مأساة 4 أسر بلا مأوى يعيشون في غرفة بمركز شباب البساتين|فيديو
شهد شارع فايدة كامل بحي البساتين جنوبي القاهرة، حادث انهيار جزئي بعقار يقطنه 4 أسر، نتج عنه إصابة شابين من قاطني العقار بجروح سطحية وكدمات متفرقة بالجسم، تم عمل الإسعافات الطبية اللازمة لهما وتم خروجهما عقب ذلك، وتم إخلاء العقار ونقل السكان إلى مركز شباب بالمعادي الجديدة.
النبأ ترصد مأساة 4 أسر بعد انهيار عقارهم في البساتين
انتقل محرري النبأ الوطني إلى شارع فايدة كامل بمنطقة البساتين، حيث مكان العقار المنهار، وتبين أنه عبارة عن بناء قديم، على النظام البلدي أي مشيد «دون أعمدة»، مكون من 3 طوابق، أسفله محل، وبالدلوف لداخله تبين انهيار سقف الطابق الأول، وبسؤال أحد سكان المنطقة؛ قرر أن العقار «آيل للسقوط» وتم إخلائه من قاطنية ونقلهم إلى مركز شباب بالمعادي الجديدة.
توجه محرري النبأ الوطني عقب التقاط بعض الصور لموقع للعقار، إلى مركز شباب البساتين بالمعادي الجديدة، وتقابلنا بـ«أفراد 4 أسر» عقب نقلهم بواسطة سيارات حي البساتين، إلى المركز وتم وضعهم في غرفة داخل مركز الشباب، وتم توفير بطاطين وفرش لهم لحين الانتهاء من اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة والتحقيقات، وتحديد مصيرهم.
«بقالي 8 أيام مش عارف استحمى ولا اغير هدومي، والبرد قارص جدًا، وبيصفع فينا، احنا 4 أسر مكونيين من شباب وأطفال وكبار سن».. بهذه الكلمات عبر عم «عناني جلال العارف»، في الستينيات من عمره، أحد سكان العقار المنهار جزئيًا والآيل للسقوط الكائن بشارع فايدة كامل في حي البساتين جنوبي محافظة القاهرة، عن مآساتهم عقب قرار من الحي بإخلاء العقار من قاطنيه، وتم نقلهم مؤقتًا إلى غرفة داخل مركز شباب البساتين بالمعادي الجديدة.
ويضيف: لما العقار انهار الجزء السفلي منه، وتم إبلاغ الحي، حضر رئيس الحي على الفور، ومباحث قسم شرطة البساتين، وأخذوا أقوالنا، وعرضونا تاني يوم على النيابة وتم التحقيق في الحادث، ثم نقلونا إلى مركز شباب البساتين، بسيارات الحي، وأحضر رئيس الحي بطاطين وفرش في أول يوم، ومضى علينا 8 أيام، وما زالنا موجودين في المركز، احنا عاوزين حل، بدل النومة الصعبة اللي احنا نايمينها في غرفة فيها 4 أسر.
ويكمل: «أنان مستأجر بقالي 20 سنة، والمحل اللي أسفل العقار كان مغلق، وتم تأجيره منذ فترة قليلة، والمستأجر الجديد كان يرمم المحل ويجدده، وأثناء قيامه بالترميم، حدث الانهيار الجزئي للعقار، والذي بسببه تم إخلاء العقار بالكامل من قاطنيه»، مطالبًا المسئولين بجمع حل لإنهاء مأساة الأسر الـ4، خاصة أن كل أسرة مكونة من 5 أفراد، جميعهم ليسوا أقرباء، ويعيشون جميعًا داخل غرفة بمركز شباب البساتين بالمعادي الجديدة.
ويتابع: احنا محتاجين المسئولين ينقذونا من الأزمة دي، إما من خلال ترميم العقار لنا، أو نقلنا إلى أي شقق تابعة للحي أو المحافظة رحمة بأطفالنا وأولادنا، ورفقًا بكبار السن منا، إذن فيجب على محافظة القاهرة توفير مأوى لنا بأقصى سرعة وإنقاذنا من البرد القارصة.. احنا بشر وليسوا حجر».
أم حسين، سيدة في السبعينيات من عمرها، أحدى سكان العقار المنهار، ولديها شابين، تقول إنها كانت خارج المنزل وعقب عودتها المسكن، وتم تحضير الغداء، فتوجه نجلها الأكبر إلى الثلاجة الموجود في صالة الشقة، لإحضار مياه شرب، وكان نجلها الثاني يغسل يداه، حيث فوجئت بحدوث هبوط للصالة بنجليها، فنظرت للأسفل وجدتهما سقطا عند حدوث انهيار للصالة وسقوطه إلى السفل، لكن بفضل الله ربنا نجاهما، وتبين حدوث إصابتهما بجروح سطحية خفيفة، وكدمات، مؤكدة إنه ا سبق لها وتقدمت بشكوى في قسم شرطة البساتين بسبب مشاكل في العقار، وأيضًا بسبب حدوث تصدعات به، لكن لم يتم حدوث شيئ.
نجل الحاجة أم حسين أحد متضرري العقار المنهار، يقول إن المتضريين 4 أسر وليس 3، الأسرة الرابعة غير موجودة لأن بينهم فتيات ووالدهم سكنهم لدى أحد أقاربه، لخوفه عليهم لأنهم على «وش زواج»، حسب قوله، مؤكدًا أنه مولود بهذا العقار، ووالدته تؤكد أنها تسكن في العقار منذ 50 عامًا، وسبق أن تقدموا بشكوى منذ 3 سنوات بسبب حدوث انهيار بسقف مسكنهم، متهمين أصحاب المنزل بالتسبب في انهيار العقار.
وفي المقابل، نفى أصحاب العقار تسببهم في انهيار العقار، وذكرت زوجة نجل صاحب العقار أنها كانت موجودة برفقة أولادها داخل شقتها لحظة انهيار سقف العقار، نافية تسببهم في حدوث الواقعة.
والتقطت أطراف الحديث ابنة صاحب العقار، قائلة: «أنا سيدة كبيرة، وعمري يتعدى الستين عامًا، وهذا العقار مبني قبل ولادتنا، وجميع السكان هم أهلنا وجيرانا، ولا يمكن أن يكون لنا يد في انهيار العقار»، متسائلة: «هل يعقل أن نتسبب في انهيار العقار ونحن نعلم بوجود أبنائنا وأطفلنا بداخله؟!، هذا لا يعقل، ولكن كل ما حدث هو أن الرجل الذي تأجر المحل كان يرمم في المحل، وفجأة حدث الهبوط.
وتكمل: «البيت بايش بسبب مشكلة في المياه، كل السكان عندهم مشاكل في المياه، احنا شقتنا بتنزل مياه على الساكن اللي تحتنا، والساكن اللي تحتنا شقته بتنزل مياه على الساكن اللي تحته، إذن فيه مشكلة في مياه العقار منذ زمن، وهو الأمر الذي أدى لأن أصبح العقار «بايش» وآيل للسقوط، وجعله لا يتحمل والحمد لله ما حدش اتصاب، لكن هذا هو السبب في حدوث الهبوط المياه فتت سقف البيت كله فوق وتحت».
أم صلاح، سيدة في الخمسينيات من العمر، أحدى سكان العقار المنهار وإحدى المتضررين، تقول: «احنا كلنا أغراب عن بعض، مننا ناس أصلها من محافظة سوهاج، وناس فينا من محافظة قنا، وناس من محافظة الفيوم، والقاهرة، فينا شباب وأطفال وبنات وسيدات وكبار سن، جميعنا بنام بجوار بعض في مشهد غير آدمي، لايرض الله ورسوله»، مضيفة: «أنا سيدة كبيرة في السن ويعتبر مثل والدتهم، ولكن أنا غريبة عنهم وهما أغراب عني، والشرع والدين لا يسمح بهذا الوضع، احنا محتاجين حل سريع ينقذنا من الوضع اللي عايشين فيه ده».
وفي ذات السياق، يقول حي البساتين إنه بناءا على الإشارة الواردة للحي بتاريخ 2 يناير 2023، بأنهيار جزء من العقار رقم 15 بشارع محمد سالم المتفرع من شارع فايدة كامل، توجة عقب ذلك اللواء طارق عابد رئيس حى البساتين لموقع العقار المنهار، وتم إبلاغ قسم شرطة البساتين، وشركة الكهرباء، وطوارئ الغاز لفصل المرافق عن العقار.
وتبين من خلال المعاينة على الطبيعة أن العقار مكون من أرضي وثلاثة طوابق متكررة، والعقار عبارة عن حوائط حاملة، والانهيار عبارة عن جزء من السقف، وتم إبلاغ مدير الإسكان بالحي لسرعة اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
وفي حديث اللواء طارق عابد رئيس حي البساتين مع «النبأ الوطني»، أكد أنه فور إبلاغ الحي تم التحرك فورًا، وتم نقل الأسر الأربعة سكان العقار المنهار إلى المكان المتوفر في مثل هذه الظروف وكان غرفة عبارة عن مسجد بمركز شباب البساتين بالمعادي الجديدة، وفقًا للتعليمات، ولكن في هذه الحالة يتم عمل خيام لكل أسرة، ولكن بسبب البرد القارص والجو شتاء تم توفير هذا المكان ليقطنوا فيه لحين انتهاء التحقيقات، وتم توفير 25 بطانية لهم، والأكل، تم إبلاغ الشئون الجتماعية للتواصل بهم، مؤكدًا أنه يوجد تعويضات للأسر ومشاركة مالية.
ويكمل: في هذه الحالات ليس لدي شقق خاصة بالحي لكي أوفر لهم شقق، ودوري يقتصر على ما فعلته بأن نقلتهم من مكان العقار لوجود خطر على حياتهم، ووضعتهم بمركز الشباب، في مكان آمن على حياتهم، وما حدث في انهيار العقار، نتيجة خطأ منهم وليس للحي علاقة بذلك، لأن المستأجر كان يكسر لكي يوسع فكان يكسر غلط فحدث النهيار لذلك السبب، دون تصريح ومن ثم يحمل الدولة خطأه، فالعقار أصبح في خطورة داهمة على حياة السكان، وتم نقلهم في إيواء مخصص لهذه الحالات، وهذا إجراء وجوبي جبري يجب فعله في التو واللحظة.
ويضيف: وبدوري رئيس حي البساتين؛ أوصل المشكلة إلى اللواء خالد عبدالعال محافظ القاهرة، ولذلك تم عمل مذكرة وتم رفعها إلى المحافظ، والشئون الاجتماعية، والمنوط بها القيام بمساعدة هؤلاء السكان، وتوفير مأوى لهم من خلال المحافظة إذا كانت هناك شقق متوفرة لدى المحافظة.