تفاصيل الحرب على «بيوت الله» بعد قرار الرئيس «بناء مساجد جديدة»
توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بإنشاء مساجد كبرى تابعة لوزارة الأوقاف على مستوى محافظات الجمهورية كافة، بحيث تكون منارة لنشر صحيح الدين على امتداد رقعة الجمهورية، وجامعة لكافة الأنشطة الدعوية ومقارئ القرآن الكريم.، حسبما صرح السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، أثارت حفيظة الكثير من المحسوبين على التيار العلماني، وطرحت الكثير من الأسئلة حول الهدف من قرار الرئيس وتوقيته.
مصر عامرة بالمساجد في عهد الرئيس السيسي
أولى الرئيس السيسي اهتماما كبيرا ببناء وترميم المساجد على مستوى الجمهورية منذ وصوله للحكم في 2014، فقد أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، أن عدد المساجد التي تم افتتاحها في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي بلغ حوالي 9600 مسجد.
وفي عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي تم ترميم وتطوير عدد المساجد الكبرى في مصر منها، الجامع الأزهر ومساجد الحسين والسيدة زينب والإمام الشافعى والإمام الرفاعى.
كما وجه الرئيس بترميم وتجديد مقامات وأضرحة آل البيت، خاصةً سيدنا الحسين، والسيدة نفيسة، والسيدة زينب، كما وجه الرئيس بتطوير الأضرحة بشكل متكامل مع الخدمات والمرافق المحيطة بمواقعها والطرق والميادين والمداخل المؤدية لها.
كما شهدت مصر نقلة نوعية غير مسبوقة، في بناء المساجد أو إعادة ترميمها وتجديدها وصيانتها وفرشها خلال السبع سنوات الماضية ومنذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وبحسب وزارة الأوقاف، فقد افتتحت مئات المساجد الجديدة ولا زالت تعمل على إنشاء مساجد أخرى، وأنفقت الوزارة على مدار 7 سنوات، أكثر من 6 مليارات جنيه، منها 3 مليارات و250 مليونًا من وزارة الأوقاف، ونحو 3 مليارات من الجهود الذاتية لأهل الفضل تحت إشراف الوزارة، لإحلال وتجديد وإعادة بناء المساجد.
وأوضحت الأوقاف، فى تقرير رسمي، جهودها عمارة وفرش وترميم وتجديد وصيانة المساجد خلال 6 سنوات منذ تولى الرئيس السيسى، الحكم، حيث أكدت أنها أنفقت أكثر من 6 مليارات جنيه لعمارة المساجد، نصفها من أعمال الوزارة، والنصف الآخر تقريبًا من الجهود الذاتية التي تتم تحت إشراف الوزارة.
وفي عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي تم بناء عدد من المساجد الكبري منها، مسجد الفتاح العليم في العاصمة الإدارية الجديدة، والذي أقيم على مساحة 106 فدان، ويسع لأكثر من 17 ألف مصلي.
وجاري تنفيذ مسجد مصر في العاصمة الإدارية الجديدة، على مساحة 60 فدانا، وتصل سعة المسجد لـ131 ألف فدان بعد إضافة الساحة الخارجية، وهو أكبر من مسجد الفتاح العليم.
ويندرج المسجد الذى سيكون أحد أكبر مساجد مصر والعالم، ضمن مشروع ضخم يحمل اسم "مركز مصر الثقافي الإسلامي"، ويضم إلى جانب المسجد مركزا ثقافيا مكونا من 4 مبان ومركز تجاري ثقافي.
وقال وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، إن الإقبال على المساجد خلال عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي "غير مسبوق في التاريخ"، مشيرا إلى أن بيوت الله عز وجل العامرة بمصر المحروسة في ظل القيادة الحكيمة للرئيس عبد الفتاح السيسي، تشهد إقبالًا غير مسبوق، إيمانًا بما توليه الدولة المصرية لدعم ونشر الفكر الوسطي المستنير.
واكد وزير الأوقاف، على أن دعم الرئيس السيسي للخطاب الوسطي أدى إلى إقبال غير مسبوق على المساجد، مشيرا إلى أن الإقبال ليس فقط من مصر لكن من مختلف الدول الإسلامية، مؤكدا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يدعم عمارة المساجد وتجديد الخطاب الديني، لافتا إلى أن الفكر الوسطي يسود المساجد بدعم الرئيس السيسي.
وقال الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، أن مصر شهدت طفرة كبيرة في بناء المساجد في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرا إلى أن المساجد التي تبني حديثا تبنى على مساحات شاسعة، وعلى طرق معمارية حديثة تعتبر سابقة من نوعها، وستكون محل تباهي للأجيال القادمة.
أكاذيب هدم المساجد
في 2020، وضعت وزارة الأوقاف المصرية،حدًا لسلسلة الأكاذيب التي روج لها بعض المنابر الإعلامية المعادية للدولة المصرية، حيث حذرت "الأوقاف" المصرية من أن "أهل الشر وجماعات الفتنة والضلال"، تعمل على "قلب الحقائق إفكا وزورا وبهتانا دائما"، بعد ترويجهم لهدم المساجد.
وقبلها استنكر الرئيس عبد الفتاح السيسي، ما تفعله "القنوات المسيئة" التي تتهم الحكومة بهدم المساجد، مخاطبا إياها بالقول: "ليتكم مثلنا تعملون حسابا لله، لكنكم تخربون الشعوب بينما نحن نبني ونعمر".
وعن إزالة مساجد خلال تنفيذ مشروع محور تنمية المحمودية، قال الرئيس السيسي: "أزلنا 30 مسجدا وبنيناها مرة تانية، كانوا بيقولوا إننا بنهد مساجد ربنا، هو إحنا بنهدها علشان كارهين ولا علشان نعمل مصلحة وتنمية".
هل مصر في حاجة إلى مساجد؟
في أبريل 2021، أظهرت أحدث تقارير الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، أن إجمالي عدد المساجد بجميع محافظات الجمهورية بلغ 111.203 ألف مسجد يقع العدد الأكبر منها بمحافظة البحيرة بنحو 12.438 ألف مسجد، محافظة الشرقية بعدد 12.043 ألف مسجد، محافظة سوهاج 8.101 ألف مسجد، محافظة أسيوط بعدد 7.248 ألف مسجد.
فيما بلغ عدد الزوايا على مستوى الجمهورية 35.532 ألف زاوية، يتركز العدد الأكبر منها بمحافظة الشرقية بنحو 4.875 ألف زاوية، يليها محافظة الجيزة بعدد 3.914 ألف زاوية، الاسكندرية 3.419 ألف زاوية، محافظة القاهرة 3.322 ألف زاوية، الدقهلية 2.961 ألف زاوية، القليوبية 2.737 ألف زاوية.
وبمقارنة عدد المساجد في مصر بعدد المساجد في بعض الدول الإسلامية الأخرى، نجد أن مصر تأتي في مرتبة متأخرة بالنسبة لعدد المساجد، رغم أنها الأكبر سكانيا وتحتضن أهم وأعرق مؤسسة دينية في العالم الإسلامي، وهي الأزهر الشريف.
فدولة مثل إندونيسيا، عدد سكانها حوالى 210 مليون نسمة، بها حوالي 900 ألف مسجد، كما يوجد في الهند، وهي دولة غير مسلمة، ويبلغ عدد المسلمين بها حوالي 180 مليون مسلم، ما يزيد عن 300 ألف مسجد، ودولة مثل بنجلاديش يبلغ عدد سكانها حوالى 135 مليون نسمة يوجد بها حوالي 250 ألف مسجد.
ولا يوجد مسجد مصري ضمن أكبر 10 مساجد في العالم وهي، المسجد الحرام في السعودية، ويتسع لـ 2 مليون شخص، المسجد النبوي في السعودية، ويتسع لمليون شخص، مسجد الملك فيصل في باكستان، ويتسع لـ 300 ألف شخص، مسجد الاستقلال في إندونيسيا، ويتسع لـ 120 ألف شخص، مسجد الحسن الثاني في المغرب، ويتسع لـ 105 آلاف شخص، ضريح الإمام الرضا في إيران، ويتسع لـ 100 ألف شخص، مسجد بادشاهي في باكستان، ويتسع لـ 60 ألف شخص، مسجد الصالح في اليمن، ويتسع لـ 44 ألف شخص، جامع الشيخ زايد الكبير بالإمارات، يتسع لـ40 ألف شخص، المسجد الجامع في دلهي في الهند، ويتسع لـ 25 ألف شخص.
موقف العلمانيين من بناء المساجد
دائما ينتقد بعض المنتمين للتيار العلماني قيام الدولة بالتوسع في بناء المساجد، فقد دعا المفكر والطبيب خالد منتصر، الرئيس إلى توفير الأموال المخصصة لأكبر مسجد وأكبر كنيسة في العاصمة الإدارية الجديدة، وإعادة توجيهها لبناء أكبر مركز بحث علمي.
وقال الدكتور خالد منتصر، إن أهم دروس الاستفادة من جائحة فيروس كورونا المستجد، هو عدم هجرة العلم، فالعلم أصبح طوق النجاة الوحيد من الأزمات، موضحًا أنه لن نهزم كورونا بكثرة المساجد والكنائس والمعابد، بل بكثرة المعامل ومدرجات البحث والأبحاث العلمية في مختلف المجالات الطبية وغيرها من المجالات.
وقال خالد منتصر، تعليقا على بناء مساجد جديدة بتكلفة ١٠ مليار جنيه تزامنا مع توقف اعمال ترميم ١٤٥٠ مدرسة لعدم وجود ميزانية:" المجتمع العلماني ليس ضد الصلاة أو بناء المساجد ؟، مضيفا عبر حسابه على فيسبوك:" لكن العلمانية تهتم بتحقيق أولوياتك وتلبية احتياجاتك الضرورية وتحقيق مكاسبك على الأرض ولا علاقة لها بمكاسبك وأرباحك في السماء".
وتابع منتصر:" مليار جنيه لبناء مساجد جديدة، في نفس الوقت اللي فيه مدارس محتاجة ترميم ومش لاقيين ميزانية!!.
وأضاف:" المواطن ممكن يصلي في أي مكان لكن مش ممكن يتعلم الا في مدرسة أو يتعالج الا في مستشفى، المسجد مكانه في قلبك، والدين الضمير، وربنا منتظر مننا نرقى بعباده ونعالجهم وننقذهم، ودي أفضل صلاة.
وقد رد عليه الشيخ خالد الجندي، الداعية الإسلامي، وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية قائلا، إن الحوينيين كانوا يصدرون فكرة أن الدولة تحارب الدين، ومنهجهم قائم على شتيمة الدولة.
وأضاف "الجندي، أن “العلمانيين متضامنين مع السلفيين؛ حيث هناك مظاهر اقتراب ودودة بين الفريقين؛ بيهجموا على الشعراوي مع بعض، وبيهجموا على وزارة الأوقاف في نفس الوقت”.
وتابع: "واحد من العلمانيين بيقول بناء المساجد الجديدة وتوقف ترميم المدارس لعدم وجود ميزانية المواطن ممكن يصلي في أي مكان ولكن مش ممكن يتعلم في غير المدرسة، معلقًا: "هذا كذب وتلبيس، وهو فاته إن المسجد أصله مدرسة، لكن المدرسة مش ممكن تبقى جامع، الناس دي ضلالية".
واستكمل: “الرئيس السيسي أنشأ مئات المدارس الجديدة والجامعات وطور العديد من المدارس”، مؤكدًا أن إنجازات الرئيس السيسي عظيمة وكبيرة.
«القاسمي»: كل من يحارب بناء المساجد من الذين يصدون عن سبيل الله
يقول الشيخ صبرة القاسمي، القيادي السابق في تنظيم الجهاد، أن الرئيس عبد الفتاج السيسي رجل مؤمن ويؤمن بحرية كافة الأديان، مشيرا إلى أنه عندما قامت الدولة بهدم الزوايا عند طريق محور المحمودية لأنها كانت تعيق الطريق هاج وماج إعلام الإخوان الإرهابيين وقام بعمل دعاية سيئة ضد الرئيس، لكن هذا الطريق كان سببا في عودة أعداد كبيرة من شباب الجماعة المخدوع إلى جادة الصواب بعد أن فوجئ بالحقيقة، وأن الرئيس يحمل في قلبه عقيدة إيمانية، ويحمل في قلبه حب للإسلام، وحب للمساجد وإعمارها، مؤكدا على أن الزوايا الصغيرة التي تم إزالتها تم إنشاء عدد ضخم من المساجد الكبرى بدلا منها، وهذا دليل حي شاهد على صدق نوايا الرئيس وأنه المدافع الأول عن الإسلام وليس هذه الكيانات الإرهابية، وإلى جوار هذه المساجد تم إقامة كنيسة فأصبح المسجد يعانق الكنيسة على طريق المحمودية في صورة تعبر عن حقيقة مصر وعن الوحدة الوطنية.
وأضاف «القاسمي»، أن ما يدعو إليه الرئيس هو أبلغ رد على كل من يتهمون الدولة المصرية بمعاداة الدين والحريات الدينية، وعلى كل مصري مسلم أو يحمل ديانة أخرى غير الإسلام أن يفخر بنجاح الدولة المصرية ويفخر بهذا الرجل الذي يحافظ على الصبغة الدينية لكل المصريين، مشيرا إلى أن هجوم العلمانيين على قرار الرئيس ليس جديدا، لافتا إلى أن الليبراليين والعلمانيين يحاربون أي مظهر إسلامي ويصدون عن سبيل الله، لكن الغريب هو محاربة بعض الإسلاميين لبناء المساجد وصدهم عن سبيل الله، مؤكدا على أن العلمانيين والإسلاميين أصبحوا يهاجمون أي نجاح للدولة المصرية، قائلا «إذا لم يقوم الرئيس السيسي ببناء مساجد يقولون أنه عدو للإسلام، وإذا قام ببناء المساجد يهاجمون الدولة المصرية ويشككون فيها؟!!»، مؤكدا أنه كل من يحارب الرئيس السيسي في بناء المساجد من الذين يصدون عن سبيل الله، مشيرا إلى أن مسجدى مصر والفتاح العليم في العاصمة الإدارية الجديدة من أعظم انجازات الدولة المصرية في الفترة السابقة، لافتا أنه مع وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكم بدأت الحريات الدينية في مصر، موضخا أن تقارير الخارجية الأمريكية عن الحرية الدينية كانت دائما تسئ إلى مصر، لكن في عهد الرئيس السيسي الأمر تغير تماما وأصبحت هذه التقارير تشيد بمساحة الحرية الممنوحة للمصريين بممارسة شعائرهم الدينية سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين.
«صبح»: قرار صائب وأولويات الناس هو دينها وإقامة شعائرها
ويقول الشيخ أحمد صبح زعيم المنشقين عن الجماعة الإسلامية، أن قرار الرئيس السيسي صائب ويدل على توجه الدولة باعتبار أنها دولة إسلامية تسع الجميع، مؤكدا على أن بناء المساجد من إقامة الشعائر وعلماء الأصول قالوا أن من طمس الشعائر من علامات النفاق، لافتا إلى أن أولويات الناس هو دينها وإقامة شعائرها، والله تعالى يقول « وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا».
«شحاتة»: القرار يقطع الطريق على دعاة التطرف والإلحاد ويتماشى مع الجمهورية الجديدة
يقول الشيخ على عبد الباقي شحاتة، الأمين العام الأسبق لمجمع البحوث الإسلامية، أن العلمانيين والإسلاميين ضد البلد على طول الخط، مشيرا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي هو ولي أمرنا وما يراه في صالح الأمة فكل الشعب معه، مؤكدا على أن بناء مساجد كبرى على مستوى الجمهورية يتماشى مع فكر الجمهورية الجديدة ومع كل القيم الإنسانية، مشيرا إلى أن المسجد منذ أن بدأ في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وحتى الأن كان يقوم بدور المدرسة العلمية والفكرية التي تنير الطريق لكل المجتمع، لافتا إلى أن أي مجتمعات أو مدن جديدة تحتاج إلى مساجد ومراكز علمية وتنويرية من أجل قطع الطريق على الفكر الدين المتطرف والفكر العلماني الإلحادي، مؤكدا على أن رسالة المسجد والكنيسة سامية، موضحا أن كل دور العبادة تدعو إلى قيم التسامح والسلام والتنمية والتقدم والتعاون وكل مكارم الأخلاق، مؤكدا على أن أهم عنصر في التنمية هو الإنسان، وأن بناء المساجد الكبرى يهدف إلى تنمية الإنسان وتنويره وتعليمه، وما دعا إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي يتطابق مع أهداف التنمية، مؤكدا أن العلمانيين والمتطرفين ينتقدون كل شئ يقوم به الرئيس ويريدون فرض إرادتهم وأرائهم على الدولة والمجتمع، ولكن يجب ألا يلتفت إليهم، مؤكدا على أن تنمية الإنسان من أهم الأولويات، من أجل قطع الطريق على دعاة الهدم والإلحاد.