رئيس التحرير
خالد مهران

حكايات مأساوية.. تحديات الموت تغزو المدارس وتهدد حياة الطلاب

تحديات الموت تغزو
تحديات الموت تغزو المدارس وتهدد حياة الطلاب

 - تحدى «ارمى صاحبك» حوَّل الطالب أحمد خالد إلى قعيد بعد إصابته بقطع  فى النخاع الشوكى 
- رعب وهلع.. روح تشارلى تحضر فى حمامات إحدى مدارس البنات وتفقدهن صوابهن

- طالبات مدرسة المستقبل بإمبابة قدمن دماءهن قربانا لروح تشارلى
2008 أول ظهور لتحدى تشارلي فى العالم.. ويعتمد على تقديم الدماء قربانًا للشيطان
- تحدى كتم الأنفاس يعتمد على الضغط على القفص الصدرى لمدة دقائق

 

مأساة الطالب خالد، الذي أصيب بالشلل جراء خوضه أحد تحديات الـ«تيك توك»، أعادت إلى الأذهان تحديات الموت التي غزت المدارس، وأسر الطلاب، للدرجة التي جعلتهم لا يفرقون بين المخاطر والمغامرة المشروعة، فلم تكن مأساة خالد الأولى، ورغم مطالبات المختصين وبعض أعضاء مجلس النواب بحظر الـ«التيك توك»، والتحذير من مخاطره، إلا أن هناك تسارعا رهيبا في خلق تحديات جديدة على فترات متقاربة، ويدفع الطلاب ثمنها.

ارمي صاحبك

لم يكن  يعلم الطالب أحمد خالد، بمدرسة النيل الدولية بالعبور، أن القدر يخبئ له كارثة، وأن يوم 8 ديسمبر الجاري، سيكون تاريخًا أسودًا بعدما شهد مأساة إصابته بشلل جراء خوض تحدي «القفز إلى أعلى» أو «ارمي صاحبك»، المنتشر على تطبيق «تيك توك».

مأساة أحمد خالد أزاحت الستار عن ما يفعله الطلاب خلف أسوار المدارس، والذي لم يكن العام على علم به، لا سيما تحدي «القفز إلى أعلى»، والذي استشرى في المدارس بين الطلاب، إلا أن ما أحدثه ذلك التحدي في ابن الـ13 عامًا، من كسر في فقرات الرقبة والعمود الفِقري، وقطع بالنخاع الشوكي، كشف حجم الكارثة التي تهدد الطلاب.

يعتمد تحدي «القفز إلى أعلى» أو «ارمي صاحبك»، على أن يُلقي مجموعة من الأصدقاء زميلهم إلى الأعلى بعد حمله بين أيديهم، على أن يتركوه فجأة ليسقط هاويًا على الأرض، لقياس قوة تحمله، ويفوز في حالة عدم تعرضه لأي ضرر.

الطالب خالد ضحية تحدي "ارمي صاحبك" أثناء اللعب

الطبيب الذي استقبل «أحمد» في حالة يُرثى لها، دوَّن تفاصيل الحالة على حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، آسفًا على ما حدث لطفل في مقتبل عمره، مُحذرًا الطلاب وأولياء الأمور من تحديات «تيك توك»، التي سيطرت على الطلاب.

ودوّن أخصائي جراحة العظام والمفاصل، بيشوي نجيب، تفاصيل حالة «أحمد»، قائلًا: «شوفت حادثة من أسوأ الحوادث اللي شوفتها، ده ولد عنده ١٣ سنة جاي المستشفى مش بيتحرك تمامًا وبعد الفحص وعمل الأشعة تبين أن الولد اتشل».

وكشف إصابة «أحمد»، بكسر في الفقرات العنقية وضغط شديد على النُخاع الشوكي، وقال: «بنسبة كبيرة الولد هيتحسن، ولد 13 سنة اتشل، بسبب هزار سخيف، متخيلين احنا وصلنا لإيه! ربنا يكتب له الشفاء».

فور انتشار القصة، تداول رواد السوشيال ميديا، مقطع فيديو يُظهر «أحمد» وزملاءه، أثناء خوض التحدي، وأظهر سقوط الطالب من على ارتفاع بعيد بعدما قذفه أصدقاؤه إلى الأعلى، ليسقط هاويًا على رأسه.

تحضير روح تشارلي 

بنفس التاريخ كانت مدرسة المستقبل الإعدادية بنات في إمبابة، تشهد واقعة مأساوية أخرى، بطلها تحدي «تشارلي»، وفيه يستحضر القائم به روح طفل، للعب معه.

انكشف أمر لعبة تشارلي، بعد نقل طالبة من المشاركات في التحدي إلى المستشفى، جراء إصابتها بحالة هياج عصبي، بعدما حاولت استحضار روح تشارلي، وتقديم دمائها قربان، ما أدى إلى حدوث حالة من الهلع بين الطلاب وأولياء الأمور.

تعود بدايات ظهور تحدي «تشارلي» إلى عام 2008، ومن ثم توارى مرة أخرى، وعاود الانتشار ثانية في العام 2015 على منصة التغريدات المُصغرة «تويتر»، وبلغ عدد مرات البحث عنه آنذاك، أكثر من 1.6 مليون مرة.

مرة أخرى أطلت لعبة «تشارلي»، عبر منصة الـ«تيك توك»، وتفاعل معها الطلاب داخل المدارس، الأمر الذي يشكل خطرًا كبيرًا عليهم، ورغم التفشي السريع لتحدي «تشارلي»، إلا أنه يصعب تحديد منشأه، ولكنه كان منتشرًا داخل المدارس التي تتحدث الإسبانية، حسب الموقع الإلكتروني لجريدة واشنطن بوست.

تحدي تشارلي

تحدي تشارلي يعتمد على التواصل الروحاني، مثل لعبة «ويجا»، وهو أحد الطقوس المكسيكية القديمة، ويشترط أن يكون الخائضون للتحدي من الأطفال أو المراهقين، لاستحضار روح طفل يُدعى «تشارلي»، للإجابة على عدد من التساؤلات التي يطرحونها عليه، على أن تكون الإجابة بـ«نعم» أو «لا».

ويستخدم اللاعبون المشاركون في تحدي «تشارلي»، قلمين رصاص، على أن يتم وضعهما فوق بعضهما كعلامة، على ورقة مدوّن عليها كلمتين «نعم» و«لا»، ويحيط بهما مربع مقسم إلى أربعة أقسام ومكتوب على كل جزءٍ منها كلمتين «نعم» و«لا»، موزعة بالتساوي.

وينادي المشاركون في تحدي «تشارلي»، على روح «تشارلي»، بعبارات، «تشارلي هل أنت هنا» أو «تشارلي هل يمكننا اللعب»، ومن ثم الانتظار حتى تبدأ الأقلام بالتحرك، ويقوم اللاعب بعدها بطرح الأسئلة، ويتولى «تشارلي» الإجابة من خلال تحريك القلم إلى إحدى الإجابات إمّا «yes» أو «no».

تحدي كتم الأنفاس

20 أكتوبر الماضي انتشر بين الطلاب تحدي «كتم الأنفاس»، أيضًا تحدي قاتل، عبر منصة «تيك توك»، وسرعان ما انتشر كالنار في الهشيم في مختلف المدارس، وبدأ الطلاب ورواد السوشيال ميديا يتداولون مقاطع فيديو وصورا، تُظهر خوض الطلاب داخل المدارس لهذا التحدي الخطير.

لم يمر سوى أسبوع واحد، وبدأت ضحايا تحدي كتم الأنفاس أو ما يطلق عليه تحدي الموت، تتساقط، وشهدت مدرسة السرو الإعدادية بنات بدمياط، اختناق 9 طالبات بعد خوضهن لذلك التحدي، وتم نقلهن إلى المستشفى.

تحدي كتم الأنفاس (لعبة الموت)

ويعتمد تحد كتم الأنفاس، على كتم أنفاس المشاركين به لمدة دقائق، لقياس قوة تحَمُل المشاركين على كتم أنفاسهم، من خلال الضغط على القفص الصدري للمشارك بقوة، وبشكل تدريجي يقلل دخول الأكسجين للرئتين والمخ حتى الوصول لحالة الإغماء للشعور بالموت ثم العودة للحياة، ويتم تصويره وبعدها يقومون بإفاقته، وفي حالة تحمل فإذًا هو فائز بالتحدي، أما في حالة سقط مغشيًا عليه، فقد خسر.  

الإغماء كان مصير السواد الأعظم من المشاركين في تحدي "كتم الأنفاس"، في حين أصيب البعض بتوقف عضلة القلب ومن ثَم الموت.