زلزال تركيا وسوريا..هل يمكن تحديد موعد وقوع الهزات الأرضية؟
هل يمكن تحديد موعد وقوع الزلازل؟
هذه السؤال أجابت عنه صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، التي نقلت عن مديرة مركز علوم الزلازل التابع للمسح الجيولوجي الأمريكي، كريستين جوليه، قولها: "يحدث الزلزال بسرعة كبيرة جدا.. لسنا قادرين على التنبؤ بالزلازل على الإطلاق".
وتضيف جوليه "تكون حركة الصفائح المسببة للزلازل ببطء، ويحدث الصدع فجأة". ويستخدم العلماء القياسات الجيولوجية والبيانات والسجلات التاريخية لتسليط الضوء على المناطق المعرضة لخطر الزلزال. بعدها يستخدم العلماء النماذج الإحصائية لتقييم احتمالية حدوث زلزال في المستقبل.
خلافا للتنبؤ بالطقس، الذي تم تحسينه من خلال قوة الحوسبة والنماذج الرياضية وظهور الطائرات دون طيار والأقمار الاصطناعية، لا يمكن الوثوق بدقة التنبؤ بالزلازل.
في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، شرع الباحثون في العثور على إشارات قد تسبق الزلازل، مثل سلوك الحيوان وانبعاثات عنصر "الرادون" والإشارات الكهرومغناطيسية.
كما نقلت الصحيفة الأمريكية عن أستاذ الفيزياء والجيولوجيا في جامعة كاليفورنيا، جون راندل، قوله، أن النتائج المستقاة من تلك الطرق أظهرت أحيانا بعض أنماط التوقع ولكنها لم تكن موثوقة بالنسبة للعلماء. موضحا: "في الثمانينيات، قال علماء الزلازل إن صدع سان أندرياس بالقرب من باركفيلد في كاليفورنيا، سيتسبب بزلزال سيحدث عام 1993، لكنه لم يحدث حتى عام 2004، حيث ضرب وسط كاليفورنيا دون سابق إنذار".
ويضيف راندل: دفعت تلك الحادثة العديد من العلماء إلى التركيز أكثر على النماذج الإحصائية وتقييمات الاحتمالات بدلا من التنبؤات الشبيهة بالطقس. ويتطلب التنبؤ الدقيق بالزلازل رسم خرائط وتحليل مكثف لقشرة الأرض، بما في ذلك تحديد كل نقطة ضغط لتتبع بدقة أي منها قد يكون على وشك التمزق.
ويوضح: يراهن الباحثون على الذكاء الاصطناعي، باستخدام برامج التعلم الآلي، التي تستوعب كميات كبيرة من البيانات وأنماط تحديد المواقع، لاكتشاف علامات التحذير. العلماء يقومون بتزويد نماذج التعلم الآلي بمجموعة من البيانات، من قراءات علم الزلازل إلى بيانات الرادار حول كيفية تشوه سطح الأرض، لتحسين التنبؤ بوقت ومكان الزلازل المستقبلية.
ويقول جورج حدادين، خبير الطاقة وعلوم الأرض والنقيب السابق لنقابة الجيولوجيين في الأردن، أن وقوع الزلازل أمر تاريخي، ولكن لا يمكن التنبؤ بتوقيت أو زمان أو مكان أي هزة في أي مكان حول العالم، مضيفًا من الممكن أن "نتوقع حدوث الزلزال من دون تحديد وقت وقوعه الدقيق"، مشيرا إلى أن الدول التي تضربها الزلازل بشكلٍ متكرر مثل اليابان، طورت بشكلٍ كبير إمكانات التنبؤ، ومع ذلك لم يصلوا إلى إمكانية تحديد الموقع والوقت لحدوث الزلزال.
ويقول الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن سبب عدم التنبؤ بالزلازل يعود إلى أنها ظاهرة طبيعية لا تحدث إلا في باطن الأرض، ما يجعل التنبؤ بها من الصعب للغاية، وإن كانت هناك بعض المناطق المعروفة بحدوث الزلازل بها، والتي تعرف بأماكن النشاط الزلزالي، ويتوقع حدوث الزلازل فيها، لكن دون معرفة حجمه أو قوته أو شدته أو تحديد موعد حدوثه.
وأكد القاضي، أن مصر ليست داخل حزام الزلازل وبعيدة عن الدخول في هذه الأمر، موضحا أن ما حدث في تركيا وسوريا هي زلازل طبيعية ومتوقع حدوث مثلها من فترة لأخرى حسب ظروف الطبيعة، لكن ما يطول مصر منها هي هزات متوسطة لا تؤثر بشكل قوي، مشيرا إلى أن الدليل الاسترشادي للبحوث الفلكية أوضح أن هناك بعض الأماكن في مصر أكثر تأثرًا بالهزات الأرضية مثل منطقة أخدود البحر الأحمر وخليجي العقبة والسويس وشرق البحر المتوسط.
وأوضح القاضي، أن هناك عوامل عدة تُساهم في ارتفاع أعداد الضحايا، وقت حدوث الزلازل، والتعظيم من أضرارها؛ مثل وجود مباني قديمة، والكثافة السكانية في المناطق المُتضررة، لافتًا إلى أنه من المتوقع أن تستمر توابع زلزال سوريا وتركيا إلى الغد.
وأضاف القاضي، أن وقوع زلزال سوريا وتركيا بناء على توقعات العالم الهولندي؛ كان مجرد مصادفة، مؤكدًا أن حدوث هذا الزلزال وقت الفجر؛ ساهم في ارتفاع أعداد الضحايا والمصابين، وفاقم الأزمة.
وكشف القاضي، أن هناك عوامل عدة تُساهم في ارتفاع أعداد الضحايا، وقت حدوث الزلازل، والتعظيم من أضرارها؛ مثل وجود مباني قديمة، والكثافة السكانية في المناطق المُتضررة، لافتًا إلى أنه من المتوقع أن تستمر توابع زلزال سوريا وتركيا إلى الغد.
و اكتشف باحثون طريقة للتنبؤ بالزلازل قبل 48 ساعة من حدوثها بدقة 80٪، كما هو مفصل في دراسة نشرت في المجلة العلمية Remote Sensing في مايو/أيار الماضي.
ومن خلال دراسة التغيرات في طبقة الأيونوسفير للأرض، وهي شظية الغلاف الجوي التي تلتقي بفراغ الفضاء، تمكن فريق البحث التابع لجامعة أرييل ومركز الأبحاث والتطوير في إسرائيل من تقييم السلائف المحتملة للعديد من الزلازل الكبرى التي حدثت في العشرين عامًا الماضية.
وحسب موقع "جيروزاليم بوست"، عرف الباحثون الزلازل الكبرى بأنها تلك التي تتجاوز Mw 6 على مقياس قوة اللحظة، والذي يقيس حجم الزلزال بناءً على حركته الزلزالية.
والطريقة التي طورها الفريق جعلت منهم يطبقون تقنية آلة دعم التعلم الآلي (SVM)، المطبقة مع بيانات خرائط GPS لمحتوى الإلكترون الكلي في الغلاف الأيوني لحساب كثافة شحنة الإلكترون.
ومن خلال هذه التقنية، تمكنوا من اكتشاف أن الزلزال يمكن التنبؤ به بدقة تصل إلى 80٪.
علاوة على ذلك، تمكن الباحثون أيضًا من التنبؤ بدقة بموعد عدم حدوث زلزال في منطقة محددة بدقة 85.7٪.