هيئةُ السكة الحديد.. وافتعالُ الأزمات!
لا شكَ ولا خلافَ، وقطعًا، والله العظيم (تلاتة) أن مُقتضَى الإدارة الرشيدة لأي مِرفقٍ أو هيئة حكومية أن يستنفر العاملون بها، أو قُلْ رؤساؤها جهودَهم وطاقاتهم للنهوض بهذه الهيئة، وإزالة ما يواجهها من عقبات، والقضاء على أسبابِ الأزمات، التي تقودُ إلى التبرم والسخط،( والعياذ بالله)، وأظن أن هذا ما يحدثُ قطعًا في كل دول العالم سواء كانت نامية مثلنا، أو مُتقدمة.
أمَّا في مصر فكمْ فيها من المُضحكات، أو (المُغيظات)؛ بفضل ما تتمتع به من الريادة حتي في كمِّ المُنغصات، والمُكدرات، ومُعكرات الأمزجة، التي تفرضها قسرا علي الشعب!.
فمرفقٌ كمِرفق السكة الحديد، والذي يُعدُ أفضلَ الوسائل لانتقال المواطنين لمصالحهم أو بيوتهم.. أتساءل ما السرُّ في تقليلِ عدد عربات قطار تستقلُه جموعٌ غفيرة من الركاب ذهابا إلى أشغالها أو عودة منها، وبدلا من أن تفكر الهيئة في زيادة عربات القطار لاستيعاب عدد مُستقليه نجدُ العكس، وهو ما يجعل الأقرعَ يشد في شعره، وتضرب بسببه المرأةُ علي خدها أو صدرها!.
وحتى لا يكون كلامي مرسلا، أستفسر من السيد الفريق وزير النقل، ورئيس الهيئة القومية لسكك حديد مصر:
ما السر في تخفيض عدد عربات قطار١٢١٢ المُحسَن، والمتجه من الإسكندرية إلي القاهرة إلى ٦ عربات، رغم أن مُستقلي هذا القطار، وفي هذا التوقيت، يحتاجون إلى قطار كامل العربات، وربما إمدادا؛ باعتباره الوسيلةَ الوحيدة المناسبة لمُحدودي الدخل؟.
ولماذا لا تجعل الهيئةُ محدودي الدخل ملء السمع والبصر، وتحرص علي زيادة عدد القطارات المُحسَنة كحرصها علي زيادة القطارات الفاخرة، والروسي، التي لا طاقة لكثيرٍ من الركاب بقيمة تذكرتها؟.
ولماذا لا تُزيد التواجدَ الشرطي بهذه القطارات؛ للتصدي للباعة الجائلين، والمُدخنين، ومُثيري الشغب؛ منعًا لحدوثِ كوارث، تُجبرُ الهيئة - عقب حدوثها - على الاعتذار، والتعويض، والندم في وقت لا ينفعُ في ندم؟.
ولماذا تنتهي رحلةُ القطارات المُحسَنة القادمة من خطوط بحري عند محطة شبرا، والقادمة من خطوط قبلي عند محطة الجيزة، بينما يُسمَح للقطارات المُكيفة والروسي بدخول محطة رمسيس؟.
وأخيرا أؤكد ياسادة - رعاكم الله - أن الإدارة، ليست الجلوسَ في بُرجٍ عاجي وعلى مكاتبَ فارهة، وحُجراتٍ مُكيَفة، بل هى التحامٌ مع الجمهور، ومعرفةُ مطالبِ الناس والسعيُ في تنفيذها، والقضاء على الأزمات في مهدها، وليس افتعالها، كما هو مشاهدٌ وملموس!.