منها الوعى واستغلال «الديليفرية» للمشروع..
6 أزمات خطيرة تهدد بتوقف مشروع «كايرو بايك»
يواجه مشروع «كايرو بايك»، عددًا من المشكلات التي تهدد بتوقفه رغم إنه لم يمض على تدشينه وقت يتعدى الـ3 أشهر، الأمر الذي يتطلب تحركًا عاجلا من المسؤولين لإنقاذه.
وانطلقت المرحلة الأولى من مشروع «كايرو بايك» بوسط البلد، في أواخر أكتوبر، بعدد 250 دراجة، موزعة على 26 محطة، تضم مناطق وسط البلد وجاردن سيتي والزمالك، وذلك بحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، واللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة.
كما شهدت أعمال المرحلة الأولى من المشروع، تخطيط عدد من الشوارع بوسط البلد ورسم مسار معزول بعرض من متر إلى مترين بها، ليتم تخصيصها للدرجات ليسمح للمواطنين السير بهذه المسارات بعيدًا عن السيارات، وتم وضع حواجز بلاستيكية بارتفاع 50 سم تقريبا تمنع دخول السيارات بمسار الدرجات، وذلك بطول 2 كم مرحلة أولى.
وتسعى محافظة القاهرة من خلال المشروع، الذي يعد أول منظومة مشاركة دراجات عامة في مصر تتفرد بها محافظة القاهرة، إلى دعم تكامل وسائل المواصلات وتسهيل الممارسات الصحية والبيئية لتقليل الانبعاثات الضارة بالعاصمة، والحد من الاعتماد المتزايد على السيارات، وذلك فى إطار تنوع وسائل التنقل الصحي والصديق للبيئة، حيث سيسهم كل ذلك فى تخفيف الكثافات المرورية بمنطقة وسط المدينة.
تضم المرحلة الأولى من المشروع 26 محطة بإجمالي 250 دراجة مزودة بأجهزة تتبع «GPS»، وتكلفة تأجير الساعة جنيه واليوم كاملًا 8 جنيهات، مع إمكانية الدفع من خلال تطبيق إلكتروني أو من خلال البطاقات مسبقة الدفع.
تبلغ قيمة تعريفة ركوب الدراجات للمواطنين جنيها واحدا في الساعة وبحد أقصى 8 جنيهات في اليوم، بينما تبلغ قيمة الساعة لطلاب الثانوي والجامعة 70 قرشا للساعة وبحد أقصى 8 جنيهات في اليوم، حيث يصل سعر الاشتراك سنويًا إلى 600 جنيه، وسيتم تخفيضه لـ400 جنيه لطلاب الثانوى والجامعة.
وتتميز منظومة الدرجات الجديدة بربطها بمنظومة إلكترونية مدعمة بتطبيق موبايل والدرجات مدعمة بـ«GBS» يتتبع مسار الدراجة ويمنع من سرقتها، ويحتسب الوقت والمسافة التى قطعتها الدراجة.
وتعمل محطات الدراجات بالطاقة الشمسية وانترنت هوائى؛ لدعم خدمات تطبيق الموبايل وخدمات الدفع الإلكترونية لتكلفة ركوب الدراجات، ونظام مشاركة الدراجات هو تكنولوجيا وضع الدراجات في محطات في جميع أنحاء المدينة يمكن سكانها وروادها من استئجار الدراجات من مكان (أ) ثم ترك الدراجة في مكان (ب)، وهو نظام ثبت نجاحه.
ويشتكي كثير من المواطنين، من عدم من وجود الدراجات، بالإضافة إلى الصعوبات في طريقة الدفع وآلية التطبيق، وعدم توفير مسارات وحارات آمنة لأماكن سير الدراجات بشكل كاف، لا سيما أن المخصص منه لسير تلك الدراجات والذي يصل طوله 2 كم بوسط البلد، يتم التعدي عليه من قبل مالكي السيارات، والمارة.
الأزمات السابقة، دعمها تصريح من مدير تشغيل المشروع، هاني أبو قمصان، بحديثه في تصريحات إعلامية، حول استغلال موظفي توصيل الطلبات للمنازل «الديليفري» للمشروع، مما يترتب عليه حرمان المواطنين من هذه الخدمة، وهو الأمر الذي أثار ضجة كبيرة.
إذ يرى أحد المواطنين، الذي يشتكي من عدم قدرته من الاستفادة من الخدمة بسبب عمال الدليفري، أن السلبيات الموجودة ستسبب في عدم استمرار المشروع
وأضاف: «من لحظة ما تم الإعلان عن تطبيق كايرو بايك وأنا بتحين اللحظة اللي هايبقى متاح لي إني أستخدم الوسيلة الجميلة دي في التجول وسط البلد، رغم إني ماتوقعتش للتجربة الاستمرار لكني راهنت على إني أستفيد منها خلال عمرها القصير».
وواصل: «تابعت الأخبار وأول ما اتفعل الموضوع دفعت 100 جنيه مقابل الحصول على كارت التشغيل اللي بيديني رصيد 20 جنيه، لفيت كتير على المحطات عشان آخد عجلة وكل مرة ألاقي الموجود عدد قليل ويقول لي المندوب بتاع الشركة إن العجل ده في الصيانة، بعد بحث وتقصي عرفت إن المحافظة بمشروعها ده قدمت خدمة العمر للشباب اللي شغالين دليفري في تطبيق طلبات، الشباب دول يومهم بيبدأ مع أول الشيفت قوم ايه بقى؟».
وتابع: «بيلفوا على العجل اللي في المحطات كلها ياخدوه يخلصوا بيه شغلهم على مدار 10 ساعات مقابل 10 جنيه بس، عرفت كمان إن الموضوع بقى بالحجز بينهم كمان».
من جانبها، حاولت «النبأ» التواصل مع مدير المشروع، إلا أنه رفض الحديث، مكتفيا بقوله: «ليس من صلاحياتي الإدلاء بأي تصريحات للإعلام».
تكلفة عالية
وفي هذا السياق، قال الدكتور صبري الجندي مستشار وزير التنمية المحلية الأسبق، إن مشروع «كايرو بايك» لن ينجح، بسبب المشكلات التى تواجه الفكرة.
وأوضح «الجندي» في تصريح خاص لـ«النبأ»، أن السبب الآخر هو أن المشروع سيتسبب في تكلفته المادية العالية على المحافظة، والتي يتطلبها صيانة هذه الدراجات بشكل دوري، وكذلك الحفاظ عليها.
وأضاف: «هناك إشكالية ترتبط بفكرة الوعي عند الناس، في التعامل معها، والحفاظ، بالإضافة إلى أن الوعي غير مكتمل عن المواطنين، قائلًا: «بعض الناس مش فاهمة إزاي تركب العجل».
وتابع: «بعض العاملين في توصيل الطلبات للمنازل يقومون بحجز الدراجات على مدار اليوم، ولا يهتمون بها، وهو ما يتسبب في إهدارها وتهالكها، الأمر الذي يتسبب في عبء مادي على المحافظة في الصيانة، ومن ثم تكلفة عالية، وإن كان هدفها عدم الربح، من خلال توفير وسيلة نقل حضارية للشباب تستهدف تخفيف الزحام، وكذلك المردود الاقتصادي المرتبط بالتوفير لمستخدمي السيارات الخاصة، المواطن لا يشعر بالمال العام وضرورة المحافظة عليه».
ولفت إلى أن هناك إشكالية أخرى ترتبط بالإدارة القائمة على التشغيل، في التعامل مع آليات التطبيق وطرق حجز الدراجات.