ضمن مشروع مسرح السيرة..
سيرة الشيخ الشعراوي تثير فتنة المثقفين على خشبة المسرح القومي
أثيرت حالة من الجدل، داخل الوسط الثقافي، خلال الساعات القليلة الماضية، عقب إعلان المسرح القومي استعداده لتقديم مسرحية عن سيرة الشيخ محمد متولي الشعراوي «إمام الدعاة» خلال شهر رمضان المقبل 2023.
سيرة الشيخ الشعراوي
وبعد إعلان القومي للمسرح بساعات قليلة، خرج العديد من المثقفين والمهتمين بالمسرح، يهاجمون تحرك المسرح القومي، رافضين فكرة تناول السيرة الذاتية لـ«الشعراوي».
وتقدمت النائبة فريدة الشوباشي، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة إلى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، بشأن إنتاج مسرحية عن الشيخ الشعراوي الذي سجد لله شكرا على هزيمة 67 –على حد وصفها-.
وجاء عنوان طلب «الشوباشي» إحاطة بشأن ضعف أداء وزارة الثقافة في نشر الوعي في وسائل التوعية وتصحيح المفاهيم المشوهة مثل الفنون عامة كالسينما والمسرح والمسلسلات.
وتساءلت «الشوباشي»: كيف يقوم المسرح القومي التابع لوزارة الثقافة بإنتاج مسرحية عن الشعراوي؟، وكيف يمكن توطيد شعور الانتماء الوطني لمشاهدي هذه المسرحية، متابعة: «الشعراوي حرم الفن وأموال الفن، بالإضافة إلى تحريضه على عدم وضع النقود في البنوك لأن فوائد البنوك حرام».
فتنة المثقفين على خشبة المسرح القومي
ودخل على خط الأزمة المخرج محمد العدل، الذي انتقد فكرة تقديم سيرة الشيخ الشعراوي على خشبة المسرح القومي وليس وزارة الأوقاف.
وكتب «العدل» عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» منشورًا قال فيه:«كنت أتوهم وأتعشم أن وزارة الثقافة هي الاستثناء من الاختراق الوهابي، لكني كنت مخطئا، إذا كانت وزارة الثقافة والمسرح القومي يقدمون سيرة الشيخ الشعراوي، خليتوا إيه لوزارة الأوقاف، لقد كان الشعراوي على الشط الآخر من الفن والفنانين، وكان ضدكم وضد ثقافتكم، كان يرفضكم جميعا».
وتابع: «اليوم نعلن انتصار الشعراوي عليكم وعلى ثقافتكم وعلى كل تاريخ معالي وزيرة الثقافة.. فهو بالتأكيد لم يكن مع البالية ولا الأوبرا.. ولا الموسيقى (المعازف) ولا أي فرع من فروع الثقافة.. المسرح القومي يقدم سيرة من سجد شكرًا على هزيمة 67، اليوم نعلن بكل ارتياح هزيمتنا.. ومبروك عليكم ذلك الانتصار».
وبادر الفنان إيهاب فهمي، مدير المسرح القومي، بكشف حقيقة الأمر والتهدئة من غضب المثقفين، مؤكدًا في بيان له، أنه لا يوجد عرض مسرحي لسيرة الشيخ الشعراوي.
وأوضح «فهمي» أن أمسية الشيخ الشعراوي كان مقرر لها أن تعرض لليلة واحد ضمن إمساكية شهر رمضان، معقبًا: «ولكن لجنة القراءة طلبت إعادة الصياغة دراميًا، وتم ذكر أمسية الشعراوي كمثال للأمسيات خلال مؤتمر الإعلان عن خطة البيت الفني للمسرح».
وأضاف مدير المسرح القومي: «في إطار دور المسرح القومي الثقافي والفني، سيتم إطلاق أمسيات ثقافية وفنية تحت شعار السيرة، تستعرض تاريخ القامات المصرية في كافة المجالات بهدف التعريف بتاريخ هذه الرموز وتأثيرها في مسيرة التنوير في مصر عبر التاريخ».
ولفت الفنان إيهاب فهمي، إلى أنه من بين هذه الرموز على سبيل المثال الدكتور أحمد زويل، الأديب العالمي نجيب محفوظ، الفيلسوف زكي نجيب محمود، الإمام محمد عبده، أمير الشعراء أحمد شوقي، الموسيقار محمد عبد الوهاب، الفنان زكي طليمات، الشاعر صلاح جاهين، الشاعر صلاح عبد الصبور، الفنان التشكيلي محمود سعيد، الشاعر فؤاد حداد، وغيرهم».
واعتذر الفنان كمال أبو رية عن بطولة مسرحية إمام الدعاة، على خشبة المسرح القومي بعد عرض عليه دور البطولة
وأوضح «أبو رية» أنه بالفعل تواصل مع الفنان إيهاب فهمي عارضًا عليه دور البطولة وتجسيد شخصية الشيخ الشعراوي، ولكنه اعتذر له عن الدور بسبب انشغاله بتصوير عمل آخر مقرر عرضه في شهر رمضان المقبل.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل انضمت الإعلامية عزة مصطفى، لقائمة المعترضين على تقديم سيرة الشيخ الشعراوي بالمسرح القومي.
ووجهت عزة مصطفى، رسالة نارية لوزيرة الثقافة، قائلة: «فيه ناس بتقدس الشعراوي، محدش بيقدر يجي جنبه وإلا يتقطع، ما الإبداع في الشعراوي عشان تقدمه، عشان نثبت إننا مؤمنين وبتوع ربنا نقدم الشعراوي؟، وهتقدم لي إزاي مشهد صلاة الشعراوي ركعتين حمدًا وشكرًا إن مصر هزمت في 67؟».
وتابعت: «لو أفكاركم ومشاريعكم في 2023 عرض مسرحي عن الشعراوي، محتاجين نعرف ليه الشيخ الشعراوي، هيتقدم على المسرح القومي في رمضان، وبأي زاوية».
وأضافت: «هل هتكون قادرًا على تقديم كل تفاصيل حياة الشعراوي، وكل أفكاره، وما يريد نشره في مصر، هل هتقول إن الشعراوي حرض على قتل تارك الصلاة، وفتاوى الشيخ الشعراوي إنه حرم فوائد البنوك، وما زال مريدو الشعراوي فلوسهم في بيوتهم وليس في البنوك، وتعرضوا للسرقة والخطر، والنصب من المستريحين وفلوسهم راحت بسبب فتواه، هتقولوا إنه حرم نقل الأعضاء، وحرم عمل المرأة، وقال إن الست غير المحجبة من حقها جوزها يشك عيالها منين».
وأردفت: «هتعرضوا رحلة الشعراوي من بداية اتفاقه مع شيوخ الصحراء على نشر أفكارهم السلفية في مصر، وإنه يسيطر على عقول الأرياف؟، الحكاية كانت متقسمة مصطفى محمود يتساب له الطبقة الوسطى والأغنياء، والشعراوي للأرياف».