عقب قضاء 6 سنوات فى السجن
"فنجان قهوة" ينقذ رقبة علا من حبل المشنقة في الدقهلية
كشف وهدان الباز، محامي كريمة السيد عبدالحميد يوسف والمقيمة بمركز محلة دمنة بمحافظة الدقهلية، تفاصيل البراءة التي أنقذت رقبتها من الإعدام، بعد اتهامها بالتخلص من زوجها بدس السم له بفنجان قهوة، بعد قضائها 6 سنوات خلف القضبان منهم 4 سنوات بالبدلة الحمراء في انتظار تنفيذ حكم الإعدام.
وأوضح المحامي أن السر الذي منح البراءة لموكلته، كان توقيت تناول المجني عليه فنجان القهوة الذي دس به سم الفئران وأودى بحياته، مشيرا إلى أن المجني عليه تناول المشروب أثناء جلوسه على المقهى، وظل هناك من الساعة السادسة والنصف مساء وحتى التاسعة والنصف، ثم أخبر أصدقائه أنه ذاهب لزوجته، وذلك على الرغم من وجود خلافات بينهما ترك على إثرها المنزل منذ فترة وذهب لبلدته منية النصر بالدقهلية.
وأضاف، أنه وفقًا لشهود العيان والتحريات، فإن الزوج توجه لزوجته الساعة التاسعة والنصف، وتناول معها فنجان قهوة آخر دست به السم، وهو ما نفته الزوجة في اعترافاتها، مؤكدة أنه لم يصعد لمنزلها مطلقًا، كما أنها كانت لا تقدر على الحركة بسبب كسر في قدمها.
وأوضح المحامي، أنه وفقًا للمراجع العلمية فإن سم الفئران يستغرق 4 ساعات على الأقل للتفاعل داخل الجسم وحدوث الوفاة، ووفقًا للتقرير الطبي فإن الزوج توفى الساعة 11 مساءً، أي أن فرق التوقيت بين ذهابه لزوجته ووفاته يتراوح ما بين ساعة وساعة ونصف الساعة فقط.
وأشار محامي السيدة، إلى أن توقيت دس السم في القهوة كان ما بين الساعة السابعة والنصف والثامنة، أي في أثناء وجوده بالمقهى مع أصدقائه.
وأكد الباز، أنه قدم للمحكمة مستندًا رسميًا يثبت تفاعل سم الفئران بعد 4 ساعات من تناوله، وهو ما يتنافى مع أقوال شهود العيان من أصدقاء المجني عليه، ويؤكد أقوال الزوجة بأن الزوج لم يذهب للمنزل.
ولفت المحامي إلى أنه منذ توليه القضية وكان يثق في براءة موكلته ونزاهة القضاء المصري، مؤكدًا أن الحكم يعد تاريخيًا لم يصدر من قبل، وسيؤدي إلى إعادة فتح القضية من جديد لضبط المتهم وتقديمه للمحاكمة.
وكانت محكمة النقض، أصدرت حكمًا ببراءة كريمة السيد عبدالحميد يوسف، الشهيرة بعلا مقيمة بمدينة محلة الدمنة التابعة لمركز المنصورة، بمحافظة الدقهلية، وذلك بعد الحكم عليها بالإعدام في قضية قتل زوجها عام 2017.
وصدر الحكم من محكمة جنايات المنصورة في القضية رقم 144 لسنة 2018 جنايات مركز محلة دمنة والمقيدة برقم 448 لسنة 2018 كلي جنوب المنصورة، ضد كريمة السيد عبد الحميد، بالإعدام شنقا بتهمة وضع السم لزوجها في القهوة وقتله، وألغت محكمة النقض الحكم منذ شهر واحد فقط.
وكشفت كريمة المرحلة الصعبة في حياتها،التي مرت بها منذ وقت القبض عليها، وشهادة أهل الزوج ضدها، ولم تجد المحكمة أي مفر من أنها هي القاتلة.
وقالت السيدة في حديثها لـ "النبأ": "كنت بتحاكم علي حاجة لم أفعلها، وكنت أقول لنفسي ربنا اسمه العدل وأكيد الحق هايبان في أي وقت" لكنها وجدت نفسها ترتدي البدلة الحمراء وأصبح لا مفر من الإعدام.
وتكمل كريمة: "اعتبرت نفسي هاموت في أي وقت" وكنت أصاب بالأمراض والجلطة كلما فتح السجان باب السجن، وقالوا ان محكمة النقض قضت ببراءتي وخلعت البدلة الحمراء منذ شهر، ولما انتهت الإجراءات خرجت أمس من السجن.
وقالت "كريمة": هعيش لأطفالي أربي بناتي وأعوضهم فقدي لهم لمدة 5 سنوات، وهانسي كل اللي حصل لي، وهاعيش حياة جديدة وسطهم.