مافيا تجارة الأعلاف وراء اشتعال أسعار البيض والدواجن واللحوم
شهدت خلال الأيام الأخيرة الماضية، ارتفاعات تاريخية في أسعار اللحوم والدواجن، حيث تخطى سعر البانيه 160 جنيهًا في بعض الأماكن لأول مرة في مصر، بينما وصل سعر اللحوم إلى 260 جنيهًا.
وتسببت الارتفاعات الأسعار في إطلاق حملات على صفحات التواصل الاجتماعي؛ لمقاطعة شراء الدواجن واللحوم في مصر لمدة أسبوع حتى تنخفض الأسعار.
وعن مشكلة الدواجن، طالبت جمعية مواطنون ضد الغلاء بضرورة مواجهة مافيا تجارة الأعلاف ومستوردي مستلزمات الإنتاج، ومصادرة الكميات التي جرى الإفراج عنها من الموانئ وبيعها بالسعر العادل لصالح مستوردي الأعلاف ومستلزماتها.
وقال محمود العسقلاني رئيس جمعية مواطنون ضد الغلاء: إن الحكومة تعرف أسماء وعناوين ومخازن ومصانع العشرة الكبار المحتكرين لاستيراد مستلزمات إنتاج الأعلاف وصناعته وتجارته.
وأضاف، أن صناعة الدواجن على وشك الانهيار الكامل نتيجة هذا العبث، محذرا من استمرار حملة المقاطعة أكثر من أسبوع في حال نجاحها، وهو ما يؤدى لتكدس القطيع في المزارع ومن ثم النفوق الجماعي ما قد يلحق خسائر فادحة بهذه الصناعة يصعب تداركها وإصلاحها.
وشدد «العسقلاني»، على حتمية مواجهة السماسرة وموزعي الدواجن لأنهم حسب معلومات دقيقة أحد أهم أسباب ارتفاع أسعار الدواجن في الفترة الأخيرة.
وفي المقابل، قال سامح السيد رئيس شعبة الدواجن في الغرفة التجارية بالجيزة، إن الفراخ في مصر لا تواجه أي أزمات في توفيرها، ولكن المشكلة تكمن في ارتفاع الأسعار؛ نتيجة نقص الأعلاف.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن الفترة الحالية تشهد الإفراج عن كميات كبيرة من الأعلاف داخل الموانئ، وهو الأمر الذي سيساهم في انخفاض الأسعار الفترة القادمة، لافتًا إلى أن المواطن لن يشعر بانخفاض الأسعار قبل منتصف الشهر المقبل، حيث سيصل سعرها إلى 40 أو 45 جنيهًا في السوق، بخلاف حاليًا سعرها يصل إلى 55 جنيهًا.
وأشار «السيد»، إلى أن العرض في سوق الدواجن أصبح منخفضا وهو ما ساعد أيضًا في أزمة ارتفاع الأسعار مثلها مثل أي سلعة أخرى، لذلك مع بدء الإفراجات الجمركية وتصنيعها وتوزيعها للمربين، ستستقر الأوضاع في سوق الدواجن.
وتابع: «هناك مبادرات مثل أهلًا رمضان والتي تعرض سلعًا مخفضة بنسبة بين 30% إلى 50% عن مثيلتها في الأسواق المحلية، حيث يتم عرض فيها كيلو البانية بسعر 100 جنيه والكيلو الدواجن بسعر 65 جنيهًا، وأوراك الدجاج 55 جنيهًا».
وأوضح رئيس شعبة الدواجن في الغرفة التجارية بالجيزة، أن دعوات مقاطعة الدواجن لن تنجح وتستمر طويلًا، متابعًا: «لأنه مهما ارتفعت أسعار الدواجن تعتبر أرخص من اللحوم الحمراء».
ونفى حدوث أي إغلاف للموزارع أو وقف لمحال الدواجن في مصر، قائلًا: «ما يحدث كان تخوف مزراعين والمربين الصغار من دخول الكتاكيت؛ لعدم ضمان توفير الأعلاف، وخاصة مع خسائرهم خلال الفترة الماضية».
وشدد سامح السيد، على أهمية الحفاظ على هامش ربح المربين الصغار للتشجيع على الاستمرار في المنظومة، لأنهم يمثلون حوالى 60% من الإنتاج.
أما بالنسبة لارتفاع أسعار اللحوم، قال حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، إن اللحوم تواجه مشكلات كبيرة تستوجب تدخل الحكومة؛ لإنقاذ الثروة الحيوانية وخاصة بعد لجوء العدد من المربين إلى ذبح البتلو والإناث وتتخلص من المواشي بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن أول تلك المشكلات ارتفاع أسعار الأعلاف، والتي تسببت في زيادة الدواجن، بالتالي اتجه المواطن لشراء اللحوم كبديل للدواجن وهو الأمر الذي أدى إلى زيادة الطلب، بجانب انتهاء صوم وأعياد المسيحيين ما يزيد الإقبال وينخفض المعروض.
وأوضح «أبو صدام»، أن مصر لديها عجز في اللحوم الحمراء تصل إلى 40%، هذا بجانب أرتفاع أسعار العلف الأخضر وهو المقصود به «البرسيم»، حيث وصل سعر القيراط إلى 300 جنيه، والماشية الواحدة تستهلك في اليوم قيراط، هو ما يعد تكلفة على المربي الماشية.
وأشار إلى أن ذلك بجانب ارتفاع سعر الدولار، وهو ما زاد أسعار مستلزمات الإنتاج الزراعية المستوردة منها مستلزمات صناعة الأعلاف، بجانب تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية والتى أثرت بشكل كبير على أسعار اللحوم المستوردة بعد ارتفاع أسعار البترول والنقل.
وأكد نقيب الفلاحين، استمرار زيادة أسعار اللحوم خلال الفترة المقبلة حيث ارتفعت حاليًا بنسبة 25%، مسجًلا 260 جنيهًا في مقابل 160 و200 جنيه الأسبوع الماضي، مشددًا على ضرورة توفير الحكومة للإعلاف بسعر مخفض للمربين.