رئيس التحرير
خالد مهران

دراسة جديدة تكشف سر التحنيط لدى المصريين القدماء

التحنيط
التحنيط

من المعروف أن المصريين القدماء قاموا بتحنيط جثث أحبائهم؛ للحفاظ على الرفات الأخيرة لأفراد الأسرة والأشخاص المهمين في الآخرة، ولكن في الواقع أن سبب التحنيط كان أكبر من ذلك وأعمق.

فكرة التحنيط لدى المصريين القدماء

يعد الباحثون الفيكتوريون في بريطانيا من بين أوائل الباحثين في الخوض في دراسة وتحليل المقابر القديمة في مصر، ووضعوا بعض الافتراضات الكبرى منذ البداية.

ورأى علماء الآثار في القرن التاسع عشر خطأً وجود صلة بين الحفاظ على الأسماك باستخدام الملح والتحنيط باستخدام مادة مماثلة، ولم يثبت هؤلاء الباحثون أنهم أكثر المحققين دقة، ولكن بصفتهم رواد في علم المصريات، ما زالوا يتمتعون بتأثير كبير فيما يتعلق بالعديد من الأشياء التي يعتقدها الناس عن مصر حتى يومنا هذا. 

فقد أهمل الفيكتوريون ذكر أن الجثث المعنية قد جفت بمادة مختلفة عن تلك المستخدمة في السردين أو سمك السلمون المقدد، وأثبت هذا المعدن المعروف باسم "النطرون" والمتواجد بوفرة في منطقة وادي النطرون، أنه يعمل بشكل رائع في إيقاف التحلل ومنع نمو البكتيريا، ولكن على عكس ملح الطعام (المعروف أيضًا باسم كلوريد الصوديوم)، يحتوي النطرون على كربونات الصوديوم وكلوريد الصوديوم وكبريتات الصوديوم وبيكربونات الصوديوم.

على الرغم من أنه لا يمكن لأحد أن يجادل في أن استخدام النطرون ساهم في التحنيط، إلا أن الحفاظ على الجثة كان بعيدًا عن الموضوع. 

وتوصل الباحثون إلى هذا الاستنتاج بعد فحص الأهمية الروحية للنطرون للشعب المصري. "في بعض الثقافات، وخاصة مصر الفرعونية، كان يُعتقد أن [النطرون] يعزز السلامة الروحية لكل من الأحياء والأموات."

هذه الأهمية الخاصة ضمنت أن النطرون كان موجودًا طوال فترة الانتقال من الأرض إلى الآخرة، حيث تم عرضها في الجنازات، واستخدموها "لإيقاظ" الموتى، ورأوا أنها ضرورية لنقل الجثة إلى العالم التالي. واعتمد الفنانون العاملون داخل المقابر على النطرون الممزوج بزيت الخروع لإضاءة الغرف التي رسموا فيها الجداريات. وكان النطرون مكونًا نشطًا في الصابون ومعاجين الأسنان وغسولات الفم المبكرة. 

وينطبق الشيء نفسه على المواد الأخرى التي يتم فركها على الجثث - مثل المر، واللبان، والبخور والتي ساهمت عن غير قصد في التحنيط، ليتحول البشر إلى ما يشبه الآله. 

هدف المصريين القدماء من التحنيط

كان هدف المصريين القدماء النهائي يمثل تحولًا شبيهًا باليرقة إلى الفراشة من بشر إلى خالد. علاوة على ذلك، فإن الخطوات في العملية، مثل إزالة الأعضاء الداخلية، ساعدت في إعادة تشكيل الجثة إلى تمثال مقدس.

كان الهدف من التحنيط في مصر القديمة هو تحويل جسم بشري قابل للفساد إلى تمثال أبدي يمكن أن يكون بعد ذلك محور طقوس، حيث أصبحت الجثة، المحفوظة بشكل صحيح، وملفوفة، ووضعت في نعش أو توابيت، أكثر مثالية.

لا يوجد تابوت حجري يوضح هذا أفضل من تابوت الملك توت عنخ آمون. بينما يصوره قناع الدفن الخاص بتوت على أنه وسيم بشكل غير طبيعي ومتناسب جيدًا، إلا أن إعادة بناء الوجه لعام 2014 لا ترقى إلى مستوى هذه الصورة.