رئيس التحرير
خالد مهران

د.محمد حمزة يكتب: المؤرخ وأغرب الفتاوى بخصوص أعياد الميلاد

الدكتور محمد حمزة
الدكتور محمد حمزة عميد آثار القاهرة سابقا

 بداية كل عام وجميع الاخوة المسيحيين فى مصر والعالم العربي والإسلامي بل وفي العالم أجمع بخير وسلام بمناسبة
أعياد الميلاد المجيد؛ وندعوا الله سبحانه وتعالى أن يجعل العام الميلادي القادم2023م عاما خاليا من الأوبئة والفيروسات والأمراض والازمات وان يكون عام خير وسعادة وتقدم وتنمية ورخاء وسلام لمصر والمصريين بل وللعالم أجمع في مشارق الارض ومغاربها؛؛ وبعد فلكل امة من الامم ايا كان معتقدها تراثها وثقافتها وحضارتها ونحن نحترم ونقدر ذلك؛ ولكن

 التشكيك وإثارة الشبهات وزلزلة ثوابت الأمة


أ ن يصل الأمر إلى التشكيك وإثارة الشبهات وزلزلة ثوابت الأمة فهذا مالا يجوز علما ومنهجا ومنطقا وعقلا
ولله در القائل وللناس فيما يعتقدون وفيما يعشقون بمذاهب؛؛ وفي الغرب عقب نهاية الحرب الباردة بين
أمريكا والاتحاد السوفيتي المنصرم عام1990م أولا،ثم عقب أحداث 11 سبتمبر عام 2001م ثانيا ظهرت مصطلحات تنال من الإسلام وحضارته وأتباعه ومنها الإسلامو فوبيا والخطر الأخضر الذي حل محل الخطر الأحمر والفاشية الأصولية وصراع أو تصادم الحضارات والمستشرقون الجدد أو المراجعون الجدد وهؤلاء اي المستشرقين أو المراجعين هم من يعنونا في هذا
البوست أو المقال لإنه طفح الكيل منهم وزاد لأنهم باتوا يشككون ويثيرون الشبهات ويزلزلون الثوابت في كل شئ سواء الدين نفسه متمثلا في نبيه ورسوله سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أو في القران الكريم أو السنه النبوية الشريفة المطهرة ولا سيما الصحيحة منها أو في تاريخ الإسلام المبكر نفسه فهو اي الإسلام صنيعة العباسيين مما يعني أن 150سنة السابقة على العباسيين وكأنها لم تكن وهذا ما سوف نعود إليه ونفنده تفصيلا بالأدلة المباشرة وغير المباشرة في
مناسبات لاحقة إن شاء الله تعالى؛ أو في الإسهامات والإنجازات العلمية والثقافية فضلا عن الشخصيات والرموز التاريخية عبر مسيرة الحضارة الاسلامية خلال 15قرنا من تاريخ الحضارة الإنسانية؛؛؛ ومن جهة أخرى صدروا لنا أن أزمة العالم المعاصر مصدرها الإرهاب الإسلامي والفكر المتطرف الإسلامي ومن هنا أخذوا من جهة يدعون وينادون بالديانة الابراهيمية الجديدة وهو ما تحدثنا عنه سابقا ومن جهة أخرى لجأ الحكام ومن يطلقون على أنفسهم التنويريين الجدد أو أصحاب الفكر
الحر منذ أواخر القرن 19م وحتى الآن إلى الدعوة إلى تجديد الخطاب الديني وهو ما تحدثنا عنه من قبل أيضا ؛؛؛ ونسي هؤلاء أو تناسوا أن يطلبوا وان يدعوا أنفسهم هم إلى إعمال العقل السليم وتجديد الفكر عندهم هم اولا ( يراجع في ذلك آراء مجموعة معهد إنارة بالمانيا وما صدر بالانجليزية والفرنسية لباتريشيا كرون ومايكل كوك ودان جبسون ومارتن هيندز وكريستوف لوكسنبرج وغيرهم) قبل أن يطلبوه منا نحن الشرقيين؛ بل على العكس فإنه مع إنشغال الشرقيين منذ عدة

تجديد الخطاب الديني والفكر العربي


عقود من المحيط إلى الخليج بقضايا تجديد الخطاب الديني والفكر العربي؛ قاموا اي الغربيين بتأسيس المعاهد والمراكز البحثية فضلا عن الجامعات وقدموا لها الدعم المادي غير المحدود لهدم الإسلام وتاريخه بدعوى التنوير والفكر الحر مع إستقطاب عناصر عربية من المشرق والمغرب على السواء لتبني هذه الأفكار ونشرها عبر الكتب والبحوث والدراسات والندوات والمؤتمرات ووسائل الإعلام المختلفة وآخرها وسائل التواصل الاجتماعي من خلال صفحات الفيسبوك وقنوات اليوتيوب ومن بين هؤلاء المستقطبين محمد المسيح ورشيد ايلال ورشيد حمامي وحامد عبد الصمد ووفاء سلطان وهالة وردي ومالك مسلماني؛ كما دخل في هذا الخط بعض أصحاب الديانات الأخرى من اليهود والمسيحيين بل وبعض الملحدين واللادينيين وغيرهم ولايعنينا كون هؤلاء وآؤلئك أصحاب ديانات سماوية أو لاينتمون لأي دين فهم احرار فيما يؤ منون ويعتقدون
ولكن ما يعنينا هو المنهج الذي يتبعونه وهل هو منهج علمي سليم ام منهج وفق الأهواء والعنصرية واللا موضوعية وهذا المنهج الأخير هو النهج الذي يسيرون عليه وهو ليس من العلم في شئ وقد سبق أن قمنا بالرد العلمي على العديد من فتاويهم غير العلمية سواء لهم أو لاساتذتهم الغربيين أو لانصارهم من الشرقيين ومنهم كريستوف لوكسنبرج وسامي الديب وومحمد المسيح ورشيد حمامي والقمص زكريا ويوسف زيدان وسيد القمني وفاضل ربيعي وخزعل الماجدي وفراس السواح وخالد منتصر وإبراهيم عيسي وإسلام بحيري؛ واليوم إليكم أغرب الفتاوى في نهاية السنة الميلادية2021م وبداية السنة الميلادية الجديدة 2022م وتلك الفتوى تتعلق بتفسير سورة القدر( ترتيب النزول رقم25وترتيبها النهائي رقم97) إذ يفسرها كريستوف لوكسنبرج وفقا للقراءة السريانية ان المقصود بالقدر هو الميلاد ونجم الميلاد وعيد الميلاد نفسه؛ وآن الشهر هوالسهر بالسريانية مما يعني أن صلاة ليلة القدر خير من ألف صلاة في السهر اي بالليل؛ على حين يرى صوما غبريال إنه ا تعني إن صلاة ليلة الظلمة خير من ألف صلاة في الليالي المقمرة؛ وتستمر أغرب الفتاوى فيقول لوكسنبرج وفي تفسيره لقوله سبحانه وتعالى من كل أمر إن امر هي بالسريانية ممرا وتعني الاناشيد الكنسية وان موضوع هذه الاناشيد الأساسي هو نشيد الملائكة (المجد لله في الأعلى والسلام في الأرض) والسريان يحتفلون بالقداس عند الفجر وليس في منتصف الليل ويعرف هذا القداس بالذبيحة الإلهية على القداس المسيحي؛ ولذلك جاء بالسورة سلام هي حتى مطلع الفجر وبالتالي فإن تفسير هذه السورة على هذا النحو دليل على ليلة عيد الميلاد إبتداء من القدر (نجم الميلاد) ونهاية بالسلام اي نشيد الملائكة عند مطلع الفجر؛؛ وبالتالي فإن كل ماورد حول اسباب النزول وتفسير المفسرين القدامى لا اساس له من الصحة لأنهم يجهلون السريانية وهي اللغة التي يجب أن نبحث فيها عن أصول الكلمات والالفاظ غير المفهومة في العربية؛؛؛

آين علماء الأزهر الشريف؟

 وهناك بحثا مطولا بالفرنسية لكريستوف لوكسنبرج حول هذا التفسير؛ وحلقة مع من يطلق على نفسه نبي اخر الزمان المدعو سامي الديب على قناته؛؛ وبعد فلماذا هذا السكوت وذلك الصمت الرهيب من علماء الدين والتاريخ والحضارة والآثار في وطننا العربي علي أمثال هذه الفتاوى الغريبة وتلك الخرافات والخزعبلات غير العلمية وغيرها مما لاعلاقة له بالمنهج العلمي وقواعده السليمة المعروفة؛؛؛ ولماذا تتبنى وسائل الإعلام المصرية والعربية هذا التوجه بإستضافة المؤيدين والمناصرين لهذا التوجه المريب في هذا التوقيت بالذات؛؛ وآين علماء الأزهر الشريف وعلى رآسهم شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب؛؛؛ وآين علماء وزارة الأوقاف؛؛ وآين علماء اللغة العربية واللغات السامية في كليات الآداب ودار العلوم؛؛ وآين علماء الآثار والتاريخ والحضارة الإسلامية؛؛ وآين علماء الدين المسيحي واليهود وردهم العلمي الموضوعي على أمثال هذه الفتاوى الغريبة والقاصرة والتي إذا اجازها البعض منهم لأنها تتفق مع أغراضهم وأهدافه؛ فلماذا لا يتم الاخذ بكل ماورد في القرأن الكريم عن اليهودية والمسيحية؛؛؛ والخلاصة فإنه لايجوز التدخل في معتقدات الأمم باي شكل من الأشكال ولا بأي صورة من الصور لإنه لو فتح هذا الباب على مصراعيه فلن يستطيع احد ان يغلقه؛؛ فليبقي أصحاب اي دين على معتقدهم دون إثارة للشكوك والشبهات وزلزلة للثوابت الدينية حتى يوم القيامة لإنه في هذا اليوم وليس قبل ذلك سوف يحسم الخالق الاعظم وحده هذا الخلاف بين الناس جميعا فاليوم نحكم ( اي الله سبحانه وتعالى)