مذكرات الأمير البريطاني هاري تسلط الضوء على خلافات العائلة المالكة
قال الأمير البريطاني هاري، في مذكراته التي طال انتظارها، والتي بدأ بيعها في إسبانيا قبل الموعد المقرر لطرحها بأيام، إن شقيقه الأكبر ووريث
العرش الأمير وليام طرحه أرضا أثناء شجار بينهما عام 2019 حول ميجان ميركل، زوجة هاري الأمريكية.
كما يحكي هاري (38 عاما) في كتابه "سبير" (الاحتياطي)، كيف توسل هو وشقيقه وليام (40 عاما)، ابنا الملك تشارلز، إلى والدهم كي لا يتزوج كاميلا زوجته الثانية، وأنه تعاطى الكوكايين في سن المراهقة.
وكان من المقرر طرح كتاب هاري في الأسواق في العاشر من يناير، لكن صحيفة الجارديان نشرت مقتطفات مسربة الليلة الماضية وتمكنت وسائل إعلام أخرى من الحصول على نسخ منه باللغة الإسبانية بعد طرحه مبكرا في إسبانيا.
وظهرت بعض تفاصيل الكتاب، أيضا، في مقطع بثته قناة (آي.تي.في) من مقابلة مع هاري ستُذاع لاحقا قال فيها إنه لا يستطيع التعهد بحضور تتويج والده في مايو.
كما تُقدم مذكرات هاري وصفا شخصيا للصعوبات التي واجهها في التعامل مع وفاة والدته الأميرة ديانا والفترة التي قضاها في الجيش، عندما قال إنه قتل 25 من مقاتلي طالبان أثناء الخدمة في أفغانستان، وأيضا خلافاته مع الصحافة.
ولكن أبرز ما كشفت عنه يتعلق بالعلاقة مع عائلته، وهو الأمر الذي ألقى بظلاله على العائلة المالكة البريطانية منذ تنحيه وميجان عن مهامهما الرسمية في عام 2020 للانتقال إلى كاليفورنيا وبدء حياة جديدة.
وكما هو معتاد بالنسبة للعائلة المالكة، أحجم المتحدثون باسم الملك تشارلز والأمير وليام عن التعليق.
وكتب هاري إن شجار عام 2019 حدث في منزله بلندن بعدما وصف شقيقه وليام ميجان بأنها "شديدة المراس" و"وقحة" و"صفيقة".
وكتب هاري عن الواقعة قائلا: "أمسك بتلابيبي ومزق قلادتي وطرحني أرضا".
وتابع يقول "سقطت على صحن طعام الكلب الذي تكسر تحت ظهري وتسبب في جرحي. ظللت مستلقيا هناك للحظة مذهولا ثم نهضت وقلت له أن يخرج
من هنا".
وكتب هاري أن وليام استفزه بعد ذلك لكي يرد له الضربة لكنه رفض ثم عاد وليام بعد ذلك "وبدا عليه الأسف واعتذر" وطلب منه عدم إخبار ميجان بأنه "هاجمه".
وكان الأميران وليام وهاري يعتبران مقربين للغاية بعد وفاة والدتهما ديانا في باريس في حادث سير في 1997. لكن نشب الشقاق بين الشقيقين منذ أن تزوج هاري من ميجان، الممثلة السابقة، عام 2018، ثم تخلى الزوجان عن واجباتهما الملكية.
وفي قسم آخر من الكتاب، يشير هاري إلى أول لقاء له مع كاميلا، التي ألقت ديانا باللوم عليها في انهيار زواجها. ويقول هاري إنه ووليام قبلا بكاميلا لكنهما طلبا من والدهما ألا يتزوجها.
وكتب هاري "على الرغم من حقيقة أن ويلي وأنا طلبنا منه عدم القيام بذلك، مضى والدي قدما. رغم المرارة والحزن اللذين شعرنا بهما مع إغلاق صفحة أخرى من تاريخ والدتنا، أدركنا أن هذا لا صلة له بالأمر".
انتقادات لاذعة
منذ مغادرتهما، وجه دوق ودوقة ساسكس، كما يُعرف الزوجان هاري وميجان رسميا، انتقادات لاذعة للأسرة المالكة والنظام الملكي البريطاني تضمنت اتهامات بالعنصرية التي نفاها وليام نفسه.
وفي مقابلة مع برنامج (60 دقيقة) على شبكة سي.بي.إس، قال هاري إنه "ربما كان متزمتا قبل بدء العلاقة مع ميجان".
وأضاف "لم أكن أرى ما أراه الآن".
وبثت منصة نتفليكس الشهر الماضي فيلما وثائقيا عن الزوجين من ستة أجزاء اجتذب نسبة مشاهدة قياسية من الجمهور، وتجددت فيه اتهامات تضمنت أن وليام صرخ في هاري خلال اجتماع لمناقشة مستقبله.
والانتقاد الرئيسي الذي وجهه هاري وميجان هو أن المساعدين الملكيين لم يرفضوا فحسب الرد على التغطية الصحفية المعادية وغير الدقيقة لكنهم تواطئوا في تسريب قصص سلبية لحماية أفراد العائلة المالكة الآخرين وتحديدا وليام.
وقال هاري في مقطع قناة (آي.تي.في) الذي أُذيع يوم الخميس "لا أعرف كيف سيجعل الصمت الأمور أفضل بأي حال من الأحوال".
وعندما سئل عن سبب انتهاكه خصوصية عائلته، رغم أنه أمر كان يشتكي منه، أجاب "سيكون هذا هو اتهام الناس الذين لا يفهمون أو لا يريدون تصديق أن عائلتي كانت تقدم إفادات للصحافة".
ويأتي عنوان كتابه "سبير" من اقتباس كثيرا ما يُستشهد به في الأوساط الأرستقراطية البريطانية عن الحاجة إلى وريث، وآخر احتياطي.
ويقول هاري إنه تردد أن تشارلز قال لديانا في يوم ولادته "رائع! الآن منحتيني وريثا واحتياطيا، لقد أنجزت مهمتي".
ونقلت صحف عن مصادر لم تسمها هذا الأسبوع أن تشارلز ما زال يأمل في المصالحة مع ابنه.
وتقول صحيفة الجارديان في مقتطفاتها المسربة إن الملك وقف بين ولديه خلال اجتماع صعب في قلعة وندسور بعد جنازة جدهم الأمير فيليب، زوج الملكة الراحلة إليزابيث، في أبريل نيسان 2021.
ونقل هاري عن والده قوله "أرجوكما يا ولديَّ، لا تجعلا سنواتي الأخيرة بائسة".