رئيس التحرير
خالد مهران

ماذا نفعل في ليلة الإسراء والمعراج؟

النبأ

نقترب على ذكرى عظيمة في شهر رجب، وهى ذكرى حدوث الإسراء والمعراج في السابع والعشرين من شهر رجب، ويكثر البحث في هذه الذكرى عن كيفية الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج وماذا نفعل في هذه الليلة المباركة؟

هناك الكثير من الأسئلة المتعلقة بالعبادات في ليلة الإسراء والمعراج بخاصة، وفي شهر رجب بشكل عام، وهنا في هذا التقرير نوضح أصح الفتاوى عن الأحكام والعبادات المتعلقة بشهر رجب وليلة الإسراء والمعراج.

 

ماذا نفعل في ليلة الإسراء والمعراج؟

أكدت دار الإفتاء المصرية، إنه لا مانع شرعًا من التطوع بصوم ليلة الإسراء والمعراج، لما ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ الله بَعَّدَ الله وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا».

 

أعمال ليلة الإسراء والمعراج

وذكرت دار الإفتاء، أنه يستحب إحياء هذه الليلة بالعبادات والطاعات ومن أبرز هذه العبادات التي يحبها الله هي الصيام، منوهة أن هناك كذلك إطعام الطعام وإخراج الصدقات والسعي على حوائج الناس، والإكثار من الذكر والإستغفار.

وأوضحت، أن النبي الكريم، كان يحرص على الصيام في رجب لما له من مكانة عظيمة عند الله، ولم يرد عن صوم الإسراء والمعراج أنه سنة.

عبادات ليلة الإسراء والمعراج

وحث الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي الجمهورية السابق، على اغتنام ليلة الإسراء والمعراج، التي توافق يوم السابع والعشرين من رجب، بكثرة الذكر وقراءة القرآن الكريم وسنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- والاطلاع على سيرته العطرة، وصلاة ركعتين قيام ليل، منبهًا على أن الصلاة معراج القلب إلى الله تعالى، مشيرًا إلى أنها رحلة روحية يطوي الإنسان فيها فواصل البعد بينه وبين الله، ويدنو من خالقه ورازقه -سبحانه وتعالى-.

 

وألمح إلى أنه في الصلاة يكون الإنسان في موارد القرب والحب الإلهي العظيم، ويعلن عن تصاغره وعبوديته لخالقه، وتتسع أمام الإنسان آفاق العظمة والقدرة الإلهية المطلقة، ويتجسّد للإنسان فقره وضعفه وحاجته إلى غنى بارئه ورحمته، وتزول الحجب بين العبد وربّه، فتفيض إشراقات الحب والجمال الإلهي على النفس، لتعيش أسعد لحظات الإيمان والرّضى.

 

ولفت مستشار المفتي، إلى أن كل إنسان يستطيع أن يعرج يوميًا إلى الله تعالى عن طريقة أداء الصلوات، موضحًا أن أداء الصلاة ليلًا فهذا إسراء وأداء الصلوات في أكثر من مكان يعد معراجًا لأن الانتقال من طاعة إلى طاعة فهو معراج يقرب العبد من ربه -عز وجل-، منوها بأن المعنى الحقيقي للمعراج هو القرب من الخالق جل شأنه.

 

الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج

ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول صاحبه "ما حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج، والتي تكون في شهر رجب؟

 

وأجاب الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى في دار الإفتاء، أن الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج، من الأمور الجائزة شرعا، فيقول الله تعالى ( وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ ) وهذه الليلة المباركة هي من أيام الله.

 

وأشار إلى أن ليلة الإسراء والمعراج هي ليلة مباركة، أسري بالنبي فيها، ورأي النبي في هذه الرحلة ما أرادة الله أن يطلع عليه نبيه الكريم.

وأوضح، أنه يجوز الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج، سواء بالذكر أو الاستغفار أو إطعام الطعام، أو بالمدائح النبوية أو بالتصدق على الفقراء، أو قراءة السيرة النبوية والأحاديث النبوية، فكل هذا يثاب فاعله.

من رآهم النبي في الإسراء والمعراج

 

رأى النبي الكريم في السماء الأولى سيدنا آدم، كما رأى النبي في السماء الثانية سيدنا عيسى، وفي السماء الثالثة رأى النبي سيدنا يوسف، وفي السماء الرابعة رأى سيدنا إدريس، وفي الخامسة رأى سيدنا هارون، وفي السادسة رأى سيدنا موسى، وفي السابعة رأى سيدنا إبراهيم.

لماذا حدثت الإسراء والمعراج ليلا؟

 

وكشف الراحل الدكتور محمد وهدان، الأستاذ بجامعة الأزهر، الحكمة من جعل الله تعالى رحلة الإسراء والمعراج ليلًا، بأنها جبر لخاطر الليل لأنه خلقه مظلمًا، وجعل النهار مبصرًا، فشرف الليل برحلة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم - إلى سدرة المنتهى وبهذه المعجزة الربانية، مستدلًا بما ورد في كتاب «سُبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد -صلى الله عليه وسلم-» للإمام محمد بن يوسف الصالحي الشامي: «وكان الإسراء والمعراج ليلًا، لأن ابن عباس -رضي الله عنهما- يقول إن الله -عز وجل- قال في القرآن العظيم: وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ ۖ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً» (سورة الإسراء: 12)، فلما محا الله تعالى آية الليل وجعل آية النهار مبصرة، انكسر الليل، فجبر الله -عز وجل- بخاطر الليل، فجعل فيه الإسراء والمعراج بسيدنا محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم».