الذكرى 77 لمولده.. محطات في حياة فيلسوف السلام شيخ الأزهر
تحل اليوم الجمعة السادس من يناير 2023، الذكرى الـ 77 على مولد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.
ربط الإمام الأكبر باتباع ورموز وقيادات الأديان روابط عميقة كانت برهانا على عظمة الدين الخاتم وسموه ورقيه في التعامل مع الإنسان وفق سنة وهدي النبي صلى الله عليه وسلم، فدشن وثيقة للأخوة الإنسانية رفقة الفاتيكان، ودعا إلى الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني ووقف الحروب في أنحاء العالم وفي مقدمتها الروسية الاوكرانية لما يتبعها من تداعيات.
ووصف بابا الفاتيكان البابا فرنسيس خلال كلمته باحتفال اللجنة العليا للأخوة الإنسانية باليوم العالمي للأخوة الإنسانية بالرفيق والأخ حيث قال: "أشكر الإمام الطيب على رفقته في طريق التأمل، وإطلاق وثيقة الأخوة الإنسانية، التي لم تكن أمرا سهلا"، وأضاف: "شهادته ساعدتني كثيرا، لأنها كانت شجاعة".
ونبه بابا الفاتيكان، إلى ضرورة تطبيق بنود وثيقة الأخوة الإنسانية قائلا: "إما أن نكون إخوة أو سينهار كل شيء"، موضحا أن هذا الأمر هو تحدي القرن الذي نعيشه، وأن "الأخوة" تعني الاحترام والاستماع بقلب منفتح، والقبول الصادق، وعلينا ألا نتخلى عنها.
حياة الأمام الأكبر
ولد أحمد محمد أحمد الطيب الحساني، بقرية القرنة التابعة لمحافظة الأقصر في صعيد مصر، في 3 صفر 1365هـ الموافق 6 يناير عام 1946، لأسرة صوفية زاهدة، وبيت عِلم وصلاح، ويعود نسب أسرته إلى سيدنا الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.
نشأ الإمام الطيب، في القُرنة في كنف والده، وحفظ القرآن وقرأ المتون العلمية على الطريقة الأزهرية الأصيلة، والتحق بمعهد إسنا الديني، ثم بمعهد قنا الديني، ثم التحق بقسم العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين بالقاهرة، حتّى تخرج فيها بتفوق عام 1969.
تلقى الطيب العلم في الأزهر على يد كبار علمائه في جميع مراحله التعليمية، وقد حَرصَ منذ صغره على حضور مجالس العلماء والصالحين، وتعلم أصول التربية والسلوك والحكمة في الطريق إلى الله، كما شهد في صغره مجالس المصالحات والمحاكم العرفية التي قادها جده الشيخ أحمد الطيب، ووالده الشيخ محمد الطيب في ساحة الطيب، وعندما بلغ من العمر 25 عاما أصبح مشاركًا ومحققا في مجالس المصالحات وفض النزاعات مع والده وأشقائه، ولا يزال حتى الآن يشارك شقيقه الأكبر الشيخ محمد في هذه المهام النبيلة
هيئات علمية تولى عضويتها
وشغل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، خلال مسيرته العلمية والتعليمية عضوية العديد من الهيئات والمؤسسات، منها:
- عضو المجلس الأعلى لمواجهة الإرهاب والتطرف منذ 23 إبريل 2018 - حتى الآن.
- المجلس الأعلى للشئون الإسلامية
- الجمعية الفلسفية المصرية.
- رئيس اللجنة الدينية باتحاد الإذاعة والتليفزيون.
- عضو أكاديمية مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي مجمع البحوث الإسلامية.
- مقرر لجنة مراجعة وإعداد معايير التربية بوزارة التربية والتعليم.
المسيرة العلمية والتعليمية
وتزخر المسيرة العلمية للشيخ أحمد الطيب بالعديد من الأنشطة العلمية، من أبرزها المشاركة في العديد من المؤتمرات والندوات واللقاءات العلمية المحلية والدولية، ومنها:
المشاركة في المؤتمرات والندوات العلمية
- الملتقى الدولي التاسع عشر من أجل السلام بفرنسا.
- المؤتمر الإسلامي الدولي حول حقيقة الإسلام ودوره في المجتمع المعاصر بالأردن.
- مؤتمر القمة للاحترام المتبادل بين الأديان المنعقد في نيويورك وجامعة هارفارد.
- مؤتمر الأديان والثقافات لشجاعة الإنسانية الحديثة والذي نظمته إحدى الجامعات بإيطاليا.
- مؤتمر الثقافة والأديان في منطقة البحر المتوسط والذي نظمته الجامعة الثالثة بروما.
ـ المؤتمر العالمي لعلماء المسلمين بإندونيسيا تحت شعار رفع راية الإسلام رحمة للعالمين
- المؤتمر الدولي عن ابن عربي في الفترة من 7 - 15 مايو 1997م بمدينة مراكش بالمغرب.
- ندوة بمعهد العالم العربي LIMA في باريس عن التصوف في مصر من 22-29 أبريل 1998م
- مؤتمر الثقافة والسلام في مدينة ليون بفرنسا.
- مؤتمر حوار الأديان في ميلانو بإيطاليا.
المؤتمرات والندوات المحلية
في مسيرة الإمام الطيب مؤتمرات وندوات وجولات يصعب حصرها، ويكفيه أنه كان تفاعل وتجاوب العالم رؤساء وملوك وشعوب منقطع النظير، ولذلك فإننا نقتصر على بعض الندوات التي شارك فيها، منها:
-المؤتمر الدولي الأول للفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم بالقاهرة 20 - 22 من أبريل سنة 1996م
- ندوة كلية أصول الدين بالقاهرة حول قضية تحريف القرآن المنسوبة للشيعة الإمامية، في 1 مايو سنة 1997م.
ـ المؤتمر العالمي للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة، في الفترة من 31 مايو – 3 من يونيو 2001م.
ـ حصل شيخ الأزهر، على الإجازة العالية (الليسانس) في العقيدة والفلسفة من جامعة الأزهر الشريف بتقدير عام جيد جدا مع مرتبة الشرف، وكان ترتيبه الأول على قسم العقيدة والفلسفة عام 1969م.
ـ عُين مُعيدا في قسم العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر في 20 جمادى الآخرة 1389 الموافق 2 سبتمبر 1969، بعد تخرجه بأقل من شهرين حصل على درجة التخصص (الماجستير) عام 1391 / 1971، وعُين مدرسًا مساعدًا في العام نفسه.
ـ حصل على درجة العالمية (الدكتوراه) عام 1397هـ / 1977م، فعين مدرسا في قسم العقيدة والفلسفة، وترقى إلى درجة أستاذ مساعد عام 1402هـ / 1982م، وحصل على الأستاذية في 17 من جمادى الأولى عام 1408هـ، الموافق 6 يناير 1988م.
ـ جمع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب بين تعاليم المنهج الأزهري والانفتاح على الثقافة الأوربية الحديثة، حيث درس اللغة الفرنسية في المركز الثقافي الفرنسي بالقاهرة بعدما تخرج في كلية أصول الدين، وقضى به قرابة خمس سنوات، وكان يعرف الإنجليزية من دراستها في المرحلة الثانوية الأزهرية: 1960 / 1965، وفي الكلية، وترجم عددًا من المراجع الفرنسية إلى اللغة العربية.