كيف أوافق ساعة الإجابة يوم الجمعة؟.. علي جمعة يوضح
قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن ينبغي على المسلم أن يتحرى الأزمان الفاضلة، والأماكن الفاضلة والأحوال الفاضلة في دعاءه فذلك أرجى للإجابة وأكثر بركة في الدعاء.
متى أوافق ساعة الإجابة يوم الجمعة؟
وأوضح علي جمعة أن من هذه الأزمان والأماكن والأحوال كـ “دعاء ليلة القدر، وجوف الليل الآخر، ووقت السحر، ودبر الصلوات المكتوبات، وبين الأذان والإقامة، وعند الآذان، عند نزول المطر، عند زحف الصفوف في سبيل الله”، مشيرًا إلى أن ساعة من يوم الجمعة وهي على الأرجح آخر ساعة من ساعات العصر قبل الغروب.
وتابع في سرد الأزمان والأماكن المستجابة: "وعند شرب ماء زمزم، وفي السجود في الصلاة، وعند صياح الديك، وبعد زوال الشمس قبل الظهر، والدعاء عند المريض، والدعاء بعد الثناء على الله والصلاة على النبي صلى الله علية وسلم، وعند دعاء المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب، ودعاء يوم عرفه في عرفه، والدعاء في شهر رمضان، ودعاء المظلوم علي من ظلمه، دعاء الصائم حتي يفطر، ودعاء الصائم عند فطره، ودعاء المسافر، ودعاء المضطر، ودعاء الإمام العادل، والدعاء في الطواف وعلى الصفا وداخل الكعبة، والدعاء على المروة، والدعاء فيما بين الصفا والمروة، والدعاء في الوتر من ليالي العشرة الأواخر من رمضان، والدعاء في العشر الأول من ذي الحجة، والدعاء عند المشعر الحرام.
وأشار علي جمعة أنه ذلك لكثير من الأدلة نذكر بعضها، كقوله صلى الله عليه وسلم: «ينزل الله تعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطي، من يستغفرني فأغفر له» [رواه البخاري ومسلم].
ولقوله صلى الله عليه وسلم: «تفتح أبواب السماء، ويستجاب دعاء المسلم، عند إقامة الصلاة، وعند نزول الغيث، وعند زحف الصفوف، وعند رؤية الكعبة» [رواه الطبراني في الكبير] وروي عن أبير هريرة موقفا، وقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة» [رواه أبو داود]. وقوله صلى الله عليه وسلم: «الصائم لا ترد دعوته» [رواه أحمد في مسنده] وقوله صلى الله عليه وسلم: «الإمام العادل لا ترد دعوته» [رواه أحمد في مسنده]
آداب الدعاء
وبين أن من آداب الدعاء كذلك أن يدعو مستقبل القبلة ويرفع يديه بالدعاء، فروى أنس «أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في الدعاء حتى يرى بياض إبطي» [رواه البخاري ومسلم] ومن آداب الدعاء أن يمسح بيديه وجهه في آخر الدعاء. قال عمر رضي الله عنه: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مد يديه في الدعاء لم يردهما حتى يمسح بهما وجهه» [رواه الترمذي في سننه والحاكم في المستدرك.
ومن الآداب أن يتجنب رفع بصره إلى السماء، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: «لينتهين أقوام عن رفعهم أبصارهم عند الدعاء في الصلاة إلى السماء أو لتخطفن أبصارهم» [رواه النسائي في سننه]
ومن الآداب أيضا إخفات الصوت في الدعاء والاعتدال بين المخافتة والجهر لقوله عز وجل: ﴿ ادعوا ربكم تضرعا وخفية﴾ [الأعراف:55]، ولما روي أن أبا موسى الأشعري قال: «قدمنا مع رسول الله فلما دنونا من المدينة كبر، وكبر الناس ورفعوا أصواتهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناس: اربعوا على أنفسكم، إنكم ليس تدعون أصم ولا غائبا، إنكم تدعون سميعا قريبا، والذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلة أحدكم» [رواه البخاري ومسلم]، وقد أثنى الله عز وجل على نبيه زكريا عليه السلام حيث قال: ﴿إذ نادى ربه نداء خفيا﴾ [مريم: 3].
كما أنه من الآداب أن لا يتكلف السجع، فلا يهتم بشكل الدعاء والموسقى الصوتية فيه فهذا كل من الشكليات التي تذهب بحقيقة الدعاء، وذلك لما رود عن ابن عباس: «وانظر السجع من الدعاء فاجتنبه، فإني عهدت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفعلون إلا ذلك» [رواه البخاري]
ومن الآداب كذلك أن يجزم المسلم في الدعاء ويوقن بالإجابة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة فإنه لا مستكره له» [رواه البخاري ومسلم] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا دعا أحدكم فليعظم الرغبة فإن الله لا يتعاظمه شيء» [رواه ابن حبان في صحيحه] وقال صلى الله عليه وسلم: «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله عز وجل لا يستجيب دعاء من قلب غافل» [رواه أحمد في مسنده والترمذي في سننه].
وعن سفيان بن عيينة: «لا يمنعن أحدكم من الدعاء ما يعلم من نفسه، فإن الله عز وجل أجاب دعاء شر الخلق إبليس لعنه الله إذ ﴿قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون قال فإنك من المنظرين﴾. ومن الآداب كذلك الإلحاح في الدعاء وتكراره ثلاثا، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : «كان عليه الصلاة والسلام إذا دعا دعا ثلاثا، وإذا سأل سأل ثلاثا» [رواه مسلم في صحيحه]
لا يستبطئ الإجابة
ومن الآداب كذلك أن لا يستبطئ الإجابة، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: «يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول قد دعوت فلم يستجب لي. فإذا دعوت فاسأل الله كثيرا فإنك تدعو كريما» [رواه البخاري ومسلم]
ومن الآداب أن يفتتح الدعاء بحمد الله والثناء عليه والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك لما ورد عن فضالة بن عبيد قال: «سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو في صلاته لم يحمد الله ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال صلى الله عليه وسلم: «عجل هذا ثم دعاه، فقال له أو لغيره: «إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثنا، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بما شاء» [رواه أبو داود في سننه والترمذي في سننه والحاكم في المستدرك].
ومن الآداب كذلك جعل الثناء عليه سبحانه والصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في آخر الدعاء وذلك لقوله تعالى ﴿وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين﴾ [يونس:10]، وأما الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فتكون في أوسط الدعاء كذلك وفي آخره، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا تجعلوني كقدح الراكب يجعل ماءه في قدحه فإن احتاج إليه شربه، وإلا صبه، اجعلوني في أول كلامكم وأوسطه وآخره» [رواه البيهقي في شعب الإيمان].
ودعا علي جمعة بدعاء: “اللهم يا سابغ النعم ويا دافع النقم، ويا فارج الغُمم، ويا كاشف الظُّلَم، ويا أعدل من حكم، ويا حسيب من ظُلِم، ويا أول بلا بداية، ويا آخر بلا نهاية. اجعل لنا من أمرنا فرجا ومخرجا”.