مهازل الترم الأول.. قصص «مرمطة» الطلاب في الامتحانات بـ«سقوط السيستم» والأسئلة التعجيزية
شهدت امتحانات نصف العام الدراسي الأول العديد من المشاكل، منها سقوط منصة امتحانات الطلاب المصريين بالخارج، ما تسبب في أزمة كبيرة، لا سيما أن الطلاب لم يستطيعوا التغلب على هذه المشكلة في مختلف دول العالم، وأثارت هذه المشكلة غضب أولياء الأمور والطلاب، وطالبوا الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتدخل وإقالة المسؤولين عن المنصة، خاصة أنهم لم يتدخلوا لحل هذه الأزمة حتى الآن، رغم تقدم أولياء الأمور بالعديد من المقترحات العملية للتغلب على مشكلة سقوط «السيستم»، ولكن يأتي الرد دائمًا «لا حياة لمن تنادي».
وطالب أولياء أمور بإقالة المسئولين عن منصة «أبناؤنا في الخارج»، وتقديم تعويضات لهم عن معاناتهم من امتحانات نصف العام الدراسى الأول بعد سقوط المنصة الإلكترونية للامتحانات، وفشل أغلبهم فى الدخول على الامتحان.
وطالبت منى منصور، ولية أمر، بتعويض عن الضرر النفسى لأطفالها والتعنت فى اتخاذ القرارات التعسفية الظالمة لأولادهم.
وقالت: «نطالب بإقالة المسئولين عن منصة أبناؤنا في الخارج، ومد فترة الاختبارات طوال اليوم وتحويل الامتحانات إلى نسخة ورقية تحسبا لاستمرار فشل الموقع، مش هنسيب حق ولادنا»، متسائلة: «سبحان الله السيرفر كان شغال صاروخ وقت استلام الفلوس».
ثورة غضب
ولجأ بعض أولياء أمور أبناؤنا في الخارج، لتفعيل «هاشتاج» على مواقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، وتقديم بلاغ إلى الرئيس السيسي، ورئيس الوزراء، وهيئة الرقابة الإدارية يطالبونهم بالتدخل لحل هذه الأزمة.
ورفض أولياء أمور «أبناؤنا فى الخارج» ما يتم تداوله من أنباء عن إلغاء امتحانات الفصل الدراسى الأول، بعد الوقوع المتكرر للمنصة الإلكترونية للامتحانات لليوم الثانى على التوالى؛ وهو ما أثار موجة من الغضب والاستياء.
وقال خالد عبد الفتاح، ولي أمر، إن أولياء الأمور طالبوا من الوزارة في البداية قبل بدء الامتحانات بإتاحة المنصة على مدار اليوم مع التزام كل طالب بميعاد امتحانه، وأرجع السقوط المتكرر للمنصة للاستحداثات التي قامت بها الوزارة وإدخالها على المنصة.
وتابع: «منها أوبشن جديد كفتح الكاميرا لرؤية الشاشة والطالب وهو ما تسبب فى وقوع المنصة بالكامل، بالإضافة إلى نظام البروكسي، وهو فتح الامتحان وفقا لتوقيت دولة المقيم وهو ما تسبب في عدم فتح المنصة بالكامل فلجأ بعض الطلاب وأولياء الأمور إلى التحايل واستخدام برنامج الـ«vpn» لتغير دولته ولكن المنظومة فشلت وقامت الوزارة بإلغاء الامتحان، وفي محاولة من الوزارة لحل المشاكل أعلنت الدخول للامتحان من خلال 3 روابط جديدة لم تعمل أيضًا، بالإضافة إلى الرجوع إلى البابل شيت ورقيا، بحيث يتم رفع الامتحان على المنصة وتحميله، ولكن هذه الطريقة باءت بالفشل أيضًا، ولم يستطع أحد دخول الرابط لفشل المنصة الإلكترونية في التحميل ووقعها لليوم الثاني على التوالي».
وأكد عبد الفتاح على، أن نظام «vpn» محظور استخدامه فى بعض الدول، مطالبًا بضرورة رجوع الامتحانات كالأعوام السابقة النظام الورقي حيث يقوم الطالب بالامتحان ورقيًا وإرسالها إلى مقر إدارة الامتحانات بالقاهرة لتصحيحها، لافتًا إلى رفضه التام فكرة تأجيل الترم الأول أو ضمه مع الترم الثاني.
وكشفت مصادر في وزارة التربية والتعليم، أنه لن يضار أي طالب أبدًا بسبب الخلل الفنى بمنصة الاختبارات ليومين متتاليين، وسوف يتم عودة منظومة الاختبار عن طريق «البابل شيت»، كما سيتم إتاحة روابط جديدة للاختبارات لإجراء باقى الاختبارات بدلًا من المنصة، بحيث تتحمل الضغط في وقت واحد.
وأشارت المصادر إلى احتمال جعل لكل مرحلة اختباراتها فى أسبوع بمفردها.
لم تكن مشكلة سقوط السيستم أو منصة امتحانات المصريين بالخارج، هي الأزمة الوحيدة التي ظهرت في امتحانات الترم الأول، بعد أن شهدت الامتحانات صعوبة شديدة في امتحانات بعض المواد، ومنها امتحانات الصف الرابع الابتدائي، والصف الأول والثاني الثانوي ما عدا طلاب الشهادة الإعدادية؛ واعتبر أولياء الأمور والطلاب أن الامتحانات فوق مستوى الطالب المتوسط، وتخاطب الطلاب المتفوقين فقط.
اختبار تعجيزي
وسيطرت حالة من الغضب والاستياء على أولياء الأمور بعد قيام بعض المدرسين المسئولين عن وضع امتحان نصف العام بوضع امتحان وصفوه بـ«التعجيزى»، وزعموا أن هذا الامتحان جاء عقابا للطلاب، ولإجبارهم على دخول الدروس الخصوصية في الترم الثانى.
ووصفت مها محسن، ولية أمر، امتحان اللغة العربية للصفين الأول والثانى الإعدادي بإحدى مدارس إدارة المرج، بأنه «تعجيزى» مقارنة مع الامتحانات بالإدارات التعليمية الأخرى، وزعمت أن المدرسين «بيصفوا حسابات بينهم وبين بعض عشان الدروس الخصوصية، وده اللى بيحصل كل سنة» -على حد قولها-.
وأضافت نهى فؤاد ولية أمر بإدارة المرج التعليمية، أن هذا السيناريو معروف ومحفوظ، وهو أن يكون امتحان الترم الأول صعبا، حتى يحصل الطلاب على درجات ضعيفة، ويكونوا مجبرين على الدروس الخصوصية عند يضع الامتحانات من المدرسين.
ضعف الشبكة
من جانبه يقول الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي بكلية التربية جامعة عين شمس، إنه أخذ على الامتحانات الصفين الرابع والخامس الابتدائي؛ الإتيان بأسئلة تقيس مستويات عقلية عليا بينما هم ما زالوا فى مراحل اكتساب المعلومات والمفاهيم الأساسية.
وتابع: «يجب أن تأتى الأسئلة فى معظمها تقيس تلك المهارات، وخاصة أن طلاب الصف الرابع يمتحنون لأول مرة فى حياتهم، أما قياس العمليات العقلية العليا فيكون بعد اكتساب الطالب للمعلومات والمفاهيم الأساسية فى كل مادة، وبالتالى تأتى الأسئلة لتقيس ما تم استيعابه لتلك المفاهيم وهو ما يناسب الصفوف الأعلى فى المراحل الإعدادية والثانوية».
وأضاف: «الإصرار على استخدام منصات إلكترونية لامتحانات أبناؤنا فى الخارج؛ مع أن الجميع يعلم مدى ضعف شبكة النت فى مصر ووقوع السيستم بشكل مستمر، بل إن السيستم غالبا ما يقع فى شركات تقديم خدمة النت ذاتها لا بد من التأكد أولا من كفاءة شبكة النت قبل تطبيق الامتحانات ومحاسبة كل من يعطى تقارير بكفاءة الشبكات وهى غير مؤهلة والنتيجة حرق أعصاب أولياء الأمور والطلاب».
واستكمل: «لا أعلم سر الإصرار على استخدام التابلت والورق فى الإجابة على امتحانات الصفين الأول والثانى الثانوى»؛ معتبرا أن هذا الأسلوب لن يوفر طباعة ملايين أوراق الإجابة للطلاب، وبالتالى فإن وضع الأسئلة الموضوعية فى الورقي بدلا من التابلت لن يضر كثيرًا بل العكس سيساعد الطلاب على التركيز أكثر وعدم تضييع الوقت فى الانتقال بين التابلت والورقى.