مزايا المقاتلة "إف 16" الأمريكية... هل تتفوق على ميج 29؟
تعتبر مقاتلة F-16 Fighting Falcon بلا شك أنجح مشروع في تاريخ صناعة الطائرات الأمريكية على الرغم من أنها صنعت منذ 40 عاما.
ولا تزال تستخدمها كثرة من الجيوش في العالم، بما في ذلك سلاح الجو الأمريكي. وقد أطلق عليها اسم "الصقر المهاجم". ويقارنها الكثيرون بمقاتلة "ميج – 29" السوفيتية الخفيفة من الجيل الرابع.
وقد بدأ الإنتاج الصناعي لـ "إف – 16" عام 1978 حيث أصبحت طائرة ابتكارية طُبق فيها عدد كبير من المبتكرات والمستجدات، بما فيها شكل الغطاء الزجاجي ووضع ذراع القيادة في جهة اليمين، ما أثّر على راحة القيادة ووضع كرسي الطائرة بزاوية معينة، ما ساعد على التحمل الأريح للضغط الزائد.
وهناك نماذج للمقاتلة بينها F-16C بصفتها نموذجا مطورا متعدد المهام، وF-16D بصفتها نموذجا تدريبيا ذا كرسيين اثنين، وF-16C/D بصفتها مقاتلة قاذفة.
ويبلغ وزن المقاتلة 8600 كلغ. وبمقدورها أن تحمل 5000 كلغ من الأسلحة والذخائر، سرعتها القصوى2120 كلم/ساعة، ومدى العمل 1500 كلم، والارتفاع الأقصى للتحليق 17000 مترا.
تم تصدير "الصقر المهاجم" إلى 28 جيشا. وبدأ تاريخ استخدامها في القتال من الحرب الأهلية اللبنانية حيث استخدمت كطائرة ضاربة وطائرة تحقق السيطرة في الجو.
وكان تصميم مقاتلة "ميج – 29" ردا سوفيتيا على ظهور "إف – 16" الأمريكية. لكن لم يكن لديها مدى عمل طويل، إذ أنها خُصصت للسيطرة على منطقة محدودة الأجواء ولأداء مهمة دعم المشاة في بعض الأحيان.
وبفضل وجود محركيْن قوييْن من طراز "تي إر دي دي إف" تتميز المقاتلة السوفيتية بقدرة عالية على المناورة وسرعة كبيرة في الصعود إلى الأعلى بلغت 330 مترا في الثانية. بينما تصعد "إف – 16" بسرعة 275 متر/ثانية. ويعني ذلك أن المقاتلة السوفيتية تتفوق على "إف – 16" في القتال القريب وفي السطح العمودي. لكن "إف – 16 تتفوق" على "ميغ – 29" في مجال زاوية الكشف.
وقد تم تطوير "ميج – 29" مطلع الثمانينيات لتتحول إلى مقاتلة "ميغ – 29 إم" من الجيل 4+.
واستمرت عملية تطوير "ميج – 29" عام 2016 لتتحول إلى "ميغ – 35" متعددة المهام من الجيل 4++ حيث حصلت على رادار حديث مزوّد بهوائي شبكي ومنظومة جديدة للتصويب والدلالة على الهدف تم تركيبها على خوذة الطيار ومحرك جديد هو " إر دي 33 إم كا" يمكن أن يغيّر اتجاه قوة الدفع ومنظومة قيادة كهربائية حديثة. وكما ازداد مدى عمل الطائرة انخفض سعر الساعة الواحدة من تحليقها بمقدار 2.5 مرة. وبلغت سرعة "ميغ – 35" نحو 2100 كلم/ساعة، وارتفاعها الأقصى في التحليق 16000 متر.
أما الأمريكيون فطوّروا "الصقر المهاجم" إلى نموذجيْن جديدين تم تزويد أحدهما بـF-16Viper بهوائي شبكي حديث وثانيهما حصل على صواريخ وقنابل فائقة الدقة جعلت الطائرة تعمل ليلا ونهارا وفي أي طقس.
يتراوح سعر "إف – 16 بين 43 و55 مليون دولار، بينما لا يزيد سعر "ميج – 35" عن 40 مليون دولار أمريكي ( حسب بروتوكول بيعها للهند عام 2011).
ولا يتجرأ العديد من الخبراء على إعطاء "راحة اليد" دون قيد أو شرط لأي من الطائرتيْن، مسترشدين بحقيقة أن دورا كبيرا في المعارك الجوية تلعبه مهارة الطيار القادر على تعويض أوجه القصور الموجودة في كل من المقاتلتين. مع ذلك، فإن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن كلتا الطائرتين رائعتان وقد أثبتتا مرارا فعاليتهما في العديد من النزاعات حول العالم.