هل تستخدم روسيا وأوكرانيا «الأسلحة القذرة» في الحرب؟
نفى كونستانتين فورونتسوف، نائب مدير دائرة منع الانتشار والحد من التسلح بوزارة الخارجية الروسية، إمكان أن تستخدم روسيا الأسلحة البيولوجية، مؤكدا على أن روسيا ملتزمة بشكل كامل وكلي بالتزاماتها المتعلقة بالمعاهدات الدولية التي تحظر استخدامها.
وأضاف الدبلوماسي الروسي، على هامش مراجعة معاهدة حظر الأسلحة البيولوجية التي تجري كل 5 سنوات، "ليس لدينا برامج في المجال العسكري تتعلق بالأسلحة البيولوجية"، مضيفا أن "جميع أنشطتنا في المجال البيولوجي هي بالكامل للأغراض السلمية وليس أكثر من ذلك"، مشيرا إلى أن غياب آلية للتحقق تمثل نقطة ضعف كبيرة ونقطة خلاف منذ عقدين.
يذكر أن روسيا اتهمت واشنطن مرارا وتكرارا بالتورط في تطوير لأسلحة بيولوجية في مختبرات في أوكرانيا.
وفي أكتوبر الماضي، أعلنت روسيا أن أوكرانيا دخلت "المرحلة الأخيرة" من صنع "قنبلتها القذرة".
وقال المسؤول عن المواد المشعّة والمنتجات الكيميائية والبيولوجية داخل الجيش الروسي الجنرال إيغور كيريلوف، في بيان، "وفقًا للمعلومات المتوفرة لدينا، هناك منظّمتان أوكرانيّتان لديهما تعليمات محدّدة لصنع ما يسمى بالقنبلة القذرة، دخل عملهما المرحلة النهائية".
وفي أكتوبر الماضي، اتهم وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أوكرانيا بأنها قد تستخدم «القنبلة القذرة» ضد القوات الروسية في أوكرانيا.
وقال شويغو لنظيرة البريطاني، بن والاس، إنه "قلق بشأن الاستفزازات المحتملة من قبل كييف التي تنطوي على استخدام قنبلة قذرة".
ونفى الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، هذه المزاعم أيضا واتهم روسيا بأنها "مصدر كل ما يمكن تخيله في هذه الحرب من قذارة".
وفي رد مشترك، قالت فرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة إن حكوماتها "ترفض جميعها مزاعم روسيا الكاذبة، بأن أوكرانيا تستعد لاستخدام قنبلة قذرة على أراضيها، بشكل واضح".
والقنبلة القذرة، هي قنبلة تحتوي على مادة مشعة، مثل اليورانيوم، والتي تتناثر جميع محتوياتها في الهواء عندما تنفجر بشكل تقليدي.
وقد تم استخدام القنبلة القذرة أكثر من مرة قبل ذلك في العالم، ولكنها لم تكن ناجحة، ففي عام 1996، زرع متمردون من الشيشان قنبلة تحتوي على الديناميت والسيزيوم 137 في حديقة إزمايلوفو في موسكو، وقد استخرج السيزيوم الذي استخدم فيها من معدات علاج السرطان، واكتشفت الأجهزة الأمنية موقعها وتم نزع فتيلها.
وفي عام 1998، عثر جهاز المخابرات الشيشاني على قنبلة قذرة كانت موضوعة بالقرب من خط سكة حديد في الشيشان، وأبطل مفعولها.
وفي عام 2002، أُلقي القبض على خوسيه باديلا، وهو مواطن أمريكي كان على اتصال مع القاعدة، في مدينة شيكاغو للاشتباه في أنه كان يخطط لهجوم بقنبلة قذرة، وحكم عليه بالسجن 21 عاما.
وفي 2004، تم القبض على ديرين باروت، وهو مواطن بريطاني وعضو في القاعدة، في لندن بتهمة التخطيط لهجمات إرهابية في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة كان من الممكن أن تشمل استخدام قنبلة قذرة، وسجن بعد ذلك لمدة 30 عاما.