الخارجية الإيرانية تكشف عن تطور مهم في العلاقات بين طهران والقاهرة
كشف ناصر كنعاني، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إنه تم عقد حوار عابر بين وزير الخارجية الإيراني والرئيس عبد الفتاح السيسي على هامش قمة بغداد 2 في الأردن، وأنه كان حوارا إيجابيا وعبرعن رغبة الجانبين في الحوار، لافتا إلى أنه تم إجراء مفاوضات قنصلية بين البلدين وتم الاتفاق على استمرارها لحل القضايا العالقة بين الطرفين.
وأكد كنعاني، أن "العلاقات الثنائية مستمرة بين البلدين من خلال رعاية المصالح وليس هناك مشكلة بين البلدين لاستمرار الحوار، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء العراقي رحب بالتوسط لعقد لقاءات بين إيران ومصر، قائلا: "ونرحب بهذه المبادرات وأي تحرك إيجابي يؤدي لأجواء إيجابية مع دول المنطقة لا سيما مصر".
وفي ديسمبر الماضي، عبر وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، عن ترحيبه بمقترح لرئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، لبدء حوار مع مصر بوساطة عراقية لتحسين العلاقات معها.
وقال عبد اللهيان، في مقابلة مع وكالة "ميزان" التابعة للسلطة القضائية الإيرانية: "رئيس الوزراء العراقي أبدى خلال لقائي معه على هامش مؤتمر بغداد2 في الأردن، الرغبة بضرورة بدء مباحثات إيرانية مصرية على المستويين الأمني والسياسي، بما يؤدي إلى تعزيز العلاقات بين طهران والقاهرة، وأنا رحبت بفكرته".
وأضاف أن "السوداني سيتخذ إجراءات بهذا الشأن خلال الأسابيع المقبلة"، مؤكدا "سنواصل متابعة هذا الموضوع تماشيا مع دور العراق الإقليمي للمساعدة في تعزيز الحوار والتعاون".
يقول السفيرعزت سعد، سفير مصر السابق لدى موسكو والرئيس التنفيذي للمجلس المصري للشؤون الخارجية، السفيرعزت سعد، إن العلاقات بين مصر وإيران ليست طبيعية، نظرًا لأن هناك عددًا من الملفات التي تقف عائقًا في طريق تطبيع تلك العلاقات، لكن الوساطة العراقية التي يجري الحديث عنها بعد مؤتمر بغداد 2 في الأردن، قد تفتح الباب لبداية المشاورات".
وأكد سعد، أنه من الممكن أن يلعب العراق الدور نفسه لتقريب وجهات النظر كما حدث مع السعودية، لافتا إلى أن التجربة العراقية يمكن الاستفادة منها، وبغداد مؤهلة بحكم علاقاتها الخاصة بإيران بأن تقوم بدور الوساطة في تقريب وجهات النظر بين القاهرة وطهران، مشيرا إلى وجود تطورات إيجابية كبيرة لا يمكن تجاهلها في العلاقات العراقية- المصرية.
وأوضح سفير مصر السابق لدى روسيا، أن «العراق قد يلعب دورًا محوريًا في فتح باب المشاورات بين مصر وإيران، خصوصًا أن القاهرة منفتحة دائمًا على العلاقات بجميع الدول، ما دام أن تلك العلاقات لا تتعارض مع ثوابتها وأمنها القومي، لذا فإن أي تحركات فعلية في هذا الملف تعد بداية لفتح الملفات من أجل التشاور، ويدعم هذا التوجه الخبرة التي اكتسبها العراق في مجال الوساطة بين السعودية وإيران وإن لم يصل الطرفان حتى الآن إلى توافقات نهائية، لكن البحث والتشاور لا يزالان جاريين».