اكتشاف أثري يشير لإجراء عملية جراحية دقيقة قبل 3500 عام
أشار اكتشاف أثري حديث إلى إجراء عملية جراحية بدائية في فلسطين قبل 3500 عام، واكتشف العلماء الذين ينقبون في مقبرة من العصر البرونزي في فلسطين بقايا شقيقين مرموقين عاشا حوالي 1500 قبل الميلاد وكانا مريضا بشدة بمرض معدي، من المحتمل أن يكون الجذام.
يقول الباحثون إن الزوجين كانا على الأرجح من أفراد النخبة في المجتمع وقد يكونا من أفراد العائلة المالكة، حيث اختار أحد الأخوين إجراء عملية جراحية تسمى trephination ، والتي تتضمن حفر قطعة من العظم وإزالتها من الجمجمة.
يُعتقد أن هذا الأخ توفي بعد ساعات أو حتى دقائق من إجراء عملية جراحية، على الرغم من نجاح العمليات الجراحية القديمة الأخرى من هذا النوع.
وقادت راشيل كاليشر من جامعة براون، رود آيلاند تحليل الرفات، والتي قالت: "لدينا دليل على أن عملية التنقيب كانت هذا النوع الشامل والواسع من الجراحة منذ آلاف السنين، ولكن في الشرق الأدنى، لا نرى كثير من العمليات الجراحية، فلا يوجد سوى حوالي اثني عشر مثالًا على الحفر في هذه المنطقة بأكملها، وأضافت: آمل أن تؤدي إضافة المزيد من الأمثلة إلى السجل العلمي إلى تعميق فهم مجالنا للرعاية الطبية والديناميكيات الثقافية في المدن القديمة في هذا المجال.
تم دفن الهيكلين العظميين في قبر تحت سكن النخبة في موقع تل مجيدو الأثري في فلسطين.
تاريخ المقبرة
يعود تاريخ المقبرة إلى العصر البرونزي المتأخر (حوالي 1550-1450 قبل الميلاد) وتشير اختبارات الحمض النووي إلى أن الأفراد المدفونين كانوا إخوة.
ودُفن الأخوان بخزف قبرصي ملون ورائع و"سلع أخرى فاخرة ومواد ثمينة" وحتى بقايا أغنام وماعز مما يدل على المجتمع الراقي، وأظهر كلاهما دليلًا على فقر الدم الناجم عن نقص الحديد في الطفولة والذي من المحتمل أن يعوق النمو.
وكان لديهم مرض في العظام، ودليل على مرض مزمن ومنهك مثل السل أو الجذام، وكان عمر أحدهم بين 21 و46 عامًا عند وفاته، بين كان الآخر في سن المراهقة، وكان الأول لديه ثقب مربع في أعلى الرأس بمقياس 1.26 بوصة × 1.22 بوصة (32 ملم × 31 ملم) عند أوسع نقطة له.
تم تشكيلها من خلال سلسلة من الشقوق المتقاطعة في كل زاوية، على الأرجح بأداة ذات "حافة مشطوفة حادة، تاركة هوامش نظيفة، وهو ما جعل الباحثين يعتقدون إجراء عملية جراحية دقيقة لهذا الشخص.
وتم استخدام العلاج بالنفخ لعلاج الاضطرابات الطبية المختلفة عن طريق تخفيف الضغط المتراكم في الجمجمة، لكن نقص التئام العظام يشير إلى أن الرجل مات أثناء الجراحة أو بعدها بفترة وجيزة، في غضون أيام أو ساعات أو ربما حتى دقائق.
ويعلم علماء الآثار أن الناس قد مارسوا عملية حفر الجمجمة لآلاف السنين، ويقوم الأطباء اليوم بإجراء مماثل، يسمى حج القحف، لتخفيف الضغط في الدماغ.
تشير الدلائل إلى أن الحضارات القديمة في جميع أنحاء العالم، من أمريكا الجنوبية إلى إفريقيا وما وراءها، أجرت الجراحة.
وتعود أقدم الجماجم التي تظهر دليلًا على عمليات النقب إلى حوالي 6000 قبل الميلاد وتم العثور عليها في شمال إفريقيا وأوروبا، لكن هذه الحالة تمثل أقدم مثال على عملية النقب الموجودة في الشرق الأدنى القديم.
ومن بين النتائج المتعددة التي توصلت إليها الدراسة، نود أن نسلط الضوء على النوع الخاص من نقش الجمجمة.