5 أزمات تفخخ التنظيم الدولى للإرهاب من الداخل..
هزائم 2022 VS خطط 2023.. أجندة الإخوان لتفجير المنطقة العربية فى 2023
6 مجموعات تقاتل على منصب «المرشد العجوز» بعد وفاته
كواليس تعيين قيادى من الحرس القديم قائمًا بأعمال مرشد الجماعة
باحث إسلام سياسى: تركيا تناور مصر ببرجماتية شديدة.. وترغب فى تطبيع مجانى
خبير عسكرى التنظيم يمتلك تمويلا عالميا قويا.. ولا يجب أن ننخدع بانقساماتهم الداخلية
يلملم عام 2022 أوراقه استعدادًا لاستقبال عام 2023، ليأبى العام المنصرف المغادرة وأخذ الإذن بالرحيل سوى بعد أن يُلقن جماعة الإخوان المسلمين درسًا تلو الآخر.
فالعام الحالي والمتبقي ساعات قليلة على رحيله أصبح عام الجمود بالنسبة للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان، بالرغم من أن الأسابيع القليل الماضية شهدت تحركات النفس الأخير لـ«الجماعة» في محاولة ومراوغة واضحة لتحريك المياه الراكدة.
لا جدال أن الجماعة تلقنت دروسا قاسية منذ رحيلها عن الحكم في مصر عام 2013، إلا أن عام 2022 كان بمثابة 365 يومًا عجاف على التنظيم الذي مر على أسوأ حالاته التنظيمية والهيكلي، وتستعرض «النبأ الوطني» خلال السطور التالية أبرز الأزمات التي مرت بها الجماعة خلال العام الحالي، وتفتح الملف الأخطر حول تحركات الجماعة وطموحاتها ومخططاتها للعام المقبل 2023.
الخلافات الداخلية
يطل صراع القيادة على تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية، برأسه بين الحين والآخر؛ بحثًا عن إيجاد متنفس و«ورقة توت» أخيرة لإنقاذ رقبة التنظيم من الانهيار خاصة بعدما ظهرت الانقسامات جالية بعد وفاة مرشد التنظيم العجوز إبراهيم منير، علاوة على مخاوف كوادر التنظيم من التقارب المصري مع كل من قطر وتركيا.
فالتنظيم عانى في 2022 من صراعات نارية بين جبهتي لندن وإسطنبول خاصة بعد وفاة إبراهيم منير للتنافس على منصب القائم بأعمال المرشد، والتي وصلت إلى حد «حرب تكسير العظام» محاولًا كل منهما تجهيز الصفوف المنهارة من جديد وإعادة إحيائها والهروب من الخناق الذي يلازمها منذ سنوات.
ما شهدته الجماعة هذا العام يُعد أكبر انقسام في تاريخها لكونه انقساما هيكليا وهو بمثابة أكبر انتكاسة لها
ويرى أحمد سلطان، الباحث في الإسلام السياسي، أن عام 2022 استمرار لمسلسل الإخفاقات والانتكاسات التي تمر بها الجماعة من أغسطس 2020 في أزمة محتدمة على من يتولى قيادة الجماعة، لافتًا إلى أنها وللمرة الأولى في تاريخ الجماعة يكون لها أكثر من مرشد.
وتابع: «هناك مرشد مسجون وهو محمد بديع، وآخر قائم بأعمال المرشد في إسطنبول وهو محمود حسين، وآخر قائم بتسيير أعمال المرشد في جبهة لندن وهو محي الدين الزايط، بالإضافة إلى وجود قائم بأعمال المرشد جرى اختياره ليكون خليفة لإبراهيم منير وهو صلاح عبد الحق من خارج شورى الإخوان ولكنه من القيادات القديمة، والزايط هو بديل مؤقت له».
ويشير «سلطان» إلى أن جماعة الإخوان في عام 2022 انقسمت إلى ثلاث جماعات، وهم: جبهة إسطنبول وجبهة لندن وجبهة المكتب العام، علاوة على مجموعتين وهما تنظيم الإخوان داخل مصر، ومجموعة الذين جمدوا عضويتهم لحين أن ينتهي الخلاف.
وأضاف الباحث في الإسلام السياسي، أن ما شهدته الجماعة هذا العام يُعد أكبر انقسام في تاريخها، لكونه انقساما هيكليا وهو بمثابة أكبر انتكاسة، معقبًا: «قديمًا كانت الجماعة موحدة وتستطيع أن تحافظ على رجالها وقت الأزمات، ولكن الآن كل طرف يدعي أن الطرف الآخر لا يمثل الجماعة، وهذا مكمن خطير يؤدي إلى المزيد من التشظي وأدى إلى تجميد العديد عضويتهم وانسحبوا من العمل التنظيمي بالفعل».
أحلام السيادة
من جانبه يقول اللواء عبد الرافع درويش، الخبير العسكري والمفكر الاستراتيجي، إن الأزمات المتتالية التي تتعرض لها جماعة الإخوان المسلمين لا بد أن ننخدع بها، معقبًا: «التنظيم يمتلك تمويلا عالميا قويا بالإضافة إلى تمتعهم بوحدة الفكر والالتزام بمبدأ السمع والطاعة وهي أمور يجب التركيز عليها جيدًا».
وأضاف «درويش» أنه بالفعل الجماعة الآن منقسمة بين فريقين وتعاني من أزمة عنيفة تتعلق بالتنظيم وهيكلته الداخلية والخلاف على القيادة لكنها أمور سهل تداركها، متابعًا: «الأزمات الداخلية والانشقاقات سهل السيطرة عليها وحلها لأنهم تمت تنشئتهم على مبدأ السمع والطاعة، وتلك المشاكل لم تمنعهم من التمدد في العالم فسطوتهم وقوتهم حتى الآن داخل تركيا وإنجلترا والمغرب موجودة حتى الآن، فالخلاف فيما بينهم على الزعامة أمر داخلي يخصهم ولكن اتفاقاتهم وأحلامهم لسيادة العالم والتمكن من الدول العربية أمر مفروغ منه ولن يختلفوا عليه قط».
وأوضح الخبير العسكري، أن الانقسامات الداخلية لم تمنعهم من السيطرة على عدد من الدول كتونس في وقت من الأوقات والنظام التركي حاليًا.
ملاحقة القيادات
لم يتوقف الأمر عند حد الأزمات والانقسامات الداخلية، بل وصل حجم المعاناة إلى التضييق على ذراع الجماعة الإعلامي، خاصة بعدما صدرت تعليمات من أجهزة أمنية رفيعة المستوى بتركيا إلى قنوات الجماعة المعادية للنظام المصري، بتخفيف حدة الهجوم، بالإضافة إلى ملاحقة البعض منهم واتهامهم بالتورط في أعمال إرهابية وغسيل الأموال.
وفي هذا الشأن، يرى الباحث في الإسلام السياسي أحمد سلطان، أن كل ما يتردد عن ملاحقة الإخوان في تركيا غير دقيق، متابعًا: «هذا لم يحدث، بعض المصادر الإعلامية تتعمد نشر مثل هذه الأمور دون الاستناد لوقائع حقيقية، وهناك مصادر تتلاعب بهذا عن طريق نشر وتسريب معلومات مغلوطة وهذا يخدم الإخوان أكثر من أن يضرهم، يستطيعون أن يقنعوا أتباعهم أن تلك أكاذيب، لا شيء يكشف الجماعة إلا بالحقائق وليس التزييف».
واستكمل حديثه لـ«النبأ»: «إجراء وحيد اتخذ ضد حسام الغمري، والإجراء شمل إيقافه والتحقيق معه بسبب تواصله مع جهات داخل إيران دون إذن من الاستخبارات التركية فقط لا غير، أما بالنسبة لعلاء السماحي ويحيى موسى المطلوبين في مصر، كلفتهما المخابرات التركية أن يدبرا شؤونهما مع إتاحة استمرار إقامتهما في تركيا ولكن دون نشاط يذكر في مهاجمة مصر».
وأوضح الباحث في الإسلام السياسي، أن تركيا تتعامل مع مصر ببرجماتية شديدة وتناور دائمًا، متابعًا: «هي ترغب في تطبيع مجانًا في العلاقات مع مصر وتلعب بورقة الإخوان ولا تنوي التخلي عنها أو تسليمهم لأن لديها موقف سياسي من هذا الأمر».
تركيا تتعامل مع مصر ببرجماتية شديدة وتناور دائمًا وتلعب بورقة الإخوان ولا تنوي التخلي عنها
التضييق على الذراع الإعلامي
وعن ملف البث التلفزيوني والفضائي لقنوات الجماعة، قال «سلطان» إن الإخوان تركز دائمًا على العمل الإعلامي في القارة الأوروبية كبديل لتركيا، معقبًا: «هناك دول عديدة تعمل من خلالها مثل بريطانيا وبالطبع رأينا افتتاح قناة الشعوب التي يعمل فيها معتز مطر وهي قناة إخوانية بالفعل، تتبع مؤسسة مرسي للديمقراطية ويشرف عليها القائم بأعمال مرشد الإخوان بجبهة إسطنبول محمود حسين، كما لديهم قنوات وطن ومكملين والشعوب.
وشكك «سلطان» فيما تردد من معلومات حول إطلاق بث قناة «حراك الإخوانية» من فيتنام، مؤكدًا أن تلك المعلومات خاطئة.
وتابع: «في الواقع الإخوان سيعملون في بريطانيا أو إسبانيا أو فرنسا، وبريطانيا أيسر من ناحية التراخيص ولديها تجربة في العمل من المنطقة العربية في لبنان وفكرت في إعادة الأمر واستئجار استديوهات تابعة لحزب الله في لبنان مع إطلاق قناتي «حرية» و«الشعوب» الجدد، كما أنها لا تنوي العمل من العاصمة الأفغانية كابول ولا تنوي أن ترتبط بحركة طالبان حتى لا يطالها ما يطال طالبان من اتهامات بدعم الإرهاب العالمي، ولكن هي ستظل تعمل من بريطانيا، وإذا حدثت مشاكل ستلجأ لدول أخرى أوروبية سواء إسبانيا أو فرنسا».
التقارب مع تركيا
أما فيما يخص التقارب المصري التركي وإمكانية إتمام مصالحة خاصة بعد مصافحة الرئيس عبد الفتاح السيسي لنظيره التركي أثناء حضور حفل افتتاح مونديال قطر، يقول اللواء عبد الرافع درويش، الخبير العسكري والمفكر الاستراتيجي، إن الإخوان غير قلقين من هذا التقارب، خاصة وأن السلطات التركية تتبنى فكر الجماعة ويسيرون على مبدأ التنظيم الدولي، متسائلًا: «كيف يتخلى النظام التركي عن أحلام الجماعة ومبادئها؟».
وتابع: «إذا أرادت تركيا التقارب مع مصر فكان سيحدث ذلك من سنوات طويلة فلماذا تحولت إسطنبول إلى ملاذ آمن للإخوان ومركز للهاربين من مصر، وحتى الآن لم يحدث أي تقدم في ملف تسليم المطلوبين للعدالة في مصر».