راقية وقلوبٌ رقيقة لذكر الله سبحانه وتعالى، فنشأت الجماعة الإسلامية الأولى على الحب وعلى الرحمة وعلى الأخوة وعلى الصحبة الطيبة.