الصين تبحث عن كوكب يصلح للحياة البشرية..وأمريكا تحذر
في ظل نشاط الصين الملحوظ في السنوات الأخيرة في تطوير برنامجها الفضائي الخاص، وتطوير المركبات والصواريخ الفضائية والأقمار الصناعية، أعلنت مؤسسة علوم وتكنولوجيا الفضاء الصينية «CAS» أنها تنوي إطلاق برنامج للبحث عن كواكب صالحة للسكن خارج حدود المجموعة الشمسية.
وقال مدير المؤسسة وو يانشينغ: "بحلول 2030 ستبدأ مؤسستنا بمهمة دراسة الفضاء البعيد خارج مجموعتنا الشمسية لمعرفة ما إذا كانت هناك كواكب مناسبة للحياة البشرية".
وأضاف "في السنوات القادمة ستنفذ الصين مهام فضائية لاستكشاف كوكبي المشتري وأورانوس، وكذلك استكشاف أطراف نظامنا الشمسي، وبحلول عام 2025 سنطلق مسبارا لاستكشاف الكويكبات القريبة نسبيا من الأرض".
وأشار رئيس المؤسسة إلى "أن الصين في السنوات الـ 15 القادمة ستنفذ مهمة فضائية لتسليم عينات من كوكب المريخ إلى الأرض، وبحلول عام 2028 بناء الهيكل الأساسي لمحطة دولية على سطح القمر، كما يعمل الخبراء الصينيون أيضا على تطوير صاروخ فضائي فائق الثقل سيكون قادرا على نقل ما يصل إلى 150 طن من البضائع إلى المدارات القريبة من الأرض".
ويعمل علماء الفلك في الصين على مشروع يهدف لدراسة المريخ والكويكبات والأجرام السماوية، ومن المفترض البدء بدراسة سطح المريخ في الفترة ما بين 2020 و2025، كما تم استكمال تشكيل المحطة المدارية الصينية والتي يفترض أن تبدأ مهامها بشكل رسمي، وتستعمل للأبحاث الفضائية.
ومنذ أيام قليلة، أعلن رئيس مؤسسة "روس كوسموس" الروسية يوري بوريسوف أن المؤسسة وقعت مؤخرا اتفاقية مع الصين بشأن العمل المشترك في إنشاء محطة قمرية علمية دولية.
وقال بوريسوف: "بعد تحليل مفصل لمنطقة الهبوط على سطح القمر بواسطة المركبات الآلية، وأخذ عينات التربة، والبحث عن وجود المياه هناك، سننتقل إلى المرحلة التالية مع الشركاء الصينين لبناء قاعدة قمرية في المستقبل.. ومؤخرا جرى توقيع اتفاقية مع الجانب الصيني بشأن العمل المشترك في هذا المجال".
وكانت مؤسسة "روس كوسموس" وإدارة الفضاء الوطنية الصينية قد قدمتا في يونيو 2021 خارطة طريق لاستحداث محطة قمرية علمية، ووفقا للمعلومات المتوفرة فإن بناء هذه المحطة يجب أن يكتمل عام 2035، وما بين عامي 2026 و2030 يخطط الطرفان لإرسال بعثتين فضائيتين إلى القمر لإرسال البضائع والتجهيزات المطلوبة للمشروع، وما بين 2031 و2035 سيتم نشر البنية التحتية اللازمة على القمر للقاعدة المذكورة، بما في ذلك منظومات اتصالات، ومحطات لتوليد الطاقة، ومعدات وأماكن لإجراء الأبحاث العلمية.
وتبعا للمعلومات المتوفرة فإن البنية التحتية للنقل الخاصة بالمحطة المذكورة ستضم روفرات استكشافية، وروبوتات، ومركبات استكشافية صغيرة لدراسة سطح القمر.
وفي شهر يوليو الماضي، حذر رئيس وكالة الفضاء والطيران الأمريكية (ناسا) بيل نيلسون من برنامج الفضاء الصيني.
وقال نيلسون في تصريحات لصحيفة "بيلد" الألمانية: "يجب أن يساورنا قلق شديد من أن تهبط الصين على سطح القمر، وأن تقول: هذا لنا الآن وأنتم ستبقون خارجه... برنامج الفضاء الصيني هو برنامج فضاء عسكري".
وذكر نيلسون أنه على عكس برنامج "أرتميس" الأمريكي، لا يرغب الصينيون في مشاركة نتائج أبحاثهم واستخدام القمر على نحو مشترك، وقال: "هناك سباق جديد إلى الفضاء - هذه المرة مع الصين".
وردا على سؤال حول الأغراض العسكرية التي قد تسعى إليها الصين في الفضاء، قال نيلسون للصحيفة: "حسنا، ما الذي تعتقد أنه يحدث في محطة الفضاء الصينية؟ إنهم يتعلمون هناك كيف يدمرون أقمارا اصطناعية خاصة بآخرين".
يذكر أن الصين استثمرت المليارات في برنامجها الفضائي وحققت بالفعل بعض النجاحات، وكانت أول دولة تهبط بمركبة فضائية ومركبة استكشاف على الجانب المظلم من القمر.