تفاصيل مخطط بريطانيا لمحاولة الإطاحة بعبد الحميد الدبيبة
أصبح التدخل الغربي السافر في الشأن الداخلي الليبي هو واحد من أهم أسباب الفوضى وعدم الإستقرار وفشل جميع المحاولات الرامية لإنهاء الأزمة والوصول إلى إنتخابات رئاسية بعد سقوط حكم الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011 على يد حلف شمال الأطلسي.
ومنذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا، لا يزال التدخل الخارجي في الشأن الداخلي مستمر بطرق عديدة فهنالك من يستغل حالة الإنقسام المؤسساتي في البلاد ويوقع إتفاقيات طويلة الأمد مع الحكومات المؤقتة في مجال الغاز والنفط لنهب ما تبقى من ثروات الشعب الليبي كما فعلت إيطاليا مؤخرًا ومن بعدها الولايات المتحدة الأمريكية التي ترغب في نيل نصيبها من النفط الليبي.
لكن هنالك أطراف جديدة عادت إلى الساحة الليبية من جديد بعدما فشلت في دعم أحد أطراف النزاع في البلاد وهي المملكة المتحدة، التي قدمت دعمها لحكومة الإستقرار المُكلفة من البرلمان برئاسة وزير الداخلية السابق بحكومة الوفاق فتحي باشاغا، بهدف إزاحة رئيس حكومة الوحدة في طرابلس، عبد الحميد الدبيبة، من منصبه وتنصيب باشاغا خلفًا له.
وبالفعل قدمت بريطانيا الدعم وإعترفت بحكومة باشاغا على أمل أن ينجح الأخير في دخول العاصمة وتولي مهامه منها، وهو ما لم يحدث، حيث تصدت الميليشيات التابعة للدبيبة لمحاولات باشاغا دخول طرابلس، وبذلك فشلت الخطة البريطانية.
الأنباء كشفت أن هنالك تحركات جديدة من الجانب البريطاني بهدف التواصل مع قادة الميليشيات المسلحة الموالية للدبيبة لشن إنقلاب على حكومة الوحدة من داخل العاصمة طرابلس بتوجيه بريطاني.
مبادرة توحيد المؤسسة العسكرية
ولتحقيق ذلك قررت بريطانيا أن تتدخل في الشأن الليبي عن طريق ما أسمته بمبادرة لتوحيد المؤسسة العسكرية، وقد إنعقد لقاء بين عبد الحميد الدبيبة وآمر القوات المشتركة البريطانية الجنرال، جيم موريس، والمساعد العسكري للقوة مارك تيلور تحت غطاء مساهمة المملكة المتحدة في توحيد المؤسسة العسكرية.
وبحسب ما يعرفه العالم عن سياسة فرَق تسد البريطانية، فإن مقترح توحيد المؤسسة العسكرية الهدف الأساسي منه هو جمع المعلومات بالتفصيل حول الجماعات المسلحة والميليشيات في طرابلس للتواصل مع القادة في العاصمة للإنقلاب على الدبيبة وهو ما سيقود إلى إندلاع حرب أهلية جديدة تُعيد البلاد إلى مربع الصفر.
الجدير بالذكر أن المملكة المتحدة في عام 1970-1971 دعمت محاولة الإنقلاب على نظام القذافي، بعدما أقدم الأخير على تأميم عمليات النفط البريطانية لتحاول لندن بعدها الإطاحة به. وفي عام 1996 موَلت المخابرات البريطانية سرًا متشددين لإغتيال القذافي في مدينة سرت لكنها فشلت أيضًا. وأخيرًا قصف الناتو لليبيا عام 2011 الذي أسفر عن مقتل القذافي وإقحام ليبيا في أزمة سياسية وإقتصادية حتى يومنا هذا، واليوم تسعى من جديد للقيام بالمثل ضد الدبيبة.