شبهة تلاعب وقرارات غير مدروسة..
رئيس حزب مصر أكتوبر تكشف لـ«النبأ» كواليس إقالة الدكتور محمد بدران
حالة من الجدل انتابت الحياة السياسية في مصر، خلال الساعات القليلة الماضية بعدما أطاح المكتب السياسي لحزب مصر أكتوبر بالنائب الأول لرئيس الحزب والأمين العام، الدكتور محمد بدران.
وصاحب قرار الدكتورة جيهان مديح رئيس الحزب، بإقالة «بدران» وتعيين اللواء محمود خميس بدلًا منه، حالة من الصخب السياسي في سابقة لم تكن معتادة في الحياة الحزبية، خاصة أن القرار صدر بعد فترة بسيطة من تولي «بدران» مهام «الرجل الثاني» في الحزب.
وبعد لحظات من صدور القرار، قرر المكتب السياسي لحزب مصر أكتوبر، إقالة المهندس وليد عبد الوهاب قوطة، من منصبه كأمين تنظيم الحزب، وتعيين الدكتور محمد جمال حنفي أمين تنظيم الحزب بجانب منصبه كنائب لرئيس الحزب للشؤون القانونية.
جيهان مديح: الدكتور محمد بدران لم يقدم أي شيء للحزب كما كان متوقع
ومن جانبها تحدثت الدكتورة جيهان مديح، رئيس حزب مصر أكتوبر، في تصريحات خاصة لـ«النبأ»؛ لتكشف كواليس وأسباب إقالة الدكتور محمد بدران، وما تابعه من تقديم استقالات جماعية لعدد من الأمانات بالحزب.
وقالت رئيس حزب مصر أكتوبر، إن أمين تنظيم الحزب المقال تواصل مع بعض الأمانات وتلاعب عليهم طالبًا منهم تقديم استقالات جماعية لحين تنظيم الحزب من الداخل وهو أمر مخالف للحقيقة.
وأضافت «مديح» أن بعض الأمانات عادت للتواصل معها وأكدوا أنهم شعروا بحدوث شبهة تلاعب من قِبل أمين التنظيم الذي تمت إقالته، وطلبوا منها العودة مُجددًا.
وأشارت رئيس حزب مصر أكتوبر، إلى أنه منذ تولي الدكتور بدران مسؤولية نائب رئيس الحزب، كان هناك خطة واتفاق بالتواجد بشكل فعلي على أرض الواقع بالمحافظات، متابعة: «ولكن مع الأسف لم يتم تنفيذ أي شيء من ما تم الاتفاق عليه مع بدران».
وأوضحت، أنها طوال الوقت كانت تطالب «بدران» بعقد لقاءات مع الأشخاص الذي يقوم بإسناد مهام تنظيمية لهم داخل الحزب قبل صدور قرار رسمي بالتعيين وهذا لم يحدث –على حد وصفها-.
من تقدموا بالاستقالة أمانات مهمشة غير موجودة بشكل فعلي وعمري ما شوفت الناس دي غير في مكتب الدكتور بدران
وأضافت جيهان مديح، لـ«النبأ» أنها اتخذت القرار بالإقالة لأنه بالفعل لم يقدم الدكتور محمد بدران أي شيء للحزب كما كان متوقع.
وعن البيان الذي صدر من الدكتورة أسماء حسانين، أمين عام الإعلام بالحزب، التي تحدثت فيه نيابة عن الأمانات المركزية، قالت جيهان مديح، إنه مليء بالأخطاء، مؤكدة أن صاحبة البيان ليست أمينة للإعلام بل أنها أمين مساعد ولم يصدر لها أي قرار بتولي الأمانة العامة للإعلام بالحزب حتى الآن، معقبة: «أتحداها أن تثبت تقديم كل الأمانات المركزية استقالات جماعية، فأهم الأمانات لازالت موجودة بشكل فعلي في الحزب كأمانة الرياضة والموارد المائية والتنظيم وأمانة العمل الجامعي والعمل الجماهيري والشؤون القانونية».
وتابعت: «فين كل اللجان المركزية اللي قدمت استقالاتها؟، الأمانات اللي تقدمت بالاستقالة أمانات مهمشة غير موجودة بشكل فعلي عمري ما شوفت الناس دي في الحزب غير في مكتب الدكتور بدران».
ولفتت رئيس حزب مصر أكتوبر، في حديثها لـ«النبأ»، إلى أنها كانت ضد صدور قرارات تعيين بهذه الصورة الكبيرة لأمانات غير مفعلة، معقبة: «كان لازم يكون في أمانات حقيقة على أرض الواقع تقدر أنها تشتغل وتتم مهمتها مش بالكترة والعدد، عاوزين نشتغل الحياة كلها أصبحت مقابلات في مكتبه فقط ولا يوجد عمل على أرض الواقع».
وألمحت «مديح» إلى أن معظم من صدر لهم قرارات خلال الفترة الماضية بتولي مناصب داخل الحزب مقربين من الدكتور بدران بشكل شخصي، ومن لهم تجارب سابقة معه سواء خلال العمل الطلابي والجامعي بجامعة بنها وتجربته الحزبية السابقة».
وقالت الدكتورة جيهان مديح، إن الدكتور محمد بدران خلال فترة توليه النائب الأول لرئاسة الحزب تعمد ضم عدد كبير من المحسوبين على الأحزاب الأخرى، متابعة: «كنت ضد فكرة الاستقطاب من الأحزاب الأخرى كان البعض بيقدم استقالته من الأحزاب الأخرى ويعلن انضمامه لحزب مصر أكتوبر، استقطاب الشخصيات اللي عندها مشاكل مع الأحزاب، ليه حزب مصر أكتوبر يدخل صراعات مع أحزاب أخرى، خاصة أننا نعمل جميعًا في مصلحة الوطن ولا داعي لوجود صراع واختطاف قيادات من الأحزاب الأخرى».
واستكملت رئيس حزب مصر أكتوبر حديثها لـ«النبأ»: «مشكلتي لم تكن في شخص الدكتور بدران مع كامل احترامي وتقديري له، ولكن فيما سلكه من نهج منذ انضمامه للحزب من كثرة القرارات دون وجود أي عمل على أرض الواقع، بالإضافة إلى الخلاف في وجهات النظر مع بعض المحيطين به».
واستطردت «مديح»: «حزب مصر أكتوبر ككيان مؤسسي وليس لصالح أفراد كنا حالة جيهان مديح تمثل المرأة، ومحمد بدران يمثل الشباب وهذا ما كنت أتمناه، كنت محتاجة أشوف الشباب المنضمين للحزب قادرين على تنظيم فاعلية والتواجد على أرض الواقع، ولكن الدكتور بدران نفسه منذ تعيينه لم يخرج في أي فاعلية بالشارع».
وتابعت: «من شهر 6 وبدران معنا حتى الآن في شهر يناير، لم يتم تنظيم فاعلية واحدة قوية على أرض الواقع، حتى الماراثون الذي تم تنظيمه اعتذر الدكتور بدران عن حضوره».
وأشارت إلى أنها كانت تتمنى أن تصل الأمور مع الدكتور محمد بدران لأفضل من ذلك، معقبة: «ولكن سرقة الصفحة الرئيسية للحزب والكتابة عليها وإعلان أخبار غير دقيقة عن وجود استقالات جماعية أمر غير مقبول قمنا بتحرير محضر رسمي ضد الشخص المسؤول عن التحول الرقمي، الصفحة ما زالت شغالة ولم يتم تسليمها لحزب مصر أكتوبر».
وعن وجود أي محاولات للتواصل مع الدكتور محمد بدران قبل صدور قرار إقالته، أكدت الدكتورة جيهان مديح في تصريح خاص لـ«النبأ»، إنها تواصلت معه كثيرًا وحاولت لفت نظره للأخطاء والأصدقاء والمقربين منه، بما فيها محاولته هو ومن حوله تجنيب العديد من الكفاءات والكوادر داخل الحزب إلا أنه رفض ذلك.