رئيس التحرير
خالد مهران

حور محب ابن المنيا قائدًا للجيش في عهد الملك امنحوتب الثالث وحكم مصر 30 عامًا

النبأ

تبقى محافظة المنيا شاهد عيان على تاريخ مصر القديمة بما تحتويه من معالم تاريخية حتى أصبحت عروس الصعيد ضمن أهم المعالم الآثرية على مر العصور فهناك الكثير من المناطق والمدن تم تغيير اسمها على مدار العصور الماضية، ومن ضمن تلك المناطق «نسوت – حوت» وهي الكوم الأحمر حاليًا ولد فيها «حور محب» القائد الأعلى للجيش في عهد الملك امنحوتب الثالث.

ولد حور محب في عهد الملك أمنحوتب الثالث ولقبه بلقب الملكي أي يدعي «جسر خبرو رع» ومعناه المختار من قبل رع وعاش «حور محب» فى المرحلة الانتقالية المهمة بين الأسرة الثامنة عشرة والأسرة التاسعة عشرة عاصر بها العديد من ملوك ومن بينهم «أخناتون توت عنخ أمون».

حور محب تقلد بعض الوظائف حتى أصبح ملكًا

وتقلد «حور محب» العديد من الوظائف قبل أن يصبح ملكًا من أهمها وظيفة الكاتب والمشرف على محاجر الكوارتز والقائد الأعلى للجيش المصري وكبير أمناء الملك المقيم في منف ثم أنعم عليه الملك توت عنخ أمون بلقب «الأمير»، ولا شك في أن هذا اللقب هو الذي ميزه من باقي الوزراء، وساعده بصفته أميرًا وقائدًا عامًا للجيش على أن يعيّنه الملك خليفة له «وصيًا على العرش».

ويعد الملك حورمحب من ملوك الأسرة الثامنة عشرة المتميزين إذ تولى الحكم في فترة حساسة جدًا، ولا يعرف حتى الآن كيف كانت نهاية الملك «توت عنخ أمون» لكن المعروف أنه لم يخلف وريثًا ملكيًا للعرش فاغتنم القائد حورمحب الفرصة واستولى على السلطة واستولى حور محب على العرش.

وعندما تولى حورمحب الحكم لم تكن البلاد مضطربة من الناحية الدينية فحسب وإنما من الناحية السياسية أيضًا لذلك كان عليه أن يواجه هذه المشاكل بحنكة وذكاء فأصدر مجموعة من المراسيم عرفت بقوانين حورمحب والتي نقشت على لوحة حجرية كبيرة عثر عليها عام 1898، وتألفت من قسمين هما الأول: يشمل تنظيمات الملك من أجل القضاء على الفساد بجميع جوانبه والثاني يشمل القوانين التي تخص الجهاز الإداري في البلاد.

أما نشاط حورمحب الحربي فقد خاض معارك عدة قبل توليه الحكم وبعده في النوبة من أجل القضاء على المتمردين وكان يخرج على رأس جيشه من مدينة منف مركز الثقل العسكري إلى النوبة للقضاء على المتمردين حتى قبل أن يصبح ملكًا.

كما أرسل حور محب العديد من البعثات التعدينية إلى محاجر جبال السلسلة لقطع الحجارة اللازمة للمنشآت الجنائزية، وقد نقش نصًا على جدران أحد المقاصير التي نحتت في الصخر للآلهة: آمون – حابي – سوبك لتخليد انتصاره على متمردي النوبة.

كما نحت رسمًا على الصرحين التاسع والعاشر اللذين أقامهما في معابد الكرنك يمثله مع حاشيته وهم يستقبلون زعماء رؤساء بلاد بونت (منطقة في شرقي إفريقيا) حاملين معهم الهدايا وهذا دليل على استمرار علاقات مصر مع هذه المنطقة في عهده.

وتوفي الملك حورمحب عام ١٢٩٢ق.م بعد حكم دام نحو ثلاثين عامًا ودفن في مقبرته التي بناها في وادي الملوك على الرغم من بنائه مقبرة أخرى غير ملكية له في منطقة سقارة عندما كان قائدًا أعلى للجيش.

وعندما فتحت المقبرة لم يوجد بها سوى التابوت الغرانيتي الوردي اللون الذي ما زال في مكانه حتى اليوم.

وبوفاته تختتم الأسرة الثامنة عشرة لتبدأ الأسرة التاسعة عشرة بالملك رعمسيس الأول «من بحتي رع».

وبذلك وضع حورمحب القواعد اللازمة لحماية الأملاك الخاصة وطرق المواصلات للتخلص من الفساد، وإعادة تنظيم هيكل المناطق العسكرية، والمجالس الإدارية بالأقاليم، وغير ذلك الكثير من الأمور الداخلية للبلاد.

وقد اُستنتج من ذلك أن حورمحب أحس بمعاناة الشعب وآلامه، وأراد أن يحقق العدالة التي يرجوها لشعبه وهو ابن هذا الشعب، ولتوطيد أركان حكمه.