مطالب عربية لحكومة طرابلس بوجوب الاحتكام إلى الإنتخابات
يبقى الوضع في ليبيا على ما هو عليه منذ أن قرر رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية الولاية عبدالحميد الدبيبة التشبث بالحكم وعرقلة الإنتخابات، وتفعيل ميليشياته المسلحة ضد مناوئيه.
كما يبدو أن الإنتخابات الرئاسية في ليبيا ليس مكتوب لها أن تتم في ظل وجود الخلافات المحورية بين الأطراف السياسية الفاعلة في المشهد السياسي الليبي.
مما ينعكس سلبًا على الدول الإقليمية الأخرى، ويشكل ردات فعل سياسية كان آخرها رفض أغلب وزراء الخارجية العرب عقد إجتماعهم التشاوري في طرابلس بناءً على دعوة حكومة الدبيبة لهم.
وقد علق عضو مجلس الدولة الاستشاري بلقاسم قزيط على الموضوع قائلًا: "إن اعتذار بعض وزراء الخارجية العرب عن حضور اجتماع طرابلس، جاء بسبب انقسام البلاد في ظلّ حكومتين، إضافة إلى نفوذ بعض الدول في الجامعة العربية".
وأشار إلى أن محاولة انتزاع دعم عربي في غياب دول متنفذة في الجامعة وفاعلة ومؤثرة في المنطقة، لن ينجح، ولذا يُعدّ المؤتمر غير ناجح.
وبيّن أن الحديث عن حكومة جديدة في مارس المقبل أو غيره من الشهور لم يسمع به، ومستبعد لكون التحضيرات والموقف الدولي والإقليمي محتشمة بهذا الخصوص.
من جهته، قال رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، طلال الميهوب: "إن حكومة الدبيبة لا تملك من الشرعية لبقائها سوى مساحة ضيقة في طرابلس". وأضاف أن: "ما قام به وزراء الخارجية العرب هو الموقف الصحيح، بحكم انتهاء شرعية الحكومة الموجودة في طرابلس".
وفي السياق، قال عضو مجلس الدولة الاستشاري، سعد بن شرادة: "إن عدم حضور مشاركة وزراء الخارجية العرب في الاجتماع التشاوري الذي دعت له المنقوش يحمل رسائل جادة للجانب الليبي".
وأضاف أن: "عدم مشاركة وزراء الخارجية العرب في الاجتماع هي رسالة واضحة في ظل الانقسام والنزاع على السلطة، وأنها ربما رأت أن حضورها فيه اصطفاف لطرف على حساب الآخر، في حين أن حضورها يؤكد على ضرورة وجود سلطة واحدة".
فساد الدبيبة وتحركاته الطامعة بالسلطة وتمكينه للقوى الأجنبية في البلاد عبر توقيع إتفاقيات طويلة الأمد مع عدد من الدول، سيقود البلاد حتمًا إلى قاع مُظلم، والدول العربية باتت تدرك مخاطر ذلك على ليبيا وجيرانها من الدول.
ويبقى أن يدرك الليبييون حساسية الوضع في البلاد الآن وأن يذللوا الخلافات ويضعو التناحرات جانبًا من أجل الوصول إلى الإنتخابات والتخلص من الدبيبة وجماعته الفاسدة.