رئيس التحرير
خالد مهران

وزير الأوقاف: الله يحب الأبرار من عباده ويعفو عن الزلات

النبأ

قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن أسماء الله (عز وجل) وصفاته كلها عظمة وجلال وكمال، فهو البر العطوف على خلقه الرفيق بهم "إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ"، الذي يريد بخلقه اليسر ولا يريد بهم العسر، يعفو عن زلاتهم، ويضاعف حسناتهم، ويحب الأبرار من عباده، يقول سبحانه على لسان سيدنا عيسى (عليه السلام): "وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا"، ويقول عن سيدنا يحيى (عليه السلام): "وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا"، ويقول سبحانه: "إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ". 

وأضاف وزير الأوقاف، في منشور بعنوان “البر الودود المنان”، أنه سبحانه وتعالى الودود لمن أناب إليه واستعصم به، حيث يقول سبحانه: "وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ"، ويقول سبحانه: "وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ"، ويقول سبحانه: "إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا"، وفي الحديث القدسي: "مَن عادَى لي وَلِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ"، وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "إنَّ الله إذا أحبّ عبدًا؛ دعا جبريل؛ فقال: إنّي أحبُّ فلانًا فأحبه، قال: فيُحبه جبريل ثم يُنادي في السماء؛ فيقول: إنّ الله يحبُّ فلانًا فأحبُّوه، فيُحبه أهل السماء، ثم يُوضع له القَبُول في الأرض"، وعن الحسن بن أبي جعفر، قال: سمعت عتبة الغلام يقول: من عرف الله أحبه، ومن أحب الله أطاعه، ومن أطاع الله أكرمه، ومن أكرمه أسكنه في جواره، ومن أسكنه في جواره فطوباه، وطوباه، وطوباه، وطوباه.

وتابع: وهو سبحانه المنان المحسن إلى خلقه وعباده، من المنِّ بمعنى العطاء والإحسان، وعليه حديث نبينا (صلى الله عليه وسلم) حيث يقول: "إِنَّهُ لَيْسَ مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أَمَنَّ عَلَيَّ فِي نَفْسِهِ وَمَالِهِ مِنْ أَبِي بكْرِ بْنِ أَبِي قُحَافَةَ"، ومنه قوله تعالى: "لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ"، ويقول (عز وجل): "وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ * وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ"، ويقول سبحانه على لسان سيدنا يوسف (عليه السلام): "أَنَا يُوسُفُ وهذا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ"، ويقول تعالى على لسان أهل الجنة: "قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ * فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ * إنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ"، وعن أنس بن مالك (رضي الله عنه) قال: كنتُ مع رسول اللهِ (صلَّى اللهُ عليه وسلم) جالسًا، ورجلٌ قائمٌ يصلِّي، فلمَّا ركع وسجد وتشهَّد، دعا، فقال في دعائهِ: اللهمَّ إني أسالُك بأنَّ لك الحمد، لا إله إلَّا أنتَ، وحدَك لا شريكَ لك، المنَّانُ، يا بديعَ السماواتِ والأرضِ، يا ذا الجلالِ والإكرامِ، يا حيُّ يا قيوم، إني أسالكَ الجنةَ، وأعوذُ بك من النارِ، فقال النبيُّ (صلَّى اللهُ عليه وسلم) لأصحابهِ: "تدرونَ بما دعا؟ قالوا: اللهُ ورسولُه أعلم، قال: والذي نفسي بيدهِ، لقد دعا الله باسمهِ الأعظمِ، الذي إذا دُعِيَ به أجاب، وإذا سُئِلَ به أعطَى".