4 أمور ترفع العبد إلى أعلى الدرجات.. علي جمعة يوضحها
كشف الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن أربع ترفع العبد إلى أعلى الدرجات.
أربع ترفع العبد إلى أعلى الدرجات
وأشار جمعة من خلال صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، إلى قول الجنيد رحمه الله: أربع ترفع العبد إلى أعلى الدرجات وإن قل عمله وعلمه: الحلم، والتواضع، والسخاء،وحسن الخلق وهو كمال الإيمان.
الله طيب لا يقبل إلا طيبا
وجاء عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّى بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾ [المؤمنون:51]. وقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ﴾ [البقرة:172]، ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث، أغبر، يمد يديه إلى السماء يا رب. يا رب. ومطعمة حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟» [رواه مسلم].
وأوضح جمعة أن هذا حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم يرسي قاعدة جليلة مفادها: «إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا» «فالله طيب» قضية عقائدية يؤكد عليها النبي صلى الله عليه وسلم، وتعني أن الله سبحانه وتعالى منزه عن كل النقائص، متصف بكل الكمالات، قدوس، وأصل الطيب الزكاة والطهارة والخلاص من الخبائث.
ثم يشير الحديث إلى ضرورة المناسبة بين صفته سبحانه وبين ما يتقبله من الأعمال، فكما أن الله طيب، فهو لا يقبل إلا ما كان مناسبا لهذه الصفة؛ لذا فلا يقبل إلا طيبا، فحث المؤمنين أن يلتمسوا الطيب: من القول، ومن الطعام، ومن الكلام، ومن الأفعال، ومن الاعتقادات.
وتابع: غير المؤمن يصدق فيه قوله تعالى: ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِى الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ وَزْنًا﴾ [الكهف:103]، فهم لا يقدمون إلى الله الطيب، بل يقدمون إليه الكذب، والبهتان، والطغيان، والإفساد في الأرض،وظلم الناس، وقتل الأبرياء، ومع ذلك فهم يتهمون المؤمنين الذين يدافعون عن أرضهم وعرضهم بالإرهاب وبالعنف وبالتطرف وبغير ذلك، فيصدق فيهم المثل العربي: «رمتني بدائها وانسلت».
وهؤلاء الظالمون يسمون الأشياء بغير اسمها ليخدعوا الشعوب المسكينة وعلى رأسهم شعوبهم ليكسبوا بذلك شرعية عندهم لخوض حروبهم الظالمة، فيسمون الاحتلال والقتل تحرير، ويسمون الطغيان وكثرة الهرج ديمقراطية وعدل، ويسمون الفساد في الأرض صلاحا، قال تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُوا فِى الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ المُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ﴾ [البقرة:11، 12].
وقال تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِى الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِى قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِى الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ ﴾ [البقرة:204].
وشدد أنه على المؤمن أن يكون طيبا؛ لأن غير المؤمن خبيث، والله يريد أن يميز الخبيث من الطيب ليصطفي الصالحين من عباده، قال تعالى: ﴿مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ المُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ﴾ [آل عمران:179]، وأمر الله تعالى بعدم تسوية الخبيث بالطيب، فقال سبحانه: ﴿قُل لاَّ يَسْتَوِى الخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُوْلِى الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [المائدة:100]، وسمى الله الأرض التي تنتج زرعا بالطيبة، فقال تعالى: ﴿وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِى خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا﴾[الأعراف:58].