رئيس التحرير
خالد مهران

تأثيرات نفسية واجتماعية..

أسرار استخدام «تيك توك» كوسيلة حرب الجيل الخامس لهدم المجتمع المصرى

 أسرار استخدام «تيك
أسرار استخدام «تيك توك» كوسيلة حرب الجيل الخامس لتدمير مصر

- طبيب نفسى: الطالبة التى خاضت "تشارلى" ربما تكون من الشخصيات الإيحائية

- خبير تربوى: الدولة غير قادرة على منع الـ«تيك توك» ومطالب البرلمان بحظره مستحيلة

- نفسانى: تحديات التيك توك يمكن أن تنشط الجين الوراثى للأمراض النفسية لدى لاعبيها
- استشاري طب نفسى: لا يمكننا تكذيب الطالبة وبنسبة واحد بالمليون نجحوا فى تحضير الأرواح

- دكتور نفسى: طلاب المدارس مراهقون يبحثون عن ألعاب للتشويق والإثارة وإبراز إمكانياتهم

- «حمزة»: لم يعد هناك أخلاق ولا عادات وسلبيات المجتمع المصري معروضة على التيك توك

 

تهافت الطلاب على خوض تحديات الـ«تيك توك» القاتلة، أثار الشكوك لدى بعض المختصين بشأن أن ما يحدث لم يكُن على سبيل الصُدفة، وإنما هي خطوات مدروسة في إطار حروب الجيل الخامس لتدمير الشباب، كما يثير تساؤلات بشأن الأسباب النفسية لإقبال الأطفال والمراهقين على خوض تلك التحديات الخطرة؟ وما التأثير النفسي الذي تحدثه بهم؟

إثارة وتشويق

«طلاب المدارس سواء على وجه التحديد مرحلتي الإعدادية والثانوية، مراهقين يبحثون عن ألعاب بها نوع من التشويق والإثارة، وإبراز إمكانياتهم وقدراتهم وإنهم أفضل من غيرهم، حتى وإن كانت لها أضرار أو أدت للموت»، بهذه الكلمات بدأ استشاري الطب النفسي، الدكتور جمال فرويز حديثه مع «النبأ الوطني».

ويكشف استشاري الطب النفسي، أن تحديات الـ«تيك توك» لها بعض الأضرار النفسية، ولكن في حالة واحدة أن يكون الشخص أو الطالب الذي يلعب الألعاب أو التحديات، لديه جين وراثي لأي مرض نفسي، فعندما يلعب لعبة مثل لعبة «تشارلي» لتحضر الأرواح، في حالة حدث أي تحرك وأصيب الشخص بتوتر شديد أو رُهاب، ينشط لديه الجين المَرَضي، فيما عدا ذلك تُسبب التحديات القاتلة من الناحية النفسية، الشعور بالقلق أو التوتر، ولكن 99% لا يعدو الموقف بالنسبة لهم سوى طُرفة مُسلية وتطوى في ذاكرة النسيان. 

التلاميذ في المراحل التعليمية الأولية أصبحوا مشوهين ليس لديهم انتماء أو هوية أو ولاء للوطن وبالتالي أصبح الطالب كارها لكل شيء.

ويختتم «فرويز» حديثه لـ«النبأ»، بالإشارة إلى الشخصيات الإيحائية التي تشعر بالأشياء بمجرد تهيئتها لحدوثها، معتبرًا أن الطالبة التي خاضت تحدي تشارلي ربما تكون من هذا النوع من الشخصيات، مُضيفًا أنه بنسبة واحد بالمليون أن تكون هناك أرواح حضرت بالفعل، ولكن لا يُمكننا تكذيب الطالبة، فمن الوارد أن يكن نجحن في استحضار الروح وهنا مكمن الخطورة.

الدكتور جمال فرويز

التوعية هي الحل

«الألعاب الإلكتروني باتت منتشرة جدًا وتؤثر بصورة سلبية على الطلاب في جميع المراحل التعليمية، ولذلك لا بد أن يكون هناك وقفة، من خلال المسؤولين»، بهذه الكلمات بدأ الخبير التربوي، الدكتور مجدي حمزة حديثه مع «النبأ الوطني».

تحديات التيك توك القاتلة، بدأت تغزو المدارس المصرية بكثافة، لا يجوز بأي حال من الأحوال نفي وزارة التعليم، وجود الوقائع الكارثية المتعلقة بتلك التحديات المنتشرة بين الطلاب، حتى وإن قام بتجربتها طالب واحد فقط، لا بد أن تأخذ الوزارة الموضوع على محمل الجِد، وعدم التهوين أو التهويل أيضًا، وفقًا لمجدي حمزة.

ويضيف، أنه لن يُمكن القضاء على تلك الظواهر، من خلال قرار، ولكن لا بد من التوعية ونشر الوعي بخطورة تلك التحديات من خلال إقامة ندوات في المدارس، على أن تقوم الصحافة والإعلام بدورهم في كشف مساوئ تلك التحديات وخطورتها، حتى يكون لدى أولياء الأمور صورة حقيقة عن التأثيرات السلبية لها.

99%

من الحالات المتعرضة لتحديات الـ«تيك توك» القاتلة لا يعدو الموقف بالنسبة لهم سوى طُرفة مُسلية وتطوى في ذاكرة النسيان.

وسيلة لهدم المجتمع

ويرى «حمزة» أن الحديث عن حظر تطبيق التيك توك أمر غير منطقي بالمرة، بدليل أن مطالب حظر المواقع الإباحية لم تتحقق، وذلك لأن عملية الحظر صعبة للغاية، لاسميا، وأننا في زمن العولمة وانفتاح الدول، مُشيرًا إلى أن صعوبة حظر تطبيق الـ«تيك توك» تكمن في عدم امتلاك بديل محلي يمكن فلترة محتواه، مثلما يحدث بالتطبيقات البديلة المنتشرة داخل الصين فقط والأمر ذاته في روسيا.

ويقول الدكتور مجدي حمزة، إن الدولة غير قادرة على منع الـ«تيك توك»، ولذلك مطالب البرلمان بحظره صعبة، إن لم تكن مستحيلة، ولكن السؤال الأهم أنه في حالة قدرة البرلمان على إصدار قرار بحظره، هل سينجح في إقناع المصريين من عدم الدخول عليه، وهل هناك ضمان بأنه لا يوجد تطبيق آخر أكثر خطورة منه؟

ويعتقد، أن الـ«تيك توك» الوسيلة الأولى لهدم المجتمع المصري، والقضاء على السلوكيات الإيجابية، وظهور كل شيء سلبي منافي للأخلاق والدين، وبات وسيلة قادرة على التأثير السلبي في المجتمع المصري، خصوصًا للطلاب والتلاميذ في عمر صغير، والذين بات لديهم إدمان لتطبيق التيك توك، مؤكدًا أنه ونظائره من التطبيقات السلبية الأخرى، يعدون إحدى وسائل الجيل الخامس من الحروب، البعيدة عن الأسلحة النووية والذرية وغيرها، بل هو سلاح استطاع اختراق المجتمعات العربية، للفتك بالهوية العربية والمصرية على وجه التحديد، في إطار مخطط عالمي.

الدكتور مجدي حمزة

سلبيات وجيل مشوه

ويضيف الدكتور مجدي حمزة: «لم يعد هناك أخلاق ولا عادات أو تقاليد، وباتت كل سلبيات المجتمع المصري معروضة على التيك توك، ونتيجة ذلك خلق إنسان مشوه، لدرجة أن التلاميذ في المراحل التعليمية الأولية أصبحوا مشوهين، ليس لديهم انتماء أو هوية أو ولاء للوطن، وبالتالي أصبح الطالب كاره لكل شيء وفقط يريد العيش في العالم الافتراضي الذي صُنع له، ولم تستطع الدولة السيطرة عليه».

دور الآباء والأمهات في التصدي للتيك توك أهم من دور الدولة، ولذلك لا بد من التوعية المكثفة وتقديم محاضرات لهم للتصدي لمخاطر التطبيقات الإلكترونية.

ويختتم «حمزة» حديثه لـ«النبأ»، بالتأكيد على أن دور الآباء والأمهات في التصدي للتيك توك أهم من دور الدولة، ولذلك لا بد من التوعية المكثفة وتقديم محاضرات لهم للتصدي لمخاطر التطبيقات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، مُضيفًا أن الدول العربية هي الوحيدة التي تسمح للطفل منذ عمر العامين بالتعامل مع الهاتف المحمول، وأنه من المفترض أن يبدأ الطفل الحصول على هاتف محمول بدءًا من عمر 12 عامًا، خصوصًا وأن المصريين يستخدمون كل وسائل التكنولوجيا الحديثة استخداما خاطئا، وبات الشعب المصري مسخًا دون هوية، في الوقت التي تسعى فيه الدول الأخرى للتمسك بهويتها.