رئيس مجلس الوزراء: العلاقات مع رومانيا تمتد إلى نحو 117 عاما
عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ونيكولاي تشوكا، رئيس وزراء جمهورية رومانيا، مؤتمرا صحفيا، بمقر مجلس الوزراء، بحضور وفدي البلدين.
واستهل الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء حديثه بالإعراب عن ترحيبه وسعادته باستقبال نيكولاي تشوكا والوفد رفيع المستوى المرافق له في مقر مجلس الوزراء، مؤكدا أن هذه الزيارة تكتسب أهمية خاصة؛ نظرًا لكونها تعد الزيارة الرسمية الأولى، التي يقوم بها رئيس وزراء روماني لمصر خلال أكثر من عشرين عاما، ولهذا فهي بمثابة زيارة تاريخية، كما أنها تأتي في إطار العلاقات القوية بين رئيسي البلدين، والتي تعكس بدورها تنامي العلاقات الثنائية بين مصر ورومانيا.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء إن العلاقات التاريخية بين البلدين تمتد إلى نحو 117 عاما، معبرا عن سعادته لتواجد رئيس الوزراء الروماني وأعضاء الوفد الرسمي على أرض جمهورية مصر العربية.
وأضاف رئيس مجلس الوزراء أنه بدأ حديثه خلال المباحثات المهمة التي تم عقدها صباح اليوم مع الجانب الروماني برئاسة السيد/ نيكولاي تشوكا، بالتعبير عن تقدير الحكومة المصرية لما قامت به الحكومة الرومانية من جهود كبيرة في سبيل مساعدة الطلاب المصريين على مغادرة أوكرانيا في بداية الأزمة الروسية الأوكرانية، واستضافتهم على أرضها بكل ترحيب حتى عودة هؤلاء الطلاب إلى مصر.
كما أشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن المناقشات التي تمت اليوم مع الجانب الروماني ركزت على سبل توطيد العلاقات الاقتصادية بين البلدين، خلال المرحلة المقبلة، لافتا إلى أن حجم التبادل التجاري بين مصر ورومانيا وصل إلى 1.1 مليار دولار خلال العام الماضي، مضيفا أن النقاشات تطرقت إلى مجالات أخرى للتعاون المشترك والتي من شأنها زيادة حجم التجارة البينية بين بلدينا.
وأضاف رئيس مجلس الوزراء: عرضت خلال المناقشات المزايا التي تتمتع بها مصر في مجال التصنيع الزراعي، وكذا في مجال إنتاج الأسمدة، والبتروكيماويات وغيرها من السلع والمنتجات التي تقوم مصر بتصديرها إلى السوق الرومانية.
كما تمت مناقشة إمكانية زيادة الواردات الرومانية من الحبوب والقمح؛ حيث إن رومانيا تعد واحدة من الدول الرئيسية المنتجة للحبوب في أوروبا وكذا على مستوى العالم، وتم التوافق على أن التعاون في هذا المجال سيكون من أبرز مجالات التعاون.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي عن تطلع الحكومة المصرية إلى عقد اجتماعات الدورة الرابعة للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والعلمي والفني خلال العام الجاري في بوخارست، مشيرا إلى أهمية عقد منتدى أعمال مشترك بين رجال الأعمال من البلدين غدا، كما نأمل في أن كلا الحدثين سيدفعان إلى مزيد من العلاقات المشتركة، قائلا: آمل أن يكون ذلك حافزا للاستفادة من اتفاقيات التجارة القارية التي يشترك فيها كلا البلدين، والتي تسمح بنفاذ السلع والمنتجات إلى مختلف الأسواق، فيمكن من خلال عقد شراكات بين الشركات المصرية ونظيرتها الرومانية الاستفادة من اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية ونفاذ إنتاج هذه الشراكات إلى السوق الأفريقية، كما أنه سيكون بإمكان الشركات المصرية تسويق منتجاتها إلى دول الاتحاد الأوروبي، مجددا الترحيب بالسيد/ "تشوكا" في هذه الزيارة التاريخية إلى القاهرة.
فيما استهل رئيس الوزراء الروماني حديثه بالإعراب عن شكره للدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، قائلًا: إنه من دواعي سرورنا وفخرنا أن نقوم بتلك الزيارة بعد مرور أكثر من 20 عامًا من آخر زيارة لرئيس وزراء روماني لمصر، مؤكدا أن تلك الزيارة تأتي تعزيزًا للتعاون الثنائي بين الدولتين، مضيفا أنه على يقين أننا اليوم سنواصل العمل معًا في سبيل الحفاظ على تميز العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين.
وأضاف: لقد قمنا اليوم بمناقشات ثرية ومتميزة ليس فقط بين رئيسي وزراء البلدين، ولكن أيضًا بين وزراء الدولتين؛ وذلك من أجل تحديد والكشف العديد من الفرص والإمكانات التي نمتلكها من أجل العمل على تطوير العلاقات الثنائية.
كما أوضح رئيس الوزراء الروماني أن بعض أرقام التبادل التجاري تثبت لنا أهمية العلاقات بين الدولتين، بناءً على جحم التبادل التجاري الذي بلغ 1.1 مليار دولار أمريكي، ولذا فلا بد من أن نبحث سويًا جميع السُبل الممكنة التي يمكن اتخاذها لتعزيز أطر العلاقات الثنائية التجارية، خاصة في ظل الأزمة الروسية الأوكرانية الحالية، التي لا تؤثر فقط على دول الجوار الروسي والأوكراني، بل على جميع الدول أيضا؛ ومن هنا يجب أن نبحث ما يمكن أن نقوم به من جهود معًا لمواجهة مختلف النواحي التي تؤثر على شعوبنا واقتصاداتنا ودولنا.
وقال السيد/ نيكولاي تشوكا: إنني على يقين من أننا سنواصل مناقشة كل ما يمكن أن نقدمه لدعم وضمان تلبية الكميات المطلوبة من جانب مصر من الحبوب، وكذا الكميات المطلوبة من الاتحاد الأوروبي من الأسمدة، والعمل من أجل توفير الإمدادات من مختلف السلع الغذائية.
وفي الوقت نفسه، أشار رئيس الوزراء الروماني إلى أن بلاده كانت في طليعة الدول التي قامت ببذل جهود واضحة في سبيل التعامل مع أزمة الغذاء العالمية، في أعقاب الأزمة الروسية الأوكرانية، وذلك عن طريق نقل الحبوب من خلال البحر الأسود، مؤكدًا الدور الداعم لرومانيا في تعزيز التعاون مع مصر ودول القارة الأفريقية.
وأوضح "تشوكا" أنه تم الاتفاق على ألا ندخر أي جهد في سبيل تعزيز الجوانب الاقتصادية من خلال المشاورات الفنية، لافتًا إلى أنه سيتم الإعداد والتجهيز للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والعلمي والفني بين البلدين التي تعقد في بوخارست هذا العام في أقرب وقت ممكن؛ لتعزيز سبل التعاون المشترك.
وأكد رئيس الوزراء الروماني على الدعم الدائم الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي لمصر، مشيرًا إلى أنهم يعتبرون أن كلًا من أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تشترك في الكثير من المصالح والاهتمامات، قائلًا: تبادلنا وجهات النظر والمناقشات حول بعض المجالات والتي من بينها مجال تعزيز الطاقة، وبناء القدرات في مجال مشروعات الهيدروجين الأخضر، وكذا توفير الدعم في تنفيذ التحول الرقمي الحكومي، بالإضافة إلى مجال الإدارة الحكومية.
وأضاف: نود أن نستغل فرص التعاون المتاحة في ظل العلاقات السياسية المتميزة بين البلدين، وتحويلها إلى مشروعات تنموية واقتصادية تهدف إلى تحقيق المزيد من النمو والازدهار لشعبينا، الأمر الذي يعد الهدف الأساسي لجهودنا المشتركة.
واختتم "تشوكا" كلمته موجها الشكر للدولة المصرية على إتاحة الفرصة للقيام بهذه الزيارة المهمة، وكذا دعوة الجانب المصري لزيارة بوخارست وبحث سبل التعاون المشترك.