«مسلسلات العائلة» تجتاح الفضائيات.. محاولة جمع شمل الأسرة المصرية أم موضة سخيفة؟
شهدت الفترة الأخيرة، انتشار نوعية معينة من الأعمال الدرامية بكثرة، على مختلف القنوات الفضائية، وهي التي تندرج تحت إطار «مسلسلات العائلة»، وتمزج بين الطابع الاجتماعي والكوميدي.
فـ منذ حقق مسلسل «أبو العروسة»، الذي كان يعرض على قناة Dmc، نجاحًا ملحوظًا على الساحة الفنية، بأجزائه الثلاثة، بدأ عدد كبير من المنتجين يتجهون إلى تقديم مسلسلات جديدة، تسير على الخطى نفسه، وكأنه وضع لهم الأساس الذي يسيرون عليه.
ومع انطلاق الموسم الشتوي، استقبل الجمهور حوالي 5 مسلسلات، تناقش العديد من القضايا الأسرية، بطريقة بسيطة هادئة، في محاولة من صناعها لإعادة لم شمل الأسرة المصرية أمام التلفزيون، كما كان الحال قديمًا.
لكن اللافت للنظر أن كل هذه المسلسلات جاءت متطابقة، إلى حد كبير، في الأفكار والمشكلات، حتى أن أغنيات التتر لهم، كانت متشابهة بشكل ملحوظ، وهو الأمر الذي لم يلق قبولًا بين فريق عريض من المشاهدين، وأعربوا عن سئمهم منه، فيما نالت إعجاب وإشادة فريق آخر.
وهذه المسلسلات هي: «العيلة دي» للفنانة وفاء عامر، ومحمد ثروت، وإسماعيل فرغلي، ونور إيهاب، ومسلسل «إيجار قديم» للنجم شريف منير، وصلاح عبدالله، ومحمد الشرنوبي، وفيدرا، وميمي جمال، ومسلسل «أعمل إيه» للفنان خالد الصاوي، وصابرين، وصبري عبد المنعم، ومسلسل «وبينا معاد» للفنانة شيرين رضا، وصبري فواز، ومسلسل «جروب العيلة»، للفنانة سميحة أيوب، والمقرر عرضه قريبًا.
من جانبه، قال الناقد الفني طارق الشناوي لـ«النبأ»، إن هذه المسلسلات لاقت ردود أفعال قوية بين الجمهور، بسبب تشابه أحداثها مع ما يدور داخل البيوت المصرية العادية، مضيفًا أنها جاءت في الوقت الذي مل فيه الجميع من الأعمال التي تعتمد على الأكشن والإثارة والعنف.
وأضاف أن «مسلسلات العائلة» كانت رائجة في الفترة الزمنية منذ نهاية الأربعينيات وحتى الستينيات، وأنها عودتها، مجددًا، أعاد زمن الأسرة الجميلة التي افتقدناها مؤخرًا.
كما أشار إلى أن ازدياد هذه المسلسلات ليس أمرًا سيئًا، ما دام أنها مقبولة من الجمهور.
ولفت إلى أن مثل هذه المسلسلات، التي كانت تعرض قبل سنوات طويلة، ما زال لها جمهورها وعشاقها حتى الآن، ومنها: «لن أعيش في جلباب أبي»، و«عائلة الحاج متولي»، و«ساكن قصادي»، و«أبنائي الأعزاء شكرًا»، و«عائلة ونيس» بأجزائه السبعة، وغيرها.
على النقيض، أكد الناقد عمرو الكاشف أن هذه الدراما التي تحمل اسم «دراما العائلة» أصبحت موضة سخيفة، وأن تكرارها بهذه الصورة وفي نفس الوقت، يدل على فقر الأفكار واستهلاكها.
وأشار إلى أنها كلها تدور حول نفس القضايا؛ كمشكلات الجيران، والزواج، والطلاق، وتربية الأبناء، وعلاقتهم بالآباء، مشددًا على ضرورة التجديد فيها، حتى لا ينبذها المشاهدين.
وأكد «الكاشف» على أن ازدياد الأمر عن حده الطبيعي، يجعله ينقلب إلى العكس، موضحًا أن التدفق السريع في الأفكار، الآن، يستوجب تقديم نوعيات مختلفة وعديدة من المسلسلات، وليس التركيز على نوع واحد منها.